بكثير من التركيز والأولوية، رافقت جريدة “الشعب” انتصارات وإنجازات مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، كما عملت على إبراز العلاقة الحيوية والمقدسة بين الجيش وشعبه وبين الشعب وجيشه.
وبفخر واعتزاز واكبت “أم الجرائد” تضحيات جيشنا وإنجازاته أمنيا واقتصاديا وإنسانيا، فكان مثلا ونموذجا للجيش الذي يكون حاضرا دائما في صف الوطن والمواطن، في السراء والضراء.
تتجه بلادنا بخطى ثابتة نحو بناء الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على مدار أربع سنوات من انتخابه، في كنف الأمن والاستقرار، ترافقها في ذلك العين الساهرة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي على كل الحدود والأقاليم حفاظا على السيادة الوطنية في كل المراحل، وتجاوز كل المنعرجات والأزمات والخروج منها أكثر قوة، ما ساعدها في مواجهة التحديات المفروضة عليها والتكيف معها، مهما كان مصدرها ونوعها، خاصة وأن بلادنا وصلت لمرحلة اللارجوع في الدفاع عن سيادتها بكل شراسة.
مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لم تكن يوما بمعزل عما يدور ببلادنا، بل كانت دائما الدرع الحامي لها، الذي رافقها في أفراحها وأحزانها وفي معركة البناء التي تخوضها وهو ما وقفت عليه “الشعب” من خلال عدة مقالات وتحليلات لخبراء من جميع التخصصات وبجميع الألوان الصحفية.
وبنفس التزام المؤسسة العسكرية، قدمت أم الجرائد الجهود التي تبذلها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في القالب الذي يترجم إرادة وتفاني وتضحية السلاح الأخضر والحرص على تطوير قواته المسلحة، بما يستجيب لمتطلبات التحولات الحاصلة تحسبا للرهانات المستقبلية، حفاظا على الجزائر بكامل وحدتها الترابية، الشعبية والمؤسساتية، ومواجهة كل من تسول له نفسه من الداخل أو الخارج المساس بمحيطها الجغرافي وعمقها الاستراتيجي أو الوقوف حجر عثرة أمام مشروعها النهضوي.
مواصلة مسار تطوير وعصرنة كافة مكونات الجيش الوطني الشعبي، كان ضروريا حتى يتمكن من رفع التحديات وكسب الرهانات، فكانت الأولوية لتطوير الصناعات العسكرية بمختلف فروعها في صلب الاستراتيجية للقيادة العليا لمؤسسة الجيش، باعتبارها قاطرة الصناعة الوطنية، وهو ما كشفت عنه مختلف الزيارات الميدانية لوسائل الإعلام للمؤسسات والمدارس العسكرية، ناهيك عن المشاركة المتميّزة لمؤسسة الجيش بالمعارض الوطنية، سيما معرض الإنتاج الجزائري.
وترجع هذه الأهداف المحققة بفضل التكوين النوعي لمختلف إطاراتها ووحداتها الإنتاجية، التي تعمل دون هوادة للتحكم في ناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة، باعتبارهما مفاتيح المستقبل ومغاليق أبواب الجحيم التي قد تحاول بعض النوايا الخبيثة الاستثمار فيها لجعلها أهم الأسلحة لضرب الجزائر، لكن أفراد الجيش الوطني الشعبي يدركون جيدا هذه التحديات، ما جعلهم لا يغفلون عن مواكبة التطور الحاصل في كل المجالات.
وما زيارة الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى جمهورية الصين الشعبية الأخيرة، في الفترة الممتدة من 11 إلى 18 نوفمبر المنقضي، إلا عينة عن الزيارات الانتقائية التي تهدف من خلالها مؤسسة الجيش الى الاستفادة من خبرات شركائها في المجال العلمي والتكنولوجي، حيث توجت هذه الزيارة بعدة زيارات إلى شركات في مجال صناعات الدفاع والتكنولوجيا، وبعض الوحدات العسكرية، الى جانب عقد لقاءات مه كبار المسؤولين في اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين.
وقد أظهر الاستعراض العسكري بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال الوطني سنة 2022، مدى التطور الذي وصل إليه جيشنا ومدى تحكمه في مختلف الأسلحة، رغم أن أغلب ما عرض هي أسلحة دفاعية في رسالة مشفرة للآخر، أن الجزائر عقيدتها السلم لكنها ستدافع بكل شراسة عن سيادتها الوطنية وقدسية أرضها.
نفس الأمر كشفته التمارين التكتيكية التي أجريت تباعا بعدة قطاعات عملياتية عسكرية عبر الوطن، وعن جاهزية أفراد الجيش الوطني ومدى تحكمهم في مختلف أنواع الأسلحة، ناهيك عن الروح القتالي لديهم وذهنيتهم الحاضرة قلبا وروحا لمجابهة أي خطر من شأنه أن ينال من الجزائر واستقرارها وأمنها.
وتميزت سنة 2022 بالقيام بعدة تمارين تكتيكية كـ«صمود 2022” الذي نفذ ليلا على مستوى القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف بالناحية العسكرية الثالثة، شهر جوان 2022. ونفس الأمر بالنسبة للتمرين التكتيكي “إعصار 2022”، المنفذ من طرف القوات البحرية بالناحية العسكرية الثانية، وتمرين “ردع 2022” بالفرقة الأولى المدرعة بالناحية العسكرية الخامسة في ماي 2022، تمرين “تاوندرت” بالقطاع العملياتي للناحية العسكرية السادسة ببرج باجي مختار، “إعصار 2” بعين أمناس بالناحية العسكرية الرابعة شهر نوفمبر 2022، حيث أكدت كل هذه التمارين مدى جاهزية القوات المسلحة، والكفاءة العالية للقيادة في مختلف الأعمال القتالية في تحقيق الأهداف المسطرة.
وتم أيضا في مجال التعاون العسكري، القيام بعدة تمارين، على غرار تمرين مركز القيادة لقدرة شمال إفريقيا “سلام شمال إفريقيا”، ومبادرة 5+5 لإدارة كارثة طبيعية في إطار مركز التنسيق والتخطيط العملياتي غير الدائم.
في المقابل، لم تغفل العين الساهرة للجزائر عن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث لا تزال مفارز الجيش الوطني الشعبي تحقق في كل مرة نتائج مبهرة، وذلك بفضل التحضير القتالي الجيد والتكوين النوعي، واليقظة المستمرة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في كافة الظروف.
وفي إطار مواصلة الالتزام من أجل الأمن في الساحل وبمبادرة من الجزائر، احتضنت بلادنا أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس رؤساء أركان البلدان الأعضاء للتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة بهدف تنسيق الجهود بكل فعالية ونجاعة.