انقلب السحر على الساحر أمس الأول، حينما سارع الصهاينة إلى إقامة ندوة صحفية لامرأة يهودية وقعت في أسر المقاومين الفلسطينيين، وأطلقوا سراحها.. كان الصهاينة يعتقدون أنهم سيضربون ضربتهم الإعلامية القاتلة، لتكون شرّا مستطيرا يتنزّل على المقاومين، غير أن شهادة المرأة أصابت المنظومة الإعلامية الإرهابية في مقتل، وهي تصف المقاومين بأنهم استقبلوا الرهائن خير استقبال، وطمأنوهم على أنفسهم وهم يؤكدون أن الإسلام السّمح يفرض على المسلمين الإحسان إلى الأسرى..
كان التصريح مذهلا.. بل صادما لمن ظلّوا يسوّقون صورة مغالطة عن الفلسطينيين الشّرفاء.. ارتبك إعلاميو الآلة الإرهابية.. (دخلوا في حيط).. فلم يجدوا سوى توقيف الإرسال، والانتقال إلى أكاذيب ومغالطات أخرى، لكنّ كاميرات المقاومة كانت قد سجّلت وقائع الإفراج عن المرأة، وشاهد العالم أجمع تلك اللّقطة المؤثرة التي عادت فيها العجوز – بمحض إرادتها – إلى المقاومين الفلسطينيين لتسلّم عليهم وتودّعهم بمحبة، تعبيرا عن امتنانها لما لقيت من إحسان فاق كلّ تصوّر..
هي هزيمة مخزية تجرعها الصهاينة حين رأوا ظلام أكاذيبهم ينجلي أمام أنوار الحقائق السّاطعة، بعد هزائم منكره تتواتر منذ أغرقهم “طوفان الأقصى” في أوحال ظلمهم وطغيانهم، فلم يجدوا غير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كي يسوموهم سوء العذاب، وينتقموا منهم شرّ انتقام..
أين ترقد القيم الإنسانية النبيلة؟! وماذا عن المنظمات الحقوقية التي صدّعت العالم بالحديث عن الإنسان وحقوقه الشّرعية؟! من يتذكر شيئا يسمى الأعراف والمواثيق الدّولية؟!.. أهمّ من هذا كله.. من هو الإرهابي؟!
كنا نقول عادة: “حبل الكذب قصير”.. اليوم، تبيّن لنا أنه “أقصر”..
ولا نامت أعين الجبناء..