من حسنات صالون الكتاب هذا العام، أنّه ركّز على التّضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته، وفتح الآفاق على الثّقافات الإفريقية، وأضفى لمسة «فكر» لها أثرها البالغ في بناء المستقبل، من خلال احتفالية مالك بن نبي، وهو ما منح النّشاطات – في سابقة أولى – منهج عمل واضح، يسمح بتحقيق منجز حقيقي، ولا يكتفي بارتجال تلك العبارة الجزائرية الشّهيرة..(المهمّ المشاركة).
أمّا الجانب الجمالي من المعرض، فقد ارتقى في هذه الطبعة بشكل غير مسبوق، سواء من ناحية الألوان المتناسقة، أو الخطوط العربية الأصيلة التي زيّنت الفضاءات الخاصة بالندوات الدّورية، أمّا الأرضية فقد مُهّدت بطريقة احترافية تجنب الزوار العثرات التي تعوّدوا عليها في طبعات سابقة.
وليس مجاملة إذا قلنا إنّ الصالون الدولي للكتاب، عرف في هذه الطبعة كيف يكون منارة ثقافية راقية، سيكون لها تأثيرها الإيجابي على مسار التأسيس لصناعة حقيقية لـ «الكتاب»، خاصة وأنّ النّشاطات – على اختلافها – تضع بين أيدي مسؤولي الثقافة مادة ثريّة تسهّل الاقتراب من المثقّفين الفاعلين الحقيقيّين، والخلاص من أولئك (المغشوشين) الذين ظلّوا عبئا على عاتق «الثّقافة»، دون أن يستوعبوا منها ما يتجاوز (المآدب الدّسمة) و(تذاكر الرّحلات المجانية).
ونعترف أنّ ما شهدنا بصالون الكتاب هذا العام، بعث أملا جديدا في انطلاقة يكون لها شأنها في الجزائر الجديدة، فتسهم في الانتقال الاقتصادي، وتؤسّس لوعي جديد متسق مع القفزة النوعية التي تحقّقها البلاد على جميع المستويات، وفاء لرسالة الشّهداء، وصونا لوديعتهم.