قبل ثماني سنوات وفي طريقها للصلاة في المسجد الأقصى تعرّض لها مستوطن فدافعت عن نفسها فكان الثمن حكمٌ ظالم بـ16 سنة في سجون الاحتلال الصهيوني، شروق دويات الأسيرة المحرّرة في فلسطين بعد صفقة بين المقاومة والاحتلال، هي واحدة من حرائر فلسطين اللّواتي رفعن شعار الدفاع عن الأرض والعرض أمام أي مستوطن أو وجه من وجوه الاحتلال الصهيوني على الأرض المقدسّة.
في حوار خصت به جريدة “الشّعب” قالت الأسيرة المحرّرة شروق دويات ان الاحتلال تحول إلى وحش بشري بعد أحداث السابع من أكتوبر وقام بحملة ممنهجة ضد الأسرى دون تمييز أو احترام لخصوصيات الأسيرات، كما وجهت رسالة للشعب الجزائري شكرت فيها مواقفه وتضامنه الدائم للقضية الفلسطينية قائلة بلهجتها الفلسطينية ” أظن أن الشعب الجزائري والفلسطيني شعب واحد أنا ما نفرقكمش عن بعض بالمرّة” .
“شكرا للجزائر على دعمها وتضامنها مع فلسطين ونحن شعب واحد”
“الشّعب” : كيف وجدت الأهل والقدس بعد غياب لثماني سنوات في عتمة سجون الاحتلال الظالم ؟
الحمد لله، أول شيء نحمد الله أنه منّ علينا بهذا الفرج، ثاني شيء نترحم على شهدائنا من غزة وفي كل التراب الفلسطيني، لم اجد شيئا على حاله كل شيء تغيّر خلال السنوات التي قضيتها في السجن شوارع تغيّرت، كبرت عائلتنا وازداد عدد أحفادها وأنا غائبة أنا الآن أحاول التعرف عليهم، كل شيء تغيّر حتى بيتنا اختلف عمّا كان عليه، دخلت وتركت عالم خلفي ورجعت وجدت عالم آخر، ولحد الآن لست مصدّقة أنني خرجت من السجن أو مستوعبته مئة بالمئة.
ألا توافقين أن كل شيء تغيّر في فلسطين باستثناء همجية الاحتلال الصهيوني ووحشية المستوطنين التي لم ولن تتغير على ما يبدوا ..
بالطبع هذه لن تتغير أبدا كل شيء سيتغير باذن الله إلاّ همجية وعدوان الاحتلال هذه “عمرها ما تتغيّر”
كيف كانت ظروف وأسباب اعتقالك قبل ثمانية سنوات ؟
قبل ثماني سنوات كنت متوجهة للصلاة في المسجد الأقصى، وخلال طريقي للمسجد تعرّض لي مستوطن فدافعت عن نفسي، وكان ثمن الدفاع عن نفسي أن حُكم عليّ 16 سنة، والحمد لله أنّ الله منّ عليّ بالفرج قبل أن أتم فترة الحكم، لكن دعني أعترف أن سنوات الأسر كانت صعبة لكن كان فيها تحدّي وقوّة وكان فيها أيضا أمل، لكن لا أخفي عليك أيضا أن آخر فترة كانت أصعب مرحلة مرّت علينا بسجون الاحتلال، لأننا تعرضنا من إدارة السجن لهجمة مسعورة وممنهجة ومنظمة على الأسرى والأسيرات كافّة، كما أنّ الوضع ما كان سهلا بالمرّة لكن الحمد لله أننا تمكّنا من تخطي هذه المرحلة وهذا الوضع بفصل إيماننا بربّنا ومعنوياتنا العالية.
تعاني الأسيرات والأسرى من الكثير من المضايقات في السجون وحرمان من ابسط الحقوق كيف استطعتم الصمود وكيف سايرتم الوضع هناك ؟
بداية من السابع أكتوبر أعطوا الضوء الأخضر لإدارة السجون أن تمارس أي شيء للتنكيل بالمعتقلين، فتعرضنا لحملة ضرب وتفتيش واستخدام غاز “الفلفل” بالإضافة إلى سحب كافة الانجازات التي حققناها طيلة فترة سجننا من غرفنا، كما مارسوا معنا سياسة التجويع والتعطيش، كما تعمدت غدارة السجن لفرض الاكتظاظ في السجن فالغرفة التي تتسع لأربع أسيرات كانت تتواجد فيها سبعة وثمانية أسيرات، الوضع كان أشبه بـ”مقبرة” صراحة، لكن نحن كأسيرات كان إيماننا بالله وثقتنا بأنفسنا مصدر معنوياتنا العالية، فكانت مثلا أي واحدة فينا تتعب نفسية فنكون نحن سندها بالحديث معها وتقويتها، فكن نعلم ان الاحتلال يريد تثبيط عزيمتنا لذا كنا أقوى من كل الظروف التي وضعنا فيها .
