احتضن فضاء “غزة” بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته 26، ندوة ثقافية جاءت تحت عنوان “تسريد المقاومة الفلسطينية في الرواية العربية، شاركت فيها كل من الدكتورة آمنة بلعلى من جامعة تيزي وزو، الدكتورة انشراح سعدي من جامعة الجزائر 2 والكاتبة عائشة بنور، حيث تناولن واقع المقاومة الفلسطينية في الكتابات الأدبية..
قدمت الكاتبة عائشة بنور تجربتها الأدبية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، حيث تناولت في إصدارها “نساء في الجحيم” وهو عبارة عن رواية اختزلت الامتداد التاريخي العريق لفلسطين، ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني، مبرزة بعض أسماء شخوص الرواية اللواتي ارتبط تواجدهم الطاغي في البناء السردي كعنوان عريض للمقاومة رغم مرارة العيش والتضييق الممارس ضدهم، أمثال دلال المغربي، شادية أبو غزالة، ولينا..
صورت عائشة بنور من خلال تلك النسوة المحاصرات في غرف مظلمة وباردة، المكبلات بقيود من حديد، المعنى الحقيقي للنضال الذي يزاحم دقات ساعة ناجي العلي الذي توفي بعد إصابته بالرصاص، بينما بقيت تنبض، متحدية آلة الدمار الجبانة.
ومن جانبها تناولت الدكتورة آمنة بلعلى، موضوع المقاومة الفلسطينية في السرد الروائي العربي، من الناحية النقدية، حيث حدّدت المعنى العام لكلمة تسريد، وانتقلت بعدها للتحدث عن أدب المقاومة الذي يعتبر مفصلا من المفاصل المهمة في الادب العربي، لاسيما وأنه يعد من الطرق الجديدة في الكتابة..
وفي حديثها عن سرديات الكتاب العرب حول القضية الفلسطينية، ذكرت المتحدثة بأننا نجد مضمون السرد مغايرا عند الكتاب الأجانب، بحيث يقرأ من وجهة نظر تخدم رؤية الآخر المتعصب للعدو، وفي المقابل بينت الطرائق التي اعتمدها الكتاب العرب في تمثيلهم للمقاومة الفلسطينية، مبرزة في سياق عرضها جملة من النتائج المتعلقة بالوعي الجديد الذي بدأ يعود إلى الرواية، وذلك من خلال توثيق وتصوير الجرح الفلسطيني منذ النكبة إلى غاية اللحظة. بينما اتجهت الدكتورة انشراح سعدي إلى أعمال الكتاب العرب المتعلقة بالرواية الفلسطينية، باعتبارها جزء من الرواية العربية، حيث ذكرت بأن أغلب كتّاب الروايات الفلسطينية وظفوا مراحل معاناة فلسطين بإبداع، أمثال ايميل حبيبي وغسان الكنفاني.. وذلك من خلال نصوصهم التي عبروا فيها عن عمق المعاناة بجمل قالت كل شيء عن القضية الفلسطينية، مثلما ورد في “الكتابة الجرح في رواية الصدمة”، “زلزلة الشعب الفلسطيني”، كما استعرضت الدكتورة انشراح سعدي عددا من الكتّاب الفلسطينيين الذين ساهموا في تدوين القضية الفلسطينية بحبكة، أمثال سحر خليفة من خلال نصها “باب الساحة”، وأدهم الشرقاوي من خلال رواية “نطفة” التي تعبر عن فانتازيا المقاومة، وذلك على غرار أيضا كتاب عرب تميزت أعمالهم الأدبية على تقديم الواقع المرير لمعاناة الشعب الفلسطيني أمثال بهاء طاهر من تونس، والياس خوري من لبنان، واسماعيل فهد اسماعيل من الكويت..