تأسست جريدة الشعب وتزامن تأسيسها مع ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الثورية، وقد نجحت منذ ذلك الحين في أن تكون الضمير المعبر عن نبض الشعب، وصوته إلى العالم، فكانت واحدة من وسائل المقاومة الإعلامية الثابتة التي لعبت دورا هاما ومتميزا في ترسيخ إرادة الشعب الجزائري في التحرر والسيادة والحرية، وحملت الهم الوطني على صفحاتها.
كانت دوما ناطقا نقيا مخلصا للقيم الثورية والوطنية المترجمة بشفافية لأصالة الشعب الجزائري بل ونقلت إلى العالم آيات كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، كما كانت نصيراً وشريكا لمسيرة جبهة التحرير في ترسيