قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إن “الفلسطينيين يواجهون عدواناً مكتمل الأركان، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا الخنوع والاستكانة للأمر الواقع المفروض عليهم عنوةً وغصبا”.
ذكر عطاف، في كلمة لدى افتتاح الجلسة العلنية الاستثنائية نصرة لفلسطين بمقر المجلس الشعبي الوطني، اليوم الثلاثاء، أن “الفلسطينيين تُرتكب بحقهم أبشع الجرائم، من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الفصل العنصري وجرائم التنقية العرقية وجرائم الإبادة، لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا، لا لوأد القضية الفلسطينية، ولا لهضم الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية”.
وأضاف ” إن ما يطال غزة اليوم من عدوان سافر، وما يطوقها من حصار جائر، وما تتعرض له من سفك الدماء، وزهق الأرواح، ليس وليد أحداث السابع من أكتوبر الجاري”.
وشدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن العدوان ليس إلا مرحلةً متقدمةً من مراحل استمرار وتوسع وتفاقم الاحتلال الصهيوني، هذا الاحتلال الذي أشهر أحد مسؤوليه، منذ بضع أسابيع، ومن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، خريطةً تمحو فلسطين تماماً من الوجود، معيداً إلى الحياة مشروع إسرائيل الكبرى”.
وواصل في السياق :” الأكيد والمؤكد ثانياً، أن هذا العدوان ليس إلا نتاج الحصانة الممنوحة جوراً وزوراً للاحتلال، ودعمه معنوياً وسياسيا وعسكرياً وإعلامياً لاحتلال وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين”.
وأكد أن العدوان لم يكن ليتحقق لولا تراجع “الضغط العربي في خدمة القضية الفلسطينية، وانحسار الدور الدبلوماسي العربي في نصرة الشعب الفلسطيني وفي تأييد مشروع دولته الوطنية في أعقاب آخر مبادرة تم طرحها منذ ما يربو عن عشرين عاماً”.
وتساءل عطاف عن مدى تطابق المنطق المتبع من المجتمع الدولي مع الواقع، قائلا :” أي منطق هذا الذي يبرر لقتل أكثر من ثمانية آلاف مدني فلسطيني، منهم أكثر من ثلاثة آلاف طفل ورضيع ؟ وأي منطق هذا الذي يبرر لتدمير أكثر من خمسٍ وأربعين بالمائة (45%) من البنايات على رؤوس ساكنيها في قطاع غزة؟ وأي منطق هذا الذي يبرر لقصف المستشفيات، والمدارس، والمساجد والكنائس، ومقرات الوكالة الأممية لإغاثة اللاجئين؟”.
ولفت المتحدث إلى أن الجزائر قالت كلمتها في أكثر من محفل إقليمي ودولي منذ بداية هذا التصعيد، وهي التي تعتبر الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرة المضطهدين في غزة وفي كافة ربوع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهاً من أوجه الوفاء لتاريخها الوطني ولمبادئ ثورتها التحريرية المجيدة التي سنحيي غداً ذكراها التاسعة والستين الناصعة.