تواصل الدولتان الجزائرية والتونسية تعزيز علاقات التعاون الثنائي خاصة في نشاط التداوي بالمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر وتطوير السياحة العلاجية المشتركة بين البلدين.
تجمع الجزائر وتونس الكثير من الروابط التاريخية والعائلية والثقافية وحتى اللهجة، لذا يفضل كثير من الجزائريين التوجه إلى تونس للتداوي بالمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر بحكم توفرها على خدمات مميزة ومهارات علاجية راقية وتمتع مياهها بخاصيات تجذب السواح والمرضى الجزائريين.
في زيارة قادت وفد صحفي جزائري منهم “الشعب أونلاين” إلى عدد من الولايات التونسية المعروفة بالسياحة العلاجية سواء الحدودية مع الجزائر أو البعيدة، اطلع الوفد على خدمات التداوي بالمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر والتقرب من مختصين في هذا النوع من العلاج ومسؤولين ومرضى جزائريين للإطلاع على تفاصيل أكثر.
مدير فندق المرادي حمام بورقيبة: نطمح إلى شراكة جزائرية تونسية واعدة
يطمح القائمون على السياحة العلاجية في تونس إلى تعزيز الشراكة مع الجزائر لاستمرار التعاون بين البلدين في مجال السياحة والصحة في آن واحد.
وفي هذا الخصوص يقول مدير فندق المرادي حمام بورقيبة، زهير مهيري، في حديث لـ “الشعب أونلاين” إن “حمام بورقيبة ملاذ طبيعي للأشقاء الجزائريين يوفر خدمات مزدوجة سياحة وعلاجية”.
وأشار مهيري إلى أنه “يمكن لحمام بورقيبة ابرام اتفاقيات تعاون اكثر مما هو عليه الآن مع الاخوة الجزائريين خاصة أن تكلفة العلاج أقل تكلفة بكثير من العلاج في أوروبا”.
وأوضح المسؤول ذاته، أن “العمل بحمام بروقيبة يتم بالتنسيق مع وزارة الصحة التونسية ويمكن ابرام شراكة بين وزارة الصحة الجزائرية والتونسية في هذا الخصوص مع امكانية ابرام شراكة مباشرة مع الادارة العامة لمجموعة المرادي”.
ويتوافد عدد كبير من الجزائريين على حمام بورقيبة للعلاج بصفة فردية على حسابهم الخاص دون أي تغطية صحية أو تكفل مالي من قبل أي جهة رسمية، يضيف مدير فندق المرادي حمام بورقيبة.
الدكتورة هيام سويدان: نتبادل الخبرات مع الجزائريين
تتحدث مديرة المركز الاستشفائي بالمياه المعدنية بالمرادي حمام بورقيبة في الحدود التونسية الجزائرية، الدكتورة هيام سويدان، عن تعاون جزائري تونسي يخص تبادل الخبرات في مجال المعالجة بالمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر من خلال تنظيم ملتقيات وندوات يحضرها مختصون من الطرفين التونسي والجزائري.
وتساعد هذه الزيارات تقول الدكتورة هيام ” على تبادل الخبرات والمعلومات في السياحة العلاجية بمختلف تخصصاتها من خلال تنظيم ملتقيات آخرها نُظم بداية شهر نوفمبر الجاري بالجزائر”.
وما يميز تونس في هذا المجال هو الابتكار في العلاجات والطرق العلاجية الحديثة واليد العاملة المختصة المشهورة بكفاءتها، بحسب الدكتورة هيام.
وتشير الدكتورة إلى أن “الكثير من الجزائرين يتوافدون على تونس للعلاج والسياحة باعتبارها وجهة مفضلة بحكم قرب الحدود بين البلدين إضافة الى التقارب في الطبيعة والعادات والتقاليد واللهجة”.
وتؤكد الدكتورة ان الجزائريين يقصدون تونس للتمتع بالعلاجات المميزة، حيث يحدد برنامج السائح القادم للاستشفاء في تونس، بحسب الملف الطبي والحالة الصحية للمريض، خاصة ان العلاجات تختلف بحسب كل حالة وتشمل التدليك، أو التداوي بالطحالب والأعشاب، وغيرها من العلاجات التي تقدم باحترام معايير علمية، بحسب احتياجات كل مريض.
