لأنها ولدت من رحم الثورة التحريرية، كان لزاما على “الشعب” مواصلة مسيرة البناء والنماء، والسير على خطى ومبادئ بيان أول نوفمبر من أجل تحقيق الاستقرار والأمن لمؤسسات الجمهورية والمواطن على حد سواء، انطلاقا من المرجعية النوفمبرية المقدسة التي تفرض حماية كل شبر من الوطن المفدى، ولقد واظبت “أم الجرائد” على متابعة الملف الأمني وأولته العناية البالغة.
حرصت “الشعب” خلال مسيرتها الإعلامية، على تقديم الخبر الأمني من مصدره الأصلي، وبناء علاقة وطيدة مع الأجهزة الأمنية الوطنية، لرصد الحقيقة وتوعية الرأي العام، والمساهمة في المعادلة الأمنية التي صار الإعلام يلعب فيها الدور الكبير بإعطاء أخبار دقيقة، في وقت بات القارئ يغرق في بحر من المعلومات المغلوطة بسبب طغيان وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع.
واستطاعت “الشعب”، أن تكون الجسر الذي يصل الأجهزة الأمنية بالمواطن في سبيل تكوين رأي عام واع ضد الجريمة، وتنويره بمختلف التهديدات التي قد تشكل خطرا على أمنه وسلامته وممتلكاته، خاصة وأن الجزائر باتت مستهدفة في أمنها وشبابها، ما يتطلب التجند لإحباط المحاولات الهدامة لحماية شبابنا من خلال تكثيف العمل التحسيسي والتوعوي ورصد الأعمال المشبوهة.
وانطلاقا من قناعتها الراسخة بأن الإعلام الأمني وما يحظى به من اهتمام، سواء من المؤسسات الرسمية أو المجتمع نظرا لتأثيره البالغ في مجال التوعية والوقاية، خصصت يومية “الشعب” فضاء مفتوحا عبر صفحاتها لمعالجة وطرح مختلف القضايا التي فرضت نفسها، من خلال روبورتاجات وتحقيقات ميدانية، بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة الجزائرية ومصالح الجمارك، وكانت الرفيق الدائم لمختلف الفاعلين في المجال الأمني.
وسلطت “الشعب” الضوء عبر صفحتها “الحدث” ونسختها الإلكترونية “أونلاين”، على مختلف القضايا الراهنة من جرائم سبريانية، أو الأخرى العابرة للأوطان، والآفات الاجتماعية التي شكلت خطرا على المواطن واستقراره، لتقدم إرشادات على لسان أهل الاختصاص، وحتى الخبراء في المجال الأمني، ممن أبرزوا عبر نشاطاتهم وأعمالهم الجوارية وتدخلاتهم المحورية طرق التعامل مع مختلف الرهانات..
وحظي ملف المخدرات بحصة الأسد، بعد تسجيل الجزائر محاولات لإغراق الجزائر بالأقراص المهلوسة، استدعت من الأجهزة الأمنية الرفع من درجة التأهب، صاحبه رفع “الشعب” لعدد الملفات المعالجة في هذا الصدد، من أجل كشف درجة خطورة الوضع الذي جعل الجزائر في رهان مواجهة حرب السموم البيضاء.
ووسط تصاعد التحديات وتداخل المتغيرات الإجرامية المستحدثة العابرة للحدود، التي أضحت تمثل تهديدا لمسار تحقيق الأهداف التنموية للدول والمجتمعات، وقفت “الشعب” مع الأجهزة الأمنية عبر الشريط الحدودي، على الاستراتيجية الأمنية المنتهجة في حماية حدود الوطن، من خلال عمليات مداهمة مكثفة لرصد أوكار المجرمين وتعزيز المراقبة على الشوارع والأحياء والطرق والمداخل والمخارج والمعابر الحدودية.
مع رجال الحماية المدنية
ولأن الجزائر تتعرض، كغيرها من الدول، لمختلف الأخطار ذات المصدر الطبيعي أو التكنولوجي، متسببة في وقوع العديد من الضحايا وإلحاق أضرار بالبنى التحتية، كان لرجال الحماية المدنية الدور البطولي في إنقاذ الأرواح. وكان لـ “الشعب”، كرفيق إعلامي دائم لهذا الجهاز الذي لم يبخل يوما في تقديم معلومات قيمة لتنوير الرأي العام بمختلف الأخطار الطبيعية والبيولوجية المحدقة به.
فقد رصدت “الشعب” الجهود التي ما فتئ جميع منتسبي سلك الحماية المدنية يبذلونها، لتأدية مهامهم وفق أقصى مستويات المسؤولية والاحترافية، وتجندهم الدائم واللامشروط لتلبية نداء الواجب متى استدعت الظروف ذلك، جنبا إلى جنب مع زملائهم من مختلف الأسلاك الأمنية، وفي طليعتها الجيش الوطني الشعبي، بما يعكس تلاحم أبناء هذا الوطن وصون أمنه وحمايته من التهديدات بكل أشكالها.