تميزت سنة 2023 التي تشرف على نهايتها بلقاءات تشاورية مكثفة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع مختلف القوى السياسية والشخصيات الوطنية التي أكدت انخراطها في مسار الإصلاحات الجارية ضمن المسعى القائم على الحوار والتشاور.
منذ توليه مقاليد الحكم، فتح الرئيس تبون أبواب مقر رئاسة الجمهورية أمام مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية بمختلف أطيافها.، بغض النظر عن توجهاتها ورؤاها المتعددة ونجح في خلق تلاحم وطني يهدف إلى تقوية الجبهة الداخلية والالتفاف حول مؤسسات الدولة ودعم توجهاتها الإستراتيجية.
وشكل تواصل الرئيس تبون مع الرأي العام الوطني والطبقة السياسية واحدا من أهم الالتزامات التي تعهد بتجسيدها قبل أربع سنوات. حيث باشر منذ الأيام الأولى لعهدته الرئاسية العديد من اللقاءات، سواء مع الصحافة الوطنية أو مع شخصيات وطنية وتاريخية ومسؤولي أحزاب سياسية وجمعيات وطنية. استمع إليهم وأطلعهم على برنامجه الرامي إلى بناء جزائر جديدة قوامها التشاور والديمقراطية.
ومن بين أبرز الشخصيات التي التقى بها خلال تلك الفترة، الرئيس الأسبق اليمين زروال ووزير الشؤون الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي. وقائد الولاية التاريخية الرابعة المجاهد الراحل يوسف الخطيب. إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور والوزيرة السابقة والكاتبة زهور ونيسي وغيرهم من الشخصيات الوطنية.
وبداية من جانفي 2020 وإلى غاية اليوم، باشر رئيس الجمهورية تقليدا جديدا في التعامل مع الإعلام الوطني من خلال تنشيطه لعدد من المقابلات الصحفية بصفة دورية، شكلت مكسبا مهما لعائلة الصحافة الوطنية وفضاء للتطرق إلى المواضيع التي تتعلق بالشأن الداخلي للبلاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعاطي مع مختلف القضايا بشكل سجل تفاعل ايجابي في كل مناسبة.
ومن هذا المنظور، كان رئيس الجمهورية قد دعا الأحزاب إلى “تجاوز الأساليب البالية” في نشاطها السياسي. مبرزا أن الأحزاب “حرة في تسطير برامجها، غير أن القاسم المشترك الذي يجب أن يكون حاضرا هو الوحدة الوطنية وبيان أول نوفمبر”.
وتفاعلت القوى السياسية مع رسالة رئيس الجمهورية وتمكنت فعلا من تجاوز حساباتها الضيقة من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية بإشراك النقابات ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الجالية الوطنية بالخارج.
وبهذا الخصوص، جددت العديد من الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني دعمها المطلق للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أقرها رئيس الجمهورية وأكدت عزمها على تعزيز قيم التلاحم والتعبئة الجماعية لحماية الوطن من أي محاولات تستهدف أمنه واستقراره ووحدت. مثمنة احتضان الرئيس تبون لكل المساعي الرامية إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف وكذا التزامه بمواصلة الحوار والتشاور مع مختلف القوى الوطنية تكريسا لمبدأ الديمقراطية التشاركية.
وبشهادة العديد من الملاحظين الدوليين، فإن الجزائر تمكنت خلال السنوات الأخيرة، بفضل الإرادة السياسية الصادقة والقوية لرئيس الجمهورية، من تعزيز الحريات العامة والممارسة الديمقراطية وترقية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تدعيم مساهمة كل فعاليات المجتمع المدني في تسيير الشؤون العامة.
ومن شأن هذا المسعى أن يتعزز مستقبلا بفضل الإضافة النوعية التي ستحملها التعديلات المقترحة على القوانين المتعلقة بالجمعيات والأحزاب السياسية وكذا قانوني البلدية والولاية، وذلك في إطار تكييف هذه المنظومة مع أحكام دستور نوفمبر 2020.
وفي هذا الصدد، فإن أجندة الرئيس تبون كانت مكثفة باللقاءات التشاورية التي شكلت سانحة للعديد من الشخصيات الوطنية وقادة الأحزاب والمنظمات لتأكيد دعمهم لبرنامج رئيس الجمهورية والعمل من أجل تقوية الجبهة الداخلية وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
وكانت لرئيس الجمهورية لقاءات مع مسؤولي وسائل الإعلام الوطنية، حيث استمع إلى الانشغالات المهنية والاجتماعية للأسرة الإعلامية بهدف تحسين أداء مهنة الصحافة لتصبح شريكا فعالا في مجهود التنمية الوطنية.