أكد جامعيون من كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية بجامعة بوزريعة 2، اليوم الأربعاء، على أن الأدب الشفهي في الجزائر وفلسطين هو خزان ثقافي حي بإمكانه أن يعزز الهوية الوطنية والدفاع عن التراث الثقافي والحضاري الذي أنتجه المجتمع الجزائري والفلسطيني اللذان تربطهما روابط كثيرة.
و خلال يوم دراسي نظمته الكلية, بعنوان “الأدب الشفهي في تعزيز الهوية الوطنية في فلسطين والجزائر”, تطرق أساتذة جامعيون إلى أهمية العودة إلى رصيد الأدب الشفهي المتوارث عبر الأجيال وإخراجه للعلن والبحث فيه أكثر باعتباره خزان ثقافي حي ومتنوع ومرآة تعكس هوية المجتمع الجزائري والفلسطيني على حد سواء.
و أوضح محمد أوزغلة, نائب عميد الكلية, أن الأدب الشفهي يعبر عن “انشغالات وأحلام الأمة ذلك أنه مدرسة للنشأة الاجتماعية وإسهام في الرقي بالتعابير الأساسية السامية والفنية والإخبارية”.
من جهتها, أشارت سهام شريف, رئيسة مخبر الدين والمجتمع بذات الجامعة, إلى أن “معركة اليوم هي فرض الذات بالنظر إلى السرقات الثقافية التي يرتكبها الكيان الصهيوني وينسبها إليه”, وأردفت بأن “معركة الجزائر وفلسطين هي في تعزيز الخصوصية الثقافية الوطنية” خاصة في عصر الرقمنة والثورة التكنولوجية التي تفرض -حسبها- تحديات جديدة محلية ووطنية ودولية يجب الاشتغال عليها.
و أكدت بدورها أميرة بوريشة, من جامعة الجزائر 2, بأن الأدب الشفهي ليس مجرد حكايات تروى بقدر ما يجب اعتباره “خيطا ذهبيا يربط الماضي بالحاضر وبين الذاكرة الجماعية والطموحات المستقبلية”.
وتحدث أستاذ التاريخ المعاصر, عواريب لخضر من جامعة ورقلة, في موضوع “الكرونولوجيات البدوية” وقال إنها “مجال بحث يستحق التنقيب في مضامينه المتعددة والمرتبطة بالمجتمع والثقافة والتنمية فهي تقدم تفسيرات حول تطور المجتمعات البدوية في الجزائر باعتبارها منبع الثقافة الوطنية”.
و شارك الراوي صديق ماحي في هذا اليوم الدراسي حيث قدم قصة شعبية نموذجية جسد بها المفهوم العملي للأدب الشفهي وقدرته على نقل المشاعر والأحاسيس ودوره الإخباري والتوعوي, وذلك من خلال قصة “إذا كنت في غزة” اقتبسها عن رواية محكية من التراث الفلسطيني عنوانها “أولها كذب وآخرها كذب”.