ضربت الولايات المتحدة الأمريكية عرض الحائط، بمشروع «الوقف الفوري» لعملية الإبادة الممنهجة التي يقودها الصهاينة وحلفاؤهم في حق الفلسطينيين العزّل، وأخرجت (علنا) البهتان المسمى (حقّ النقض) الذي قيل إنه (اخترع) لدعم الاستقرار، وضبط الخلافات، ومنع الانتهاكات الممكنة في أثناء الحروب!!..
ولم يكن أحد من العالمين يتوقع أن تبلغ الوقاحة درجة شرعنة القتل، ولا أن تتمادى الغطرسة حتى تبلغ مستوى إفشال قرار حظي بالإجماع العالمي. بل إن بريطانيا التي أسست الكيان الصهيوني، لم تتجرأ على التصويت، واكتفت بـ»الامتناع». غير أن الأمريكيين الذين ظلوا يتغنون بـ»الحرية» و»العدالة»، ويتفاخرون بما يطلقون عليه اسم (الحلم الأمريكي)، ويشهرون سوط (حقوق الإنسان) في وجه كل «رأي» يخالفهم، لم يروا بأسا في مساندة شذّاذ الآفاق من الإرهابيين القتلة، رغما عن الأدلة السّاطعة والبراهين القاطعة على أن الكيان الصهيوني لا يصبّ نيران حقده إلا على الأطفال والنساء والعجزة..
على كلّ حال، لم نكن ننتظر من مجلس الأمن حلاّ إنسانيا لأشقائنا في فلسطين، فقد حوّلته أمريكا إلى مزرعة خاصة، وكان منتظرا أن تستغل (باطل الفيتو) لصالح الصهاينة، وهذا – في رأينا – كافٍ جدا كي يستوعب العالم بأن «مجلس الأمن» في حاجة ماسّة إلى إصلاح جذري حتى يتمكّن من أداء وظيفته في أطر إنسانية واضحة، بعيدا عن «العنجهية» التي فرضها الأمريكان، وحوّلوها إلى قانون يسري على الجميع.. فصار «الفيتو» مجرد حكم بالإعدام في حق العزّل..
أما الأشقاء الفلسطينيون فإنهم سيواصلون الصبر أمام أنظار عالم عاجز عن نجدتهم، ولو بقطرة ماء تبلّ الحشرجة الأخيرة للحياة..
ولا نامت أعين الجبناء..