“الاحتلال لم يحترم خصوصيتنا كأسيرات وكان يتعامل معنا كأننا جيش”
كانت هناك انتهاكات صارخة مسجلة في حقوقكن كأسيرات ..
طبعا الانتهاكات كانت كبيرة جدّا والاحتلال لم يحترم خصوصيتنا كنساء أسيرات، بل نسوا بأننا نساء وتعاملوا معنا بأبشع الصور والطرق، وكانت المعاملة غير إنسانية إطلاقا، كما انهم سحبوا منّا إنجازاتنا والتي على مدار ثماني سنوات ونحن نناضل من أجل تحقيقها داخل السجون، لقد سحبوا منّا كل المقومات الأساسية أدنى شروط الأساسية للحياة سحبت منّا.
عايشتم ظروف قاهرة وصعبة بعد السابع أكتوبر حسب تقارير لهيئات مختصة في شؤون الأسرى والحركة الأسيرة، هل بالإمكان شرح ما حدث لكن ؟
قبل السابع من أكتوبر كانت هناك مكتسبات انتزعناها انتزاعا بفضل نضالنا، لكن بعد هذا التاريخ كأن الاحتلال كان يرتدي قناع مختلف ونزعه مباشرة بعد هذا التاريخ وتحولوا لوحوش، خاصة حينما يلجون قسم الأسيرات كانوا يعاملوننا كأننا جيش ولسنا أسيرات صراحة.
“بعد 8 سنوات في السجن وجدت كل شيء تغيّر باستثناء همجية وعدوان الاحتلال”
هل كنتم على علم بما يحدث في الخارج من انتهاكات الاحتلال للأراضي المقدسة وكيف تلقيتم آخر التطورات بعد السابع أكتوبر ؟
طبعا كنا على اطلاع كامل بداية بالأوضاع وكنا نتابع الأحداث لحظة بلحظة، وهذا الشيء كان يؤثر علينا خصوصا أخبار الشهداء بغزة، كانت قلوبنا تتألم لما يحدث وكنّا ندعو للنصر لهم دائما، لكن بعدها انقطع اتصالنا عن العالم الخارجي بالكامل، ولم يكن لدينا أي تواصل بالعالم الخارجي، بعد أسبوع من أحداث السابع أكتوبر منعوا عنا أي زيارة من المحامين أو الأهل أو أي هيئة او منظمة مختصة، حتى الإفراج علينا اكتشفناه في لحظة خروجنا من السجن وتوجهنا لبيوتنا، لم نكن نعلم بأي شيء يحدث.
يمارس الاحتلال عمليات اغتيال ممنهجة داخل السجون وبلغ عدد شهداء الحركة الاسيرة ستة شهداء بعد السابع اكتوبر ما هو تعليقكم على هذا ؟
نترحم على شهداء الحركة الأسيرة، وندعو أن يتقبله ربّنا شهداء، في النهاية هو احتلال لا يعرف الرحمة ولا يعرف الإنسانية وحسب ما عايشته داخل السجن، لذلك أرى أنه قادر على القيام بعملية اغتيال ممنهجة للأسرى المكبّلين داخل السجون .
ما هي رسالتك للشعب الجزائري الذي لا يفوت فرصة للتعبير عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية قولا وفعلا ؟
رسالتي للشعب الجزائري أنني لا أفرق بينه وبين الشعب الفلسطيني واعتبرهم شعب واحد لأنّنا عانينا من نفس الظلم وعانينا من نفس الاستبداد ومن نفس نوعية الاستعمار الاستيطاني و” عن جد شكرا لكم كثيرا وشكرا لدعمكم ولتضامنكم وأنا أحب الشعب الجزائري وأحيّي مواقفه كثيرا”