أكّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، تحديد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لستة روافد لموقف الجزائر من الحل العادل والشامل والدائم للصراع العربي مع الكيان الصهيوني.
قي كلمة ألقاها عطاف، خلال الجلسة العلنية الاستثنائيةا المنعقدة اليوم بالمجلس الشعبي الوطني، والتي خصصت لنصرة القضية الفلسطينية،قدم موقف الجزائر الرافض للعدوان الغاشم ضد الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على الموقف الثابت للدولة الجزائرية إزاء القضية الفلسطينية.
وأوضح وزير الخارجية ان الجزائر قالت كلمتها في أكثر من محفل إقليمي ودولي منذ بداية هذا التصعيد، وهي التي تعتبر الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرة الاشقاء المضطهدين في غزة وفي كافة ربوع الأراضي الفلسطينية المحتلة، “وجهاً من أوجه الوفاء لتاريخها الوطني ولمبادئ ثورتها التحريرية المجيدة التي سنحيي غداً ذكراها التاسعة والستين الناصعة”.
وأشار عطاف إلى أنه وبتعليمات من رئيس الجمهورية، تجسدت أوجه التضامن الجزائري مع الاشقاء الفلسطينيين على مستويين أساسيين: المستوى الإنساني والمستوى الدبلوماسي.
فعلى المستوى الإنساني، ساهمت الجزائر في إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر مساعدات هامة واستعجالية تم نقلها إلى مطار العريش في مصر، عبر جسر جوي مكون من طائرات تابعة للقوات الجوية الجزائرية، يقول عطاف
أما على الصعيد الدبلوماسي، فتواصل الجزائر مساعيها الحثيثة إقليميا ودوليا لدعم المطالب المستعجلة التي يفرضها الوضع الراهن، من أجل فك الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ستة عشر عاماً، ووقف القصف العشوائي الذي راح ضحيته آلاف الأرواح البريئة، ووقف التهجير القسري للسكان، والسماح بإغاثة أهل غزة دون قيود أو شروط.
وحدّد وزير الخارجية تحذير الجزائر “من مغبة مواصلة الرهان على الأسوأ، عبر إطفاء شعلة الأمل لدى الشعب الفلسطيني الذي لا تعرف أجياله الحديثة أي شيء عن مسار السلام. فآخر مبادرة للتسوية السلمية تعود لسنة 1998”.
وبصفته صانع القرار السياسي الخارجي والمشرف الأول على تنفيذه، أكّد عطاف ان رئيس الجمهورية، قد حدَّد وشخَّص بدقة وصرامة روافد موقف بلادنا من الحل العادل والشامل والدائم للصراع العربي مع الكيان الصهيوني.
ويقول عطاف ان الرافد الأول يتمثل في الاستجابة الفعلية والجادة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني،
ويتمثل الرافد الثاني في توحيد الصف الفلسطيني بغية تعزيز موقعه في الأطر الدولية الهادفة لإحلال السلام في الشرق الأوسط وتقوية نفوذه وتأثيره فيها، وكذا إعطاء صلابة أكبر لمرافعاته لصالح مشروعه الوطني ولمطالباته بحقوقه المشروعة.
الرافد الثالث، هو ضمان حماية دولية مستعجلة للشعب الفلسطيني في وجه خروقات وتجاوزات الاحتلال الصهبوني،
أما الرافد الرابع، فيكمن في إقدام الجمعية العامة على منح عضوية كاملة لدولة فلسطين ممهِّدة بذلك الطريق للحل المبني على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وسيّدة،
ويتمثل الرافد الخامس في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية المتبناة في قمة بيروت سنة 2002
وأخيرا، يتمثل الرافد السادس في تتويج أي عملية سلام بإقامة دولة فلسطينية على حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وعيّر وزير الحارجية أمام اعضاء المجبس الشعبي الوطني، عن قناعة الجزائر الراسخة، أن الوضع الراهن أخطر بكثير من أن يتم التعامل معه دون معالجة التراكمات التاريخية التي أدت إلى تكرار ظهوره عشرات المرات طيلة العقود الماضية،
وأكّد في السياق، ان السلام الدائم والمستدام في الشرق الأوسط، لا يمكن أن يتحقق طالما استمر المجتمع الدولي في تجاهل تطلعات الفلسطينيين الشرعية والمشروعة لتحرير أراضيهم المحتلة وإقامة دولتهم المستقلة،