كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماكجيل، فى مونتريال فى كندا، أن الأفراد الذين يتمتعون بلياقة قلبية تنفسية أعلى قد يكون لديهم ” دماغ فائق ” أكثر مرونة تجاه الاثار الضارة للحرمان من النوم على الذاكرة.
قامت الدراسة الرائدة، التى قادها مارك رويج، أستاذ العلاج الطبيعى فى جامعة “ماكجيل” الكندية، حول التفاعل بين اللياقة البدنية والنوم والوظائف المعرفية، على مشاركين خضعوا لتحدى الحرمان من النوم لمدة 30 ساعة، تلاها اختبار للذاكرة، حيث اضطروا إلى تذكر نحو 150 صورة .. وبعد مرور أربعة أيام، تمت مقارنة قدرات الاستدعاء الخاصة بهم وتمت مقارنتهم بأفراد مجموعة كانوا يتلقون قسطا وافيا من النوم الطبيعى .
وبحسب الباحثين، كانت النتائج المتوصل إليها مثيرة للاهتمام، ففى الوقت الذي يعد الحرمان من النوم أحد أهم أسباب ضعف الذاكرة بشكل عام، أظهر أولئك الذين يتمتعون بلياقة قلبية تنفسية قدرة أفضل فى الاستراجع بشكل ملحوظ، مما يشير إلى التأثير الوقائى للياقة البدنية ضد فقدان النوم والأرق.. وهذا الاكتشاف له اثار عميقة، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يواجهون تحديات النوم أو فترات طويلة من اليقظة، مثل الطيارين والجراحين والمتخصصين في الرعاية الصحية.
كما تشير الدراسة إلى أن الحفاظ على اللياقة القلبية التنفسية الجيدة يمكن أن يكون حاسما في ضمان بقاء ذاكرة هؤلاء المهني ين بحالة جيدة وتجنب الأخطاء
المكلفة.
وتقدم الدراسة منظورا جديدا للفهم التقليدي للنوم والذاكرة. ويؤكد على الحاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال لاستكشاف كيفية الاستفادة من مستويات اللياقة البدنية للتخفيف من الإعاقات الإدراكية الناجمة عن الحرمان من النوم.
كما يمكن أن يؤدي هذا البحث إلى تطوير استراتيجيات جديدة للأشخاص ذوي المهن التي تتطلب وظيفة إدراكية عالية في مواجهة عجز النوم.