تحتفي الطبعة 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بدولة فلسطين من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية الهامة، من معرض للكتب وندوات ولقاءات حول الأدب والتاريخ والنضال الفلسطيني وأمسيات شعرية تضامنية، وخصوصا ما يعيشه الفلسطينيون حاليا من اعتداءات همجية من طرف المحتل الصهيوني.
خصصت وزارة الثقافة والفنون، في هذا الإطار، جزءا من جناحها، بالجناح المركزي، لفلسطين، يضم معرضا لعشرات المؤلفات باللغة العربية حول التاريخ والثقافة والأدب الفلسطيني وكذا نضال الشعب الفلسطيني، شاركت بها كل من الوزارة وأيضا سفارة دولة فلسطين بالجزائر.
وتتطرق المؤلفات المعروضة للعديد من المواضيع التي تتعلق في أغلبها بالقضية الفلسطينية وشخصياتها الثورية والأدبية، على غرار شاعر الثورة الفلسطينية، الراحل محمود درويش، بينما تناولت أخرى التراث والثقافة والفكر والأدب الفلسطيني بشكل عام، وهي أعمال مخصصة للعرض فقط.
ومن عناوين هذه المؤلفات “موسوعة مصادر الأدب الفلسطيني الحديث” و”محمود درويش، الأعمال النثرية الكاملة”، و”الكفاح الفلسطيني، مقدمات ونتائج”، و”الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين”، إضافة إلى “القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية” و”موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية”.
ويتميز الجزء المخصص لفلسطين بجناح وزارة الثقافة والفنون بتصميمه الجميل الذي تزينه الأعلام الجزائرية والفلسطينية وصور زعماء وأدباء جزائريين وفلسطينيين، وكذا صور القدس وخرائط فلسطين وعدة لوحات ترمز للكفاح الفلسطيني، إضافة إلى صورة كبيرة تبرز اتفاق المصالحة الذي عقدته الفصائل الفلسطينية بالجزائر في 2022.
ويتميز بالعديد من الشعارات المعبرة عن النضال الفلسطيني وعن المساندة والدعم الذي لطالما تلقاه الفلسطينيون من الجزائر، حكومة وشعبا، على غرار مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” والعبارة الشعرية الشهيرة لمحمود درويش “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.
ويقول شريف الصباغ، المسئول الفلسطيني عن هذا الجزء المخصص لفلسطين، وهو من سفارة دولة فلسطين بالجزائر، أن “وزارة الثقافة والفنون الجزائرية قد خصصت جناحها في هذا الصالون لاحتضان دولة فلسطين والقضية الفلسطينية وتعريف زوار الصالون من الجزائر ومختلف بلدان العالم بما يحدث حاليا في فلسطين من جرائم يرتكبها المحتل الصهيوني”.
وأضاف أن هذا الحضور الفلسطيني “ينقصه حضور الكتاب والأدباء والمثقفين الفلسطينيين ودور النشر الفلسطينية، وهذا بسبب العدوان الغاشم للمحتل الصهيوني على فلسطين وقطاع غزة والذي منع قدوم هؤلاء والتحاقهم” بهذه التظاهرة، غير أنه أردف يقول أن “بعض دور النشر الأردنية التي تعود لناشرين من أصول فلسطينية، ورغم قلتها، قد أخذت على عاتقها المشاركة بالعديد من المؤلفات حول فلسطين”.
وعن مدى إقبال الزوار، أشار الصباغ إلى أن هناك “توافدا كبيرا وتضامنا من الشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية، إذ يزور الفضاء زوار عاديون ورسميون والعديد من الكتاب والمثقفين والأدباء”، مضيفا: “رأينا الدموع في عيون النساء وهن يسألننا عن قطاع غزة، وقد عبرن عن تضامنهن الكامل مع الشعب الفلسطيني واستنكرن الجرائم الوحشية التي يرتكبها الصهاينة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني”.
ومن جهة أخرى، وفي إطار هذا الاحتفاء بدولة فلسطين، خصصت أيضا وزارة الثقافة والفنون، وإلى غاية 3 نوفمبر المقبل، فضاء مستقلا خارج الجناح المركزي سمي “فضاء غزة”، برمجت به العديد من الندوات واللقاءات والأمسيات الشعرية التضامنية، عرف بعضها حضور عدد من الأدباء الفلسطينيين كالكاتب والشاعر إبراهيم نصر الله الذي نشط ندوة حول “الرواية والقضية الفلسطينية”.
ومن الندوات المبرمجة أيضا بهذا الفضاء “الرواية الجزائرية والتغريبة الفلسطينية”، و”قيم نوفمبر والقضية الفلسطينية”، و”الرواية العربية وسرد المأساة الفلسطينية”، و”الجزائر والقضية الفلسطينية”، إضافة إلى أمسية شعرية تضامنية مع غزة تحت شعار “نوفمبر وفلسطين”، بمشاركة العديد من الأدباء الجزائريين.
وتستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي الـ26 للكتاب، بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.