قدّم البروفيسور مصطفى خياطي في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 26، اصداران جديدان بديوان المطبوعات الجامعية. الكتاب الأول صدر قبل 4 أشهر بعنوان “المستشرقون، الإستعمار والاسلاموفوبيا”، والثاني حول سيرة “عبد الرزاق بن حمدوش”.
في جناح ديوان المطبوعات الجامعية، التقت “الشعب اونلاين” البروفيسور خياطي، ببساطته وتواضعه المعهودين، وهو في جلسة بيع بالتوقيع لاصداريه، أبى إلا ان يجيب على أسئلتنا حول جديد الطبيب الأدبي، ومشاركته في الصالون ومواضيع أخرى..
يقول البروفيسور إن كتاب “المستشرقين، الإستعمار والاسلاموفوبيا”، يتطرق الى تاريخ ظهور الاستشراق، وهي الفكرة التي ولدت ما يعرف بالغرب.
يقول خياطي ان المُطّلع على الكاتب يستطيع فهم واستيعاب موقف الغرب تجاه ما نشهده اليوم من أحداث دامية في غزة، حيث تتكتل دول الغرب ضد غزة، بل وحتى ضد كل ما يمت إلى الاسلام والعرب.
ويضيف الاستاذ خياطي أن العارفين بالتاريخ لا يدهشهم هذا التكالب الغربي ضد العرب والمسلمين، لأن “الطفل الاوروبي ينمو ويترعرع منذ الصغر على فكرة الخوف، بل وكره الاخر القادم من الشرق، والمسلم بصفة خاصة”.
ويوضح الكاتب والباحث أنه برهن هذا الامر بطريقة علمية في كتابه، اذ بدأت هذه الظاهرة تنمو منذ القرن العاشر.
ويسترسل خياطي بالقول: “نشهد اليوم اسلاموفوبيا مبطنة، وحتى وإن لم تكن بالحدة التي عرفت بها في القرنين السابع عشر أو الثامن عشر، فهي تبقى مبررا لكل التجاوزات”.
ويرى خياطي ان الكتاب قد يساعد الطلبة والباحثين الحامعيين في فهم تاريخ المستشرقين, وفهم ما قيل عن العرب والمسلمين أنهم أناس عنفيين ودمويين، مع انهم كانوا سباقون في بلورة الاخلاقيات في التعاملات، لأن الاسلام دين معاملة قبل أن يكون دين عبادة.
ويبرز خياطي في كتابه أيضا ان الفضل يعود العرب في ترجمة كتب الاغريق، وانه لولا العرب لمأ اطلع العالم على هذه الكتب الاغريقية.
لكن للأسف بدأ الغرب في ترجمة الكتب العربية بداية من القرن ال12، واستحوذوا عليها، وكأنهم هم من ألفوها، وهنا يقول خياطي انها كانت بداية السرقة الأدبية كما يشرحه مطولا في كتابه، مع تقديم الدلائل والبراهين.
عبد الرزاق بن حمدوش الجزائري آخر طبيب في الطب العربي.. طي النسيان
الكتاب الثاني له مكانة وأهمية خاصة في نظر الاستاذ خياطي، لأنه يروي مسيرة رجل جزائري كثيرا ما تناساه التاريخ ولم يفه حقه، رغم ان الاستاذ أبو القاسم سعد الله خصص له مؤلفا تحت عنوان “رحلة عبد الرزاق بن حمدوش”.
ويشرح خياطي ان كتابه عالج مسيرة الرجل من الناحية العلمية فابن حمدوش كان باحثا وطبيبا وصيدليا جزائريا عايش القرن الثامن عشر، ترعرع في مدينة الحزائر، وكان له دكان في باب عزون، ويتأسف الكاتب أن كثيرا من الجزائر يجهلون هذه الشخصية التي وصفها فرنسيون “آخر طبيب في الطب العربي”، وكان الرجل غزير الكتابة، ولكن لم يصلنا منها الا كتابين، يتأسف خياطي.
“حاولت في كتابي ان أعالج حياة الكاتب والباحث خاصة في مجال الطب والصيدلة بالاستعانة برسائل وكتب للباحث نفسه او بما نقل عنه بعض المستشرقين والكتاب العرب”, يوضح محدث “الشعب اونلاين”.
رأيك في الطبعة الحالية الصالون
وعن رأيه في الطبعة الحالية للصالون، يقول الاستاذ خياطي، ان هذه الطبعة جاءت بعد تلك المنظمة في شهر مارس في ظروف استثنائية، بعد توقف الصالون حوالي 3سنوات بسبب جائحة كورونا، واليوم عاد الصالون الى نشاطه العادي.
ويلاحظ الاستاذ ان ديوان المطبوعات الجامعية يستقطب الكثير من الزوار مثله مثل باقي دور النشر، لكن ميزة الديوان أنه يستهوي الطلاب الحامعيين، خاصة لأنه يعرف بالاساتذة الاكثر نشاطا وثراء على الساحة. ويفتخر خياطي بتواجده في هذا القاء الأسبوعي الكتابي، كما وصفه.
الشاب في سن 15 سنة يقرأ بمعدل 20 دقيقة في الشهر
وفي رد عن سؤال هل الجزائري يقرأ؟ يجيب خياطي بصراحة أن الجزائري لا يقرأ عادة خارج اهتماماته أو بالأحرى خارج احتياجاته في الدراسة مثلا، ويقول إنه في اطار الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أُجريت دراسات ميدانية أبرزت ان الشباب في سن 15 سنة يقرأون بمعدل 20 دقيقة في الشهر.
وهنا ينتقد الكاتب دور المدرسة في تحفيز الطلبة والتلاميذ على القراءة، عن طريق المطالبة بقراءة كتب وتلخيصها، بل تكتفي بما يقدمه المدرس وبما هو موجود في الكتاب المدرسي، وهذا خطأ، يقول خياطي، لابد من تدراركه.
الامر الثاني، بحسب المتحدث، يعود الى انتشار الشاشات من هواتف وتلفزيونات ذكية وغيرها، جعلت الشباب يبتعد عن القراءة، مع انه في البلدان المتطورة التي تصنع هذه الشاشات، تجد ان المواطن لازال يحافظ على القراءة والكتاب، وهذا ما يلحظه المسافر الى دول اسياوية خاصة.