«الفلسطينيّون ليسوا إرهابيّين..إنّهم يدافعون عن وطنهم»..هكذا قالها الرّئيس تبون ليعبّر عمّا يختلج في قلب كل جزائري غيور على القيم الإنسانية العليا، ينتصر للحرية، ولا يرضى إلاّ بالعدل والقسطاس المستقيم.
ولقد سجّل الرّئيس أنّ الجزائريّين لم يسلموا من الادّعاءات الكولونيالية السّاذجة، ومن التّهم (العبيطة)، واستلهم تلك الكلمة المضيئة التي أطلقها بن مهيدي، فزلزل أركان فرنسا الاستعمارية، وهو يقول بثبات: اعطونا طائراتكم، نعطيكم قففنا..
نعم..نقولها جميعا مع الرّئيس واثقين صادقين..الفلسطينيّون ليسوا إرهابيّين، فهم يدفعون المنكر عن أرضهم الطّاهرة، ويفدونها بدمائهم الزّكية..إنّهم يواجهون النّيران الضّارية بالصّدور العارية..بل إنّهم يحتفظون لـ «النصر المقبل» في قلوبهم، بوردة نديّة سُقياها الآلام والأوجاع التي يتحمّلونها نيابة عن العالم أجمع، كي ينقذوه من براثن الوحشية الصّهيونية، ويحفظوا له شيئا من الكرامة المهدرة..إنّهم يفتدون البشر من السّقوط في حمأة الطّغيان الصّهيوني؛ ولهذا يلتفّ الصّالحون في كل دول العالم، حتى تلك الدول التي جيّشت إعلامها ليفبرك الأكاذيب المنكرة في حق المقاومة..نعم..الصّالحون كلّهم خرجوا في مسيرات ضخمة، نصرة للقضية الفلسطينية العادلة، وقالوا لأنظمتهم المناصرة للكيان والمطبّعة معه..»يكفي..تعني يكفي..».
ماذا تبقّى من المشروع الصّهيوني الآثم؟! ماذا تبقّى من الأوهام والأساطير التي تأسّس عليها الكيان؟! إنّ الصّبر الفلسطيني السّاطع جعل من التّرهات الصّهيونية هباءً منثورا، وقدّم البراهين الحيّة على أنّ «الإرهابي» الوحيد في هذا العالم، هو ذاك الصّهيوني الذي يعتصم بطائراته، كي يقصف الأطفال الرّضع والشيوخ الرّكع، ولتعصف مقولة بن مهيدي بالصّهاينة اليوم، كما عصفت بالفرنسيّين أمس..أعطوا الفلسطينيّين طائراتكم..اعطوهم قبتكم الحديدية..اعطوهم ترسانتكم الحربية، ثم صفوهم بما تشاؤون..
ولا نامت أعين الجبناء..