فتح كبير تحقق للحاضنة العربية، مع الإعلان عن إطلاق أول محرك عربي اللسان، «يفكر» باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليكون باكورة الانتقال من ضيق «الإحساس بالغبن» الذي فرضته الصهيونية العالمية على كلمة إلى الحق، إلى فسحة «التوكل على الله» للإفادة من المعرفة، و»الفاعلية» الحقيقية في ميادين العلوم..
ولقد اكتسب الإعلان رمزية عالية، بحكم أنه جاء ليختم بالمسك أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة المنعقد بالجزائر، حتى كأنه لم يكتف بأن يكون مجرد حديث عن منجز تقني فاره، وإنما تحمّل أعباء رسالة قوية، يتوجه مضمونها إلى جميع من ركنوا إلى الدّعة واستكانوا للراحة، ينتظرون ما يجود به الغرب، أو يتباكون لأن (فلانا) منع (التعليقات)، وعلانا حظر (المشاركات)، وهذا ما شعر به معظم الفاعلين بشبكات التواصل الاجتماعي.. بل هذا ما عاشوه وعايشوه، وهم يرون «الظلم الماحق» يمشي على رجلين بين الناس، دون أن يجدوا وسيلة للردّ، ولا سبيلا للخلاص..
ويبدو أن (NAJM.AI) جاء في الوقت المناسب ليحدث الناس عن ضرورة أخذ مصائرهم بأيديهم، عوض الاستسلام طوعا لكل ما يأتي من الخارج، وهذا درس قديم، لم يكفّ مالك بن نبي عن ترديده وهو يوجه أصابع الاتهام إلى خصلة «عدم الفاعلية»، تماما مثلما أوصى عبد الحميد بن باديس في كلماته النورانية التي حفظناها جميعا، وما تزال إلى يوم الناس هذا تقول بمنتهى القوة: خذ للحياة سلاحها..
ما يثلج الصدر أن «نجم الذكاء الاصطناعي» العربي اللسان.. جزائري سوري، وأنه يقدم نتائجه بكفاءة عالية، ويعرضها دقيقة صادقة.. أفضل من هذا كلّه، أنه يمكن أن يستفز حاسّة الابتكار، فتلحق به فتوح علمية أكبر..
وطوبى للعاملين..