وضع الدكتور محمد لعقاب، وزير الاتصال، يده على الجرح، وهو يفكّك الإشكاليات التي تعيق العمل الإعلامي ببلادنا. ولقد كان خطابه، بالمجلس الشعبي الوطني، بناءً موضوعيّا، لم يقصد مطلقا إلى تزيين الواقع، ولا إلى (التفلّت) من أسئلة النواب، بل إنه كان صريحا للغاية، ووصف الصّحفيين أصحاب (الإسم الغالي والجيب الخالي)، بأنهم لا يمثّلون سوى “طبقة كادحة بالمفهوم الماركسي”..
والحق أننا لا نستغرب طبيعة الخطاب الصّريح من الدكتور لعقاب، فهو يعرف عمق المشاكل التي يعانيها الصّحفي، بحكم أنه يعايش واقع الإعلام منذ التّسعينيات على الأقل، سواء بالممارسة المهنية في مختلف الصّحف، أو على المستوى الأكاديمي بجامعة الجزائر، ما يعني أنّه جمع بين الحسنيَيْـن.. الإحكام النّظري، والصّرامة التّطبيقية.. وهذا ما افتقدنا إليه في السّاحة الإعلامية خاصة، وفي كثير من القطاعات عموما..
ولقد لاحظنا أن الدكتور لعقاب، تحدّث بلسان الأستاذ الجامعي في عدّة مقاطع من خطابه؛ ذلك أن هناك أمورا لا يمكن استيعابها دون العودة بها إلى أصولها النظرية، وهذا ما نحتاجه فعلا من أجل التّشخيص الموضوعيّ للمشاكل التي يواجهها أيّ قطاع، والتّوصل – بالتالي – إلى حلول واقعية تؤتي ثمراتها، بعيدا عن (المزايدات السّياسويّة) و(التّلفيقات الخطابيّة) التي لا تضيف إلى المشهد سوى “المغالطات” و(التغليطات)..
ولسنا نلقي بـ(الورود) إلى وزير الاتصال، وهو يعلم ذلك، بحكم أنه يعرف ظروف عمل كل صحفي، بل يعرف معظم الصحفيين بأسمائهم وأوضاعهم المهنية العامة و(العائلية الخاصة).. لسنا نلقي بالورود، ولكننا نستبشر بالجزائر الجديدة وهي تحقق طفرة عظيمة منذ اختار لها الرئيس تبون أن تتأسّس على الصّراحة في القول، والصّدق في العمل..