شنت قوات الاحتلال الصهيوني، من الليلة الماضية إلى فجر اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة طالت 94 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
واعتقلت قوات الاحتلال 26 فلسطينيا من رام الله وسلفيت و18 آخرين من بيت لحم وجنين، كما اعتقلت 37 فلسطينيا من نابلس.
أما في القدس المحتلة، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 13 فلسطينيا من بينهم فتاة.
ولليوم العشرين على التوالي، يواصل الاحتلال شن غارات مكثفة على غزة، موازاة مع سلسلة أعمال عنف مصحوبة بمداهمات واعتقالات في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
غياب حماية دولية
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، أن الاحتلال الصهيوني يفرض عقوبات جماعية شاملة على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، مستغلة غياب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من الشهر الجاري.
وأضافت الوزارة، في بيان صحفي، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنه” في الوقت الذي يتعرض قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي لأبشع المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين ومنازلهم ومرتكزات حياتهم، تواصل قوات الاحتلال التصعيد في اقتحاماتها واستباحتها للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية وتواصل إغلاق الضفة الغربية وتحويلها إلى سجن كبير وتقطيع أوصالها وشل حركة المواطنين، كما يواصل المستعمرون اعتداءاتهم بحق المواطنين ومنازلهم وأرضهم وأشجارهم، بدعم من قوات الاحتلال، الأمر الذي ينذر بتفجير ساحة الصراع برمتها”.
وأشارت إلى أن “شعبنا لا يزال ضحية مستمرة للاحتلال والاستعمار وأيضا ضحية للفشل الدولي في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، الذي يعكس ازدواجية معايير دولية في التعامل مع القانون الدولي وتطبيقاته الملزمة ومبادئ حقوق الإنسان، التي يتم النظر إليها بمعايير متناقضة”، الأمر الذي “يُفقد مؤسسات الشرعية الدولية ما تبقّى لها من مصداقية بشأن تحمل مسؤولياتها القانونية و الأخلاقية تجاه معاناة شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، بعيدا عن الاحتلال والاستعمار والحصار”.
وأكدت الخارجية، في بيانها، أن “المطلوب حاليا وأكثر من أي وقت مضى، تحرك دولي عاجل لإنصاف شعبنا وحماية المدنيين الفلسطينيين وخلق مناخات جديدة لتمكينهم من استعادة الأمل لحياة حرة وكريمة في أرض وطنهم، عبر مبادرات وإجراءات دولية شجاعة وملزمة، تنهي العدوان على شعبنا فورا وتضمن له حقوقه واحتياجاته الإنسانية كاملة بشكل مستدام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ورسم خارطة طريق تفضي إلى إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني محدد”.
نقص الوقود
وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، أمس الأربعاء، على أن نقص الوقود في غزة يعني موت الأطفال في الحضانات ومعاناة الكثير من الفلسطينيين.
ودعا ياساريفيتش إلى ضمان وصول الوقود والإمدادات الطبية بشكل آمن إلى جميع مستشفيات غزة وفي جميع أنحاء القطاع.
وحذر من أنه إذا لم يتوفر الوقود، فإن ذلك سيؤدي إلى “موت الأطفال في الحضانات ممن يحتاجون إلى دعم الحياة وسيعاني الكثير من الناس وسيفقد الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى أي فرص للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، لذلك نحن بحاجة إلى تلك الأمور، إذا لم نحصل عليها، سيكون هناك المزيد من المعاناة والمزيد من الموت”.
وأعرب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، عن أمله في أن يتم توفير وصول مستدام وآمن للإمدادات الطبية وكذلك للإمدادات الأخرى المقدمة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لسكان غزة.
جلسة عامة بالأمم المتحدة
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، جلسة عامة ضمن الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة، لمناقشة القضية الفلسطينية عقب العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر.
ويرتقب أن تدلي 100 دولة ومنظمة ببيانات خلال الاجتماع، ومنها الأردن، كون الأخير طلب استئناف الدورة بصفته رئيسا للمجموعة العربية، مع العلم أنه عادة ما تجري دعوة الدورة الاستثنائية الطارئة عند فشل مجلس الأمن باتخاذ قرار بعد استخدام دولة دائمة العضوية للفيتو.
ويشار إلى أنه في أعقاب فشل المجلس في 18 أكتوبر الجاري، في اعتماد مشروع القرار الذي اقترحته البرازيل، تلقى مكتب رئيس الجمعية العامة ثلاث رسائل تطلب استئناف الجلسة الطارئة العاشرة الخاصة للجمعية العامة بشأن الوضع في فلسطين.
ويدعو مشروع القرار، محل الاجتماع، إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، إضافة إلى إلغاء أمر الإخلاء الصادر في 13 أكتوبر الجاري و”يرفض بشدة أي محاولات لنقل السكان المدنيين الفلسطينيين قسرا”.