استقبل رئيس مجلس الامة، صالح قوجيل، بمعية وفد من المجلس، ، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي لجمهورية جنوب افريقيا، السيد فيكيل مبالولا، بمعية النائب الأول للأمين العام للحزب، السيدة موكونيان نومفولا بولا والوفد المرافق لهما، حسب ما أفاد بيان للغرفة العليا للبرلمان.
وجسدت المقابلة -وفقا للبيان- اليوم السبت بالجزائر العاصمة “قوة وعراقة العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر وجنوب إفريقيا، وعمق الصداقة التي تجمع البلدين والشعبين”.
واستحضر رئيس مجلس الأمة “قوة التقارب التي نسجها تقاسم البلدين الصديقين لتاريخ زاخر بملاحم الكفاح ضد الاستعمار والتمييز العنصري، والتي استمرت حتى بعد استقلال الجزائر، و توافقهما تجاه العديد من مسائل الراهن الدولي والإفريقي، وانسجام مواقفهما الداعمة للقضايا العادلة في العالم”.
استذكر -يضيف البيان- دعم الجزائر لنضال شعب جنوب إفريقيا ضد نظام “الأبارتيد” والعلاقات المميزة التي جمعت الزعيم الجنوب افريقي الراحل، نيلسون مانديلا، بالجزائر، والتي “زادت من قوة علاقات حافظت على مستوى تألقها أكثر من ستين سنة”.
ورحب رئيس المجلس بانسجام مواقف البلدين تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وحيا الدعم الذي تقدمه جنوب إفريقيا للشعب الفلسطيني بكافة السبل، لاسيما بعد العدوان الصهيوني على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعبر عن “اعتزازه بموقفها المشرف المناهض للاستعمار والداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال”، منوها بالزيارة التضامنية التي قام بها وفد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤخرا.
ودعا قوجيل، بحسب البيان، إلى مواصلة الجهود “ضمن إطار تعاوني ثنائي فعال بين الجزائر وجنوب إفريقيا، من أجل إنهاء الاستعمار في إفريقيا، وبناء تكامل اقتصادي شامل بين البلدين، والاستعداد لمواجهة التغيرات التي يشهدها العالم”، مؤكدا أن زيارة مبالولا للجزائر، “دعم جديد لترقية التقارب بين البلدين والشعبين الصديقين في إطار تعزيز التعاون الإفريقي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الحريص على اعتبار البعد الإفريقي خيارا استراتيجيا للجزائر الجديدة”.
ومن جهته، عبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي عن سعادته بزيارته للجزائر التي “ساندت نضال بلاده ضد نظام الأبارتيد و احتضنت رئيسها السابق نيلسون مانديلا”.
وأعرب عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تربط بلده بالجزائر باعتبارها “شريكا مهما في كافة المجالات، وداعما تاريخيا في الفضاء الإفريقي”، مؤكدا في السياق أن “انسجام مواقف البلدين الصديقين حول الراهن الدولي والإقليمي، دافع قوي لترقية التعاون إلى مستويات أوسع لاسيما في المجال الاقتصادي”، يضيف البيان.
وجدد مبالولا، دعم بلاده الكامل للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة، وللشعب الصحراوي حتى تقرير مصيره والاستقلال، “انطلاقا من مرجعية تاريخية خبرت الاضطهاد”، مؤكدا أن “الحلول المؤقتة تطيل الأزمات، ولا مناص من القضاء على الاستعمار كحل جذري لا بديل عنه”.
وعبر عن اعتزازه بالجزائر، متوجها بالشكر والامتنان لها “برلمانا وحكومة وشعبا بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على مواقفها المشرفة على الساحتين الدولية والإقليمية، ودفاعها المستميت عن حقوق ومقدرات الشعوب الإفريقية”.
خلال اللقاء، تبادل الجانبان وجهات النظر حول تفعيل آليات التعاون البرلماني بالموازاة مع التعاون الرسمي الواعد، وذلك من خلال تبادل الزيارات والخبرات، لا سيما وأن البلدين يشتركان في النظام البرلماني ثنائي الغرف، مما يتيح مجالا واسعا لمرافقة التعاون الثنائي القائم بين حكومتي البلدين.