ويضم المركز أغلب وأحدث العلاجات الموجودة في تونس وحتى في الخارج، حيث يركز على مداواة أمراض الجهاز التنفسي والروماتيزم وأمراض المفاصل والعظام، تقول الدكتورة هيام.
وبلغ عدد الوافدين على حمام بورقيبة من الجزائر، هذه السنة أكثر من 20 بالمائة، في حين تراوح عدد الوافدين من الجزائريين في وقت سابق بين 30 و35 بالمائة قبل جائحة كورونا.
المدير الجهوي للسياحة بجندوبة: الجزائر من أهم الأسواق السياحية
يؤكد المندوب الجهوي للسياحة بولاية جندوبة التونسية، مرواني عيسى، أن السوق الجزائرية من أهم الأسواق السياحية التي توليها تونس اهتماما كبيرا وتمنح للسائح الجزائري أسعار تفاضلية يتمتع بها المواطن التونسي”.
ويقول عيسى مرواني في تصريح لـ “الشعب أونلاين” ان “السوق الجزائرية تلعب دورا محوريا في تنشيط الحركة الاقتصادية التونسية خاصة على المناطق الحدودية طبرقة وعين الدراهم”.
وبحسب المندوب الجهوي للسياحة بولاية جندوبة التونسية، تستقطب المنطقة العديد من الفرق الرياضية لإقامة التربصات من أهمها الفرق الجزائرية.
وأوضح المسؤول ذاته، أنهم يطمحون الى شراكة جزائرية تونسية قوية في مختلف المجالات خاصة ضمن اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية، لامتداد أكثر بين البلدين خاصة فيما يخص السياحة الاستشفائية.
وقال المدير الجهوي للسياحة بولاية جندوبة، ان 862 ألف سائح جزائري دخل تونس عن طريق المعابر الحدودية منذ بداية السنة وإلى غاية 10 نوفمبر 2023.
المدير العام لفندق “اتروبيكا بيتش”: تونس والجزائر بلد واحد
يؤكد المدير العام لفندق اتروبيكا بيتش، الطيب زويري، في تصريح لـ “الشعب أونلاين” أن تونس والجزائر بلد واحد تجمعهم علاقات قوية في جميع المجالات.
ويستقبل الفندق، بحسب الطيب زويري، عدد كبير من الجزائريين باعتبار طبرقة منطقة حدودية مع الجزائر نظرا للبرامج والخدمات المقدمة طوال السنة خاصة للوافدين الجزائريين.
وتلبية لرغبة الجزائريين الوافدين على المنطقة بكثرة، قررت إدارة الفندق تخصيص جناح لإقامة حمام شعبي تونسي جزائري.
ويقول زويري ان السائح الجزائري يحظى بمعاملة خاصة تميزه عن غيره من السواح الأجانب باعتبار الجزائر وتونس شعب واحد.
مرضى جزائريين بتونس يطالبون بتخفيف تكاليف العلاج
اقترح عدد من المرضى الجزائريين التقتهم “الشعب أونلاين” إقامة شراكات بين الجزائر وتونس في مجال التداوي بالمياه المعدنية والاستشفاء بمياه البحر لتسهيل تبادل الخبرات وتخفيف تكاليف العلاج على مرضى كلا البلدين.
والتقت “الشعب اونلاين” بسيدة جزائرية توجهت إلى حمام بورقيبة، رفقة زوجها المريض إلى منطقة طبرقة لتلقي العلاج، بعد تعرض زوجها إلى جلطة دماغية وذلك بنصيحة من الطبيب المعالج بولاية قسنطينة.
وتقول السيدة: “نتمنى ابرام شراكة بين وزارة الصحة والسياحة التونسية أو حتى ادارة الفنادق او المراكز الاستشفائية بتونس، ووزارة الصحة الجزائرية او الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الاجراء “cnas” وhلصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء “casnos”.
تعاون جزائري تونسي في مجال الحمامات المعدنية والمعالجة بالمياه
درست وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية ووزارة الصحة التونسية سبل تعزيز التعاون في مجال السياحة العلاجية بين البلدين.
وخصصت الوزارتين الجلسات للتعاون الجزائري التونسي في مجال الحمامات المعدنية والمعالجة بالمياه.
واستعرض الطرفان إمكانات البلدين في هذا النشاط، واتفقا على بعث إطار تعاون دائم في هذا المجال وتطوير سياحة علاجية مشتركة بين البلدين.