اكتشف كثير من أولياء الطلبة المقبلين على البكالوريا هذا العام، أنّهم لا يقدرون على دفع حقوق التسجيل في الامتحانات: لأنّهم لا يملكون بطاقة البريد الذهبية، بحكم أنّهم يتعاملون مع البنوك، ولا يجدون في متناولهم سوى البطاقة «البين – بنكية» الشهيرة بـ (CIB)، ما أوقعهم في مأزق كبير، خاصة مع الوقت المحدود المفروض لدفع الحقوق..
والحق أنّ رقمنة دفع حقوق التسجيل بـ «البكالوريا»، خطوة عظيمة تستحق الإشادة والتنويه، فهي تعفي الأولياء والطلبة من مزاحمة طالبي خدمات البريد، غير أنّ حصر العملية في البطاقة الذهبية، يضع الأولياء الذين لا يملكونها في حرج كبير، إذ لا يمكن لأيّ كان أن يتقرّب من معارفه، ليطلب منهم (استغلال) بطاقاتهم للدفع، ما يعني أنّ الأولياء سيجدون أنفسهم مضطرين للبحث عمّن يقدّم الخدمات، مثل (مقاهي أنترنيت)، علما أنّ هذه النوعية من المحلات، انقرضت، (أو تكاد تنقرض) مع وصول كوابل التدفق السريع إلى جميع المنازل..
ولا ننكر على وزارة التربية أنّها قطعت أشواطا كبيرة في مجال الرّقمنة، تستحق الثناء، فقد وفّرت منصّات للأولياء كي يتابعوا أبناءهم المتمدرسين، ووفّرت الكتب الرّقمية، وسهّلت الوصول إليها، وجعلت الحصول على نتائج الامتحانات في متناول الجميع، عبر النت، فليس نقصا إن فات معدّ موقع دفع حقوق الامتحان، أن يضع إيقونة إضافية للبطاقة البين – بنكية، فإن غفل عنها؛ فذلك لأنّ موظفي قطاع التربية – عموما – يتعاملون مع «البريد»، وجلّ من لا يسهو..
ولا نعرف متى ينقضي أجل دفع حقوق التسجيل بالبكالوريا؛ لهذا نلتمس من وزارة التربية أن تأخذنا بعطفها، وتأمر عاجلا غير آجل، بإضافة رابط للدفع بالبطاقة البين – بنكية، قبل فوات الأوان..