تحتفي أسرة جريدة «الشعب» بذكرى تأسيسها وعيد ميلادها الواحد والستّين، هذه الجريدة التي اقترن اسمها بشعبنا العظيم، وارتبط تاريخها بذكرى تُمثِّل مرحلة لا تُنسى في مسيرة الثورة التحريرية، مظاهرات 11 ديسمبر 1960، فهي أوّل جريدة تطبع باللغة العربية بالجزائر، وكانت شاهدة حية على مراحل بناء الدّولة وتشكيل الوعي الوطني، مسيرتها حافلة بالريادة والتّفاني في خدمة الوطن..
ولا عجب من ذلك، فجريدة «الشعب» لم تكن مجرد وسيلة إعلامية فحسب، بل كانت شريكا فعالا في تكوين الإطارات الوطنية، إذ أن العديد من المديرين السابقين للجريدة أصبحوا إطارات سامية في الدوّلة وشغلوا مناصب حكومية ووزارية، فالراحل محمد الميلي رحمة الله عليه، أوّل مدير لجريدة «الشعب» شغل منصب وزير للتربية، كما أن العديد من محرّري ومحرِّرات الجريدة شغلوا مناصب رفيعة في وزارة التربية الوطنية.
بصمة خاصة في الشأن التربوي
لقد كانت لجريدة «الشعب» بصمة خاصة في اهتمامها بالشأن التربوي، وتسليط الضوء على قضايا التعليم وأهمّيته في بناء مستقبل الوطن، كما رافقت إعلاميا التّحوّلات والتحسينات في النظام التعليمي على مدار العقود، وكانت داعمة فعّالة للمبادرات التربوية، وهي لا تزال بالنسبة لقطاعنا جزءًا لا يتجزأ من المسيرة التربوية بفعاليتها في نقل الرسالة التربوية وتعزيز الوعي بأهمية التعليم، وتقديمها لتقارير شاملة حول التطورات في الميدان التربوي وتسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجهها المدرسة الجزائرية، وهو ما يساهم في نقل الرسالة التربوية بشكل فعال إلى الجمهور، وتشكيل وجهات نظر إيجابية حول سبل تطوير نظام التعليم والمدرسة بشكل عام.
انخراط لا مشروط في تنوير الرأي العام بما تبذله الدولة بقيادة الرئيس تبون
شاهدة على مراحل بناء الدّولة وتشكيل الوعي الوطني ومسيرتها حافلة بالريادة والتّفاني في خدمة الوطن
وفي هذا الصدد، أشيد بالمرافقة الإعلامية الراقية والفعالة والإيجابية والانخراط اللا مشروط لجريدة «الشعب» في سبيل تنوير الرأي العام بما تبذله الدولة في السنوات الأخيرة في ظل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على جميع الأصعدة، وبالخصوص في الشأن التربوي الذي عرف إصلاحات بيداغوجية عميقة وغير مسبوقة، لاسيما في الطور الابتدائي وتجسيد الرقمنة الكلية في القطاع، وغيرها من الإنجازات.
إشاعة الوعي والمعرفة
إن إشاعة الوعي والمعرفة التي تقدمها الجريدة تعكس التزامها الثابت بالمسؤولية الاجتماعية والدور الكبير الذي تلعبه في توجيه الرأي العام وتشكيله. فقد أُسِّست لتكون اللسان الحقيقي والمعبِّر عن طموحات الشعب الجزائري غداة الاستقلال، وأراها اليوم على نفس النهج باقية، وفي هذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع العاملين فيها على جهودهم المبذولة في تقديم الأخبار بشكل موضوعي ودقيق، لتحقيق التواصل الفعّال بين الحكومة والمواطنين، ومساهمتهم في بناء وتعزيز الوعي الوطني.
في ختام كلمتي، أتقدم بأطيب التمنيات لفريق الجريدة لمواصلة مسيرتهم الإعلامية المميزة وتحقيق المزيد من النجاحات في خدمة المجتمع والوطن.
وكل عام وأسرة جريدة «الشعب» بألف خير، ومزيدًا من التقدم والريادة في عالم الإعلام.