تحدث الرئيس تبون بلغة معبقة بروح نوفمبر، وقال إن بلادنا “بلغت نقطة اللارجوع في الدّفاع بشراسة عن سيادتها”، مبرزا أن لا وجود لقوة في العالم، يمكن أن “تضغط على الجزائر”، وهو ما قرأنا فيه أن أيّ محاولة لثني الجزائر عن مواقفها الإنسانية النبيلة، ومساندتها للقضايا العادلة، لن يكون سوى (نفخ في رماد).. وهذا – بصراحة – ما ترتاح له قلوب الجزائريين، وتطمئن به نفوسهم، بحكم أنّه يمثل قمة الوفاء لرسالة شهدائنا الأبرار..
ولقد كافح الرئيس تبون على جميع الأصعدة، من أجل إرساء دعائم جزائر جديدة، ظن كثيرون أنها تحوّلت إلى (لقمة سائغة)، وكان عليه، منذ تحمّل الأمانة بثقلها، أن يستعيد للوطن هيبته، وللمواطن مكانته، فعمل – وفق خطة مدروسة ورؤى واضحة – على إصلاح منظومة العمل برمّتها، وإعادة جميع القطاعات إلى الطريق السوي، بعد سنوات من الانحراف أتت على الأخضر واليابس، وأصابت الخزينة العمومية شرّ مصاب..
والحق أن الرئيس صبر على الصعاب، وبذل ما تنوء به الجبال، كي تكون كلمة الجزائريين مسموعة في العالم، بعيدا عمّا صرنا نراه عيانا في أولئك الذين لم يقدروا حتى على التنفس، وهم يرون أشقاء لهم يتعرضون لإبادة جماعية.. يكفينا – كجزائريين – أننا نقول كلمة الحق لا نخشى فيها لومة لائم.. يكفينا أن سيادتنا محفوظة، وكرامتنا فوق كل اعتبار..
ولا حاجة بنا إلى تعداد ما تحقق منذ تولى السيد عبد المجيد تبون الرئاسة، لأن القرارات المتواترة تتكلم في الميدان، ويكفي أن “اجتماع مجلس الوزراء”، أصبح موعدا يحظى بمتابعة جميع الجزائريين.. هذا تغيير عميق، يحدث عن منجز كان يبدو مستحيلا..