يقف الزملاء في الإذاعة والتلفزيون اليوم، ليستعيدوا ملحمة الرعيل الأول من أبناء الجزائر المستقلة، وهم يرفعون تحدي استرجاع السيادة على المؤسستين الكبيرتين، وينجحون في مواصلة البثّ دون حاجة إلى التقنيين الفرنسيين.. اليوم.. نستعيد جميعا ذلك اليوم المشهود الذي خفق فيه العلم الوطني فوق المبنى الشاهق.. اليوم الذي سيبقى راسخا في الذاكرة، ويظل دافعا للأجيال الجديدة كي تتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله وأمام الوطن، لتكون خير خلف لخير سلف..
ويواصل فرسان الإذاعة والتلفزيون، على درب العظماء من مجاهدي الثورة المباركة، فيخوضون ملحمة جديدة.. ملحمة العصر الرقمي، ويحققون فتوحا كبرى، وفاء لذاكرة أولئك الأماجد، وعملا على تقديم خدمات إعلامية تاجها الأغلى الإخلاص للوطن، وغايتها العليا خدمة المواطن، ولقد كانوا أهلا للأمانة وأحق بها، فانتلقوا بالعمل الإذاعي إلى ذروة ما حققت التكنولوجيات الحديثة، وأضافوا إلى العمل التلفزي ما يمنح كل جزائري إحساسا عميقا بالفخر..
ولا نتجرأ على الاحتفال حتى إن كان بالمنجز الجزائري العظيم، في وقت يعيش أشقاؤنا في فلسطين الجريحة ويلات حرب إبادة لا ترحم، ولكننا نستلهم من أنوار ذلك اليوم الراسخ، كي يكون برهانا على أن جولة الظلم ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة، فتحذو فلسطين حذو الجزائر، وتجابه الظالمين إلى أن تكسر شوكتهم، وتردّهم خائبين..
إن أولئك الذين رفعوا العلم الوطني فوق مبنى الإذاعة والتلفزيون، دون أن يعبأوا بمستوى التحدي الذي رفعوه، لم يتسلحوا إلا بالصدق والإخلاص، وكذلك يفعل خلفهم اليوم..
والمجد – بالتأكيد – حقّ الصالحين..