يشارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أعمال الدورة الـ21 من منتدى الدوحة، إلى جانب رؤساء دول ومنظمات إقليمية، بهدف تبادل الأفكار ومواجهة تحديات الملفات التي تشغل العالم في الوقت الراهن، ووسط إلقاء العدوان الصهيوني على غزة بظلاله على حواراته.
وقال رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته بالمنتدى، المنعقد تحت شعار “بناء مستقبل مشترك”، إن “أزمة غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير”، مؤكدا على ضرورة “الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع”.
وأعرب عن أسفه من أن تكون “الذرائع التي تساق عن استهداف المدنيين في قطاع غزة مقبولة لدى البعض”، مشيرا إلى أنه يجب البدء بمراجعة النظام الدولي والإنساني “حيث لا امتيازات للقوة والتمييز”.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يشارك في المنتدى، قال من جهته أن “سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بغزة”، مشيرا إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) أول أمس الجمعة ضد قرار يدعو لوقف اطلاق النار في القطاع.
وأكد غوتيريش أن “العالم يواجه احتمال انهيار النظام الإنساني في قطاع غزة”مع استمرار العدوان الصهيوني، مشددا على أنه لن يتخلى عن دعوته لوقف إطلاقالنار في غزة.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إنه يجب أن يتعرض الكيان الصهيوني لعقوبات ولا يمكن السماح له بالاستمرار في انتهاك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، داعيا إلى تحقيق عاجل بالجرائم الصهيونية.
وخلال مشاركته في جلسة من جلسات المنتدى، حذر المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من إن الوكالة على وشك الانهيار في غزة و أيضا من انهيار كامل للوضع الإنساني في القطاع.
وأكد لازاريني أن وقف إطلاق النار فورا ضروري لإنهاء الجحيم على الأرض فيغزة، و أن سوء الوضع الإنساني في غزة يتجاوز أي شيء رآه في حياته.
ويعتبر منتدى الدوحة من المنتديات الدولية التي تنعقد سنويا بهدف تشجيع الحوار والنقاش والتفاعل وتبادل التحاليل والرؤى حول أهم التحديات الراهنة في العالم وذلك بمشاركة قادة وممثلين عن الحكومات وصناع القرار وكذا مفكرين وباحثين وإعلاميين وأكاديميين.
وستنصب أشغال هذه الدورة حول سبل وآفاق تجاوز الأوضاع المتأزمة دوليا وإقليميا في سياق تجلي مختلف الاختلالات الهيكلية التي تطبع منظومة العلاقات الدولية، كما ستكون القضية الفلسطينية في صلب النقاشات بحكم التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي المحتلة وبالخصوص عجز مجلس الأمن عن وضع حد للعدوان الصهيوني ولجرائمه في قطاع غزة وعن توفير الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني.