أدان عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، عمر نزال، استهداف الاحتلال الصهيوني المباشر منذ السابع اكتوبر الماضي، للصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية.
يعمد الاحتلال الصهيوني على قصف مقرات عمل الصحفيين واستهداف منازلهم وعائلاتهم، مؤكدا أن ذلك ولد جو عمل شديد الخطورة للإعلاميين، ويهدف لإخفاء جرائم الابادة الجماعية المتواصلة بالقطاع.
وأوضح عمر نزال في تصريح ل/وأج من رام الله، أنه الى جانب استهداف أسرة الاعلام الفلسطينية، فإن استراتيجية الاحتلال في حجب ما يجري من انتهاكات خطيرة بحق الشعب الفلسطيني، تتمثل في منع الصحفيين الاجانب أيضا من الدخول الى قطاع غزة ووقف نقل الحقائق الميدانية التي يندى لها الجبين.
وبلغة الأرقام، أوضح المتحدث أن “الاحتلال يستهدف بقوة الاعلام الفلسطيني، فنحن كجسم صحفي فقدنا حتى الآن 25 صحفيا، بالإضافة الى 11 من العاملين في قطاع الاعلام، الى جانب فقدان 30 زميلا لأسرهم نتيجة القصف المباشر لمنازلهم واستهدافها في قطاع غزة، كما ان هناك هدم لمنازل 35 صحفيا آخر” .
ولم يسلم الاعلاميون في الضفة الغربية من انتهاكات الكيان الصهيوني – يضيف النقابي الفلسطيني – حيث طالت الاعتقالات 18 صحفيا منذ السابع اكتوبر، “بالإضافة الى ظروف العمل التي يواجهونها من تقييدات كبيرة نتيجة حواجز الاحتلال، الى جانب اغلاق وكالة واحدة للأنباء ومحطة اذاعية واحدة تبث من مدينة الخليل”.
وعن الظروف السيئة التي يواجهها الصحفيون في غزة، قال السيد نزال ان هؤلاء “اضطروا الى ترك كل مكاتبهم وأماكن عملهم نتيجة استهدافها منذ الايام الاولى بالقصف، حيث تم تدمير 50 مكتبا ومقرا اعلاميا، وجميعهم الآن يعملون من أمام المستشفيات وساحات الايواء التي يعتقدون أنها أماكن أكثر أمانا من غيرها”.
ووصف ظروف عملهم بأنها “كارثة حقيقية”، حيث غالبا ما تكون الانترنت بطيئة او معرضة لفترات قطع طويلة، الى جانب فقدانهم لأدنى مقومات الحياة كالكهرباء والغذاء، مما أدى -حسب ذات المتحدث- “الى انخفاض في كم المحتوى الاعلامي الذي يصدر من الزملاء في غزة، خاصة في ظل منع الاحتلال، للصحفيين الاجانب من الدخول وتغطية العدوان”.
وأضاف أن “الضغوطات والتقييدات الكبيرة التي يتعرض لها الصحفيون، أجبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين على مراسلة البرلمان الأوروبي من أجل التدخل العاجل لإنقاذ الصحفيين، حتى يبقى تدفق المعلومات ممكنا لإشهاد العالم عما يجري”.
وعن العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة لليوم السادس والعشرين على التوالي، اوضح عمر نزال ان “مخططات الاحتلال واضحة وجلية وتهدف الى الترحيل الجماعي للفلسطينيين، وهو ماض في هذا المسعى”.
وقال : عندما نتحدث اليوم عن آلاف الشهداء والمفقودين، و استهداف كل مقدرات الشعب الفلسطيني، فإن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني، خاصة في غزة، هو “حرب ابادة جماعية كاملة المعالم”.
وأضاف في السياق أن هدف استراتيجية الاحتلال العسكرية في عدوانه السابق على غزة خاصة عامي 2008 و2014، يتكرر هذه المرة، حيث يرمي الكيان الصهيوني الى “تقطيع أوصال القطاع الى ثلاثة اجزاء (الشمال والوسط والجنوب)، كي يسهل عليه التعامل مع المدينة عسكريا و ايضا فيما يخص تشديد الحصار عليها”، مختتما ان “الاحتلال يدرك تمام الادراك صعوبة تحقيق هذه الاهداف نتيجة الصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية”.