نكتة ظريفة ألقاها البيت الأبيض الأمريكي، مفادها أنه طلب من “الكونغرس” أن لا يسائله عن “الأموال” التي يوجّهها إلى الصّهاينة، وأصرّ على جعل “الأرقام” (مسألة وطنية)، يلقي عليها سدول (السّرية التّامة)، ما يعني تطبيق الحظر التام على جميع “أخبار” المساعدات (العجائبية) للكيان الصهيوني..
ولقد بالغ البيت الأبيض في التّخفي وراء (السّرية) في دعمه للكيان المحتل، إلى درجة أنه أشهر (الفيتو) بمجلس الأمن، في وجه قرارين اثنين (مغبونين)، لم يكونا يقصدان إلى إحقاق الحق الفلسطيني، ولا إلى إدانة الصهاينة، فقد توقفا معا عند حدود “المعاملة الإنسانية” التي يفرضها واقع الحرب، واقترحا الموافقة على “وقف إطلاق النار” كي يتمكّن المدنيّون العزّل من لملمة جراحهم، ومع هذا، ثارت ثائرة البيت الأبيض، ودعا إلى (التنديد بالفلسطينيين) الذين يتعرضون إلى قصف مريع، على أساس أن (وجودهم) يزعج (البيبي المدلل)..
طبعا.. يحب أن يشتغل البيت الأبيض في سريّة تامة، ولا ينبغي لأحد من العالمين أن يعرف بأنه أرسل حاملتين اثنتين للطائرات، للمساعدة في قصف الفلسطينيين، مثلما لا ينبغي لأحد أن يعرف بأن البيت الأبيض قال: “لو لم يكن الكيان موجودا، لاضطررنا إلى صناعة الكيان”.. ثم أرسل أكثر من 14 مليار دولار لتمويل طيران الكيان، على أساس أن الصهاينة يصرفون يوميا 250 مليون دولار على قصف الفلسطينيين.. بمنتهى السّريّة..
واضح أن بند (السّرّي للغاية) في الاستراتيجية الإعلامية الأمريكية، يعني النشر على أوسع نطاق، ليكون حربا باردة على المجتمع العالمي، بل تحذيرا علنيا لكل من تسوّل له نفسه قول كلمة حق.. ومع ذلك، ثارت الشعوب في جميع أصقاع الأرض ضد الوحشية الصهيونية..
ولا نامت أعين الجبناء..