تسير أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر للرأس الأبيض (غرب ولاية وهران) بوتيرة “ثابتة” حيث يعد مشروعا استراتيجيا من شأنه تأمين التزويد بالماء الشروب بالولاية وتعزيز الموارد المائية للولايات المجاورة، حسبما علم لدى المسؤولين عن هذا المشروع.
ويبدو الموقع من أعلى أحد المباني قيد الإنشاء وكأنه خلية نحل، حيث ينتشر العمال بستراتهم. و يهتز هدوء الموقع، وسط غابات الرأس الأبيض المجاورة تحت صخب الآلات، التي لا تكاد تسكن ليلا و لا نهارا.
وقال متنان عبد القادر، مدير المشروع بالشركة الوطنية للهندسة المدنية و البناء، في تصريح لوأج، أن “ما لا يقل عن 1.500 عامل تم تشغيلهم لإنجاز هذا المشروع”.
ويشتغل العمال سبعة أيام في الأسبوع على مدار 24 ساعة يوميا عبر ثلاث فرق، ليتمكنوا من إنهاء أشغال إنجاز هذا المشروع الضخم الذي يمتد على مساحة 16 هكتارا في الآجال المحددة، حسب نفس المسؤول.
من جانبه، أبدى مدير المشروع بالشركة الجزائرية للطاقة، الحاج شايب عبد الكريم، ثقة كبيرة بالنسبة لوتيرة الأشغال، حيث أكد أن “العمل يسير بشكل جيد وأن المشروع سيسلم في الآجال المحددة”، مبرزا أن الأمر يعتبر “تحديا حقيقيا”.
وتتقدم الأشغال في مرحلة البناء وفقا للجدول الزمني المتوقع، بهدف وضع المحطة حيز الخدمة في ديسمبر 2024، حسب نفس المسؤول الذي أشار إلى أن التجهيزات ستبدأ في الوصول اعتبارا من ديسمبر المقبل.
وذكر مدير الاتصال بالشركة الجزائرية للطاقة، مولود حشلاف، أن بناء محطة بهذه القدرة، أي 300 ألف متر مكعب يوميا، كان يتطلب في الماضي فترات زمنية أطول بكثير.
وأبرز ذات المسؤول بأن “المحطات التي أنجزت قبل سنة 2021 من قبل شركات أجنبية، استغرقت أشغالها ما بين 36 و52 شهرا”، مضيفا بأن الآجال التي حددت لانجاز محطات تحلية مياه البحر في إطار برنامج المياه ل 2021 و من بعده البرنامج التكميلي، من 25 شهرا، تعتبر “آجالا قياسية”، أضف إلى ذلك فقد أوكلت إلى شركات انجاز جزائرية 100 بالمائة.
ومن أجل التمكن من وضع محطة الرأس الأبيض في الخدمة بسرعة بعد استلام المشروع، تم إطلاق أشغال إنشاء شبكة التوزيع بداية أكتوبر 2023، حسبما أشار سعدي فؤاد، مدير المشروع على مستوى شركة الجزائرية للمياه، التي أوكل إليها هذا المشروع.
وقال السيد سعدي أن نسبة الأشغال بلغت 15 بالمائة، مضيفا أن الموعد النهائي لاستلام هذا المشروع حدد ب 14 شهرا.
ويتضمن مشروع شبكة التوزيع 48 كلم من الأنابيب وخزانين، الأول بسعة 50.000 متر مكعب يقع بعين تاسا (بلدية عين الكرمة) والثاني بسعة 30.000 متر مكعب ببوسفر (دائرة عين الترك)، بالإضافة إلى خزانين لكسر الضغط، حسب ذات المسؤول الذي أكد أن العمل يسير بشكل جيد، حيث ينتظر تسليم المشروع في الآجال المحددة.
مخطط توزيع المياه بالمنطقة..
يعتبر بناء محطات تحلية مياه البحر خيارا تبنته السلطات العليا للبلاد بصفة استعجاليه لمواجهة نقص الأمطار وتأمين التزويد بمياه الشرب.
وستؤمن محطة تحلية مياه البحر للرأس الأبيض إمدادات المياه الصالحة للشرب لولاية وهران. كما من شأنها تعزيز القدرات المائية للولايات الأخرى على غرار عين تموشنت وغليزان ومعسكر.
وأوضح المدير العام لشركة المياه والصرف بوهران “سيور”، أسامة هلايلي، و هي الشركة التي توزع المياه المحلاة، أنه سيتم اعتماد مخطط جديد للمياه لولاية وهران فور دخول محطة الرأس الأبيض حيز الخدمة.
وأكد ذات المسؤول أن هذه المحطة ستؤثر بشكل مباشر على الجزء الغربي من ولاية وهران و خصوصا بلديات دائرة عين الترك، التي تشهد الكثير من الاضطراب خلال موسم الاصطياف. كما سيكون لها أثر بالجزء الشرقي من الولاية الذي يتقاسم موارده مع جزء من الجانب الغربي، بشكل غير مباشر.
وبذلك فإن الجزء الشرقي من ولاية وهران سيحصل على حصص محطة تحلية مياه البحر بالمقطع ونظام التحويل مستغانم-أرزيو-وهران (الماو) لولاية وهران بالكامل، في حين سيتم تزويد الجزء الغربي بشكل رئيسي من المحطة الجديدة للرأس الأبيض.
و أكد هلايلي أن المحطة الجديدة ستؤمن إمدادات المياه لولاية وهران وسيضع حدا لآخر النقاط السوداء في توزيع المياه بعين الترك والقطب الحضري الجديد “أحمد زبانة”، كما سيعزز القدرات المائية للولايات المجاورة.