حاول الخبير في الشؤون الدولية الدكتور عبد القادر سوفي فضح ضلوع العديد من الحكومات الغربية في العمليات الإرهابية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني، واختفاء صوت القوانين والمعاهدات الدولية من قاموس حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بإبادة وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
سلط الخبير الضوء أيضا على سياسة الإعلام الغربي التي صار فيها يكيل بمكيالين وفضح بقلة احترافيته وانكماش هامش حريته التي كان يتشدق بها. كما تناول مدى تأثير مظاهرات الأحرار في العالم ضد الوحشية والإرهاب الصهيوني الذي يخوض حرب إبادة غير مسبوقة ضد الأطفال والنساء.
جريمة حرب لا تغتفر يقترفها الصهاينة في حق المدنيين
تحدث الخبير في الشؤون الدولية الدكتور عبد القادر سوفي، عن تطورات العدوان على غزة وصمود المقاومة الفلسطينية، وتناول تأثير الحرب التي تديرها المقاومة بجاهزية واحترافية عاليتين، وقال في هذا السياق، إنها وضعت العدو في حالة من الهيستريا، على اعتبار أن العمليات الأولى لغضب الأقصى أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وانهارت قبته الحديدية، كما انهار قبلها خط برليف.
واعتبر الخبير والمحلل السياسي سوفي أن العمليات النوعية أكدت أن قوة الكيان الصهيوني تكمن في الدعم اللامشروط للعم سام. وأما اليوم وبعد أكثر من 20 يوما من الحرب، لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق أي تغلغل داخل غزة كما وعد، لذا لجأ إلى القصف المدمر لإيجاد أي تبرير للفشل من أجل التمويه وحفظ ماء الوجه بأنه وصل على الأقل إلى 100 متر داخل غزة بهدف إعادة بناء دعاية الانتصار والتفوق.
مواجهة الإرهاب الصهيوني
ووصف سوفي أن الحرب الشرسة على السكان المدنيين، يعد خرقا لكل القوانين الدولية، بل إنها إبادة جماعة وتطهير عرقي وتندرج ضمن جرائم الحرب، وذهب الخبير إلى أبعد من ذلك عندما قال أن الحرب المعلنة على السكان المدنيين يعتبر أمرا فظيعا همجيا ولا إنسانيا، في ظل إرهاب وتقتيل شمل النساء والشيوخ والأطفال، ونتج عن هذا العدوان الوحشي والإرهابي خسائر بشرية تجاوزت 10 آلاف شهيد ودمار بنيوي ونزوح قسري للسكان، علما أن سكان غزة اليوم بلا مأوى ولا أكل ولا ماء ولا دواء، وتعيش حطام مريع وفوق ذلك ما زال آلاف الشهداء تحت الأنقاض.
وذكر الدكتور سوفي، أن صمود كتائب القسام الفلسطينية في وجه الهجمات والتحديات التي تواجهها، يعبر عن قدسية الحق في الدفاع عن الأرض ومواجهة الاحتلال الاستيطاني، وهذا الصمود يعد علامة تأكيد على الإرادة والتصميم في مواجهة الإرهاب الصهيوني المتوحش.
أما بخصوص السكوت عن فضح العدوان على غزة، كشف عن انحراف الإعلام الغربي وبعض ممن يديرون منصات التواصل الاجتماعي بسبب تبنيهم لسياسة طمس الحقيقة وتكميم الأفواه ومدى تأثير ذلك مستقبلا على مصداقيتها، أوضح الدكتور سوفي أن تقارير ومصادر مختلفة، تحدثت عن تطورات الحرب والعدوان على غزة وصمود كتائب القسام الفلسطينية. ولأنه من المهم أن نلاحظ أن هذه المعلومات مستمدة من مصادر مختلفة وقد تكون قد تغيرت منذ وقت نشرها. لكن الأكيد أن أغلب الإعلام العالمي يستند للأسف للرواية التي يقدمها الكيان الصهيوني وإملاءات حلفائه الغربيين، غير أنه يمكننا جمع المعلومات المستقاة من الميدان والفيديوهات والصور الآتية من غزة ومناطق أخرى للحصول على نظرة عامة حول بعض التطورات الرئيسية، وكذا الحقائق التي تفضح بشكل كبير من يروجون لغير الحقيقة، وهذا دون شك ينتقص من مهنيتهم واحترافيتهم.
مصالح متعددة
وحول سؤال يتعلق بما مدى نجاح أصوات العديد من الشعوب في العالم ومظاهراتهم للتنديد واستهجان حرب الإبادة التي يخوضها الصهاينة في الضغط على المحتل وأمريكا لوقف قصف المدنيين وقتل الأطفال دون وجه حق، قال الدكتور وأستاذ العلوم السياسية، أنه من المهم أن نلاحظ أن تأثير أصوات الشعوب والمظاهرات يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك السياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية والقوة الاقتصادية والعوامل الثقافية والاجتماعية. لذا قد تكون للمظاهرات تأثير محدود على السياسات الخارجية للدول، وقد تكون لها تأثير كبير في بعض الحالات.
ويرى الخبير سوفي أن صور وعمليات القصف والعنف حاضرة ومدونة رغم الحجب الممنهج والمستمر لطمس الحقائق والوقائع. وأشار في نفس المقام أنه يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية، تعد قضية استقلال وتحرير الوطن العربي الكنعاني الذي عاش فيه الرسل والأنبياء كلهم لكن لم يكن يوما ملكا لهم.