جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هذا الأحد دعوته إلى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة التي تسبب في ارتفاع بشكل كبير لعدد الشهداء.
قال الأمين العام في بيان إن “هذا العدوان تسببت في سقوط عدد هائل وغير مقبول من الضحايا المدنيين كل يوم، بمن فيهم النساء والأطفال”، مؤكدا أن “هذا يجب أن يتوقف. وأكرر دعوتي لوقف فوري للعدوان لأسباب إنسانية”.
ومنذ 7 أكتوبر، استشهد أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزة المحاصر. ومع ارتفاع حاد في عدد الضحايا، وقعت هجمات على المدارس والملاجئ، وسط نقص الوقود الذي
يعرقل وصول المساعدات إلى أنحاء غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ساعدت منظمة الصحة العالمية في إجلاء 31 طفلا في حالة حرجة من مستشفى الشفاء المحاصر.
وذكر الأمين العام “أشعر بصدمة عميقة لتعرض مدرستين تابعتين للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى) للقصف في أقل من 24 ساعة في غزة. وعشرات الأشخاص – الكثيرون منهم نساء وأطفال – استشهدوا وأصيبوا بجروح بينما كانوا يبحثون عن الأمان في منشآت الأمم المتحدة”.
وأضاف أن مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين يحتمون بمنشآت الأمم المتحدة في أنحاء غزة، مضيفا “أؤكد مجددا على حرمة مبانينا”.
استشهاد 15 فلسطينيا في قصف صهيوني يطال منزلين ومستشفى ومدرسة بغزة
استشهد 15 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء اليوم الاثنين خلال قصف طائرات الاحتلال الصهيوني منزلين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” نقلا عن مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال قصفت منزلين على رؤوس من فيهما، قرب مستشفى أبو يوسف النجار، ما أدى لاستشهاد 15 فلسطينيا معظمهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، إضافة إلى وجود العشرات تحت الركام.
وفي وقت سابق، استشهد ما لا يقل عن 8 فلسطينيين وأصيب العشرات خلال قصف مدفعية الاحتلال المستشفى الإندونيسي ومحيطه بشكل مباشر بقذائف وصواريخ، إضافة
إلى إطلاق الرصاص الحي صوب كل من يتحرك خارج باب المستشفى.
وفي سياق الانتهاكات المتواصلة لقوات الاحتلال، قصفت مدفعية الاحتلال الصهيوني مدرسة الكويت بجانب المستشفى الإندونيسي.
وأفادت مصادر محلية، بأن مدفعية الاحتلال أطلقت عدة قذائف وصواريخ بشكل مباشر صوب مدرسة الكويت التي تأوي عددا من النازحين.
ولم يتم التمكن من معرفة عدد الشهداء والإصابات، والأضرار التي سببها القصف الهمجي، فيما أن الأنباء الأولية تتحدث عن عشرات الشهداء والإصابات في القصف.
“الأونروا” تصف الوضع في غزة بالنكبة الجديدة
اعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للأحياء السكنية ونزوح مئات الآلاف من بيوتهم واستهداف لمقرات الوكالة التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين، يؤكد أن الفلسطينيين يعيشون نكبة جديدة، مشيرة إلى أن جميع المدارس التي تستخدمها الوكالة كمراكز لإيواء اللاجئين معروفة لقوات الاحتلال الصهيوني ولديها إحداثيات بها وعلى علم بأنها تؤوي مئات آلاف النازحين.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للوكالة في قطاع غزة، في تصريحات صحفية امس الاحد “الحدث كبير ويفوق إمكانيات الأونروا.. هناك أحياء كاملة دمرت، مئات الآلاف خرجوا من بيوتهم لا يملكون أي شيء.. نحاول جاهدين أن نقدم كل ما لدينا، لكن الاحتياج كبير والإمكانيات محدودة.. الناس فقدوا كل شيء.. هي نكبة حقيقية.. نكبة ثانية للفلسطينيين.. دمرت بيوتهم ولا يملكون أي شيء.. مشاهد النزوح تذكرهم، وهذا موجود في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين، بمشاهد عام 1948”.
وأضاف: “شهدت حروبا كثيرة قبل ذلك في غزة، لكنني لم أر حجم هذه المأساة..إنها نكبة جديدة للفلسطينيين.. لم أكن أتوقع أن أرى مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا كل شيء.. لم أر في حياتي، إزالة أحياء كاملة عن الوجود في مدينة غزة.. رأيت أناسا، هم سكان مدينة غزة الأصليون الذين لم يغادروها منذ آلاف السنين، ولكن اليوم أصبحوا لاجئين ونازحين في مدينة جديدة”.
وتابع “كل الخطط التي كانت موجودة لدينا بنيت على أساس أن عدد النازحين سيكون 150 ألفا.. لم نكن نتصور أننا سنكون مسؤولين عن 2.3 مليون شخص.. اليوم كلهم بحاجة للمساعدات، منهم 830 ألفا في مراكز الإيواء التابعة للأونروا نقدم لهم مساعدات وغذاء وماء ورعاية صحية ودعما نفسيا، وهناك مئات الآلاف موجودون حول مراكز الإيواء أو في الطرقات، ومطلوب منا أيضا أن نقدم لهم المساعدات ونرعى شؤونهم ونوفر لهم الخدمات في عياداتنا أو المساعدات خارج مراكز الإيواء”.
وأكد المستشار الإعلامي لوكالة /أونروا/ أن الوكالة تحتاج إلى 160 ألف لتر من الوقود يوميا للمحافظة على مستوى معتدل من الخدمات الإنسانية، قائلا: لا نتكلم عن القطاع الخاص أو المصانع، بل نتحدث عن عمليات إنسانية تتعلق بتحلية المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي والمشافي والآبار التابعة للبلديات حتى لا تحدث كارثة بيئية وتتفشى الأمراض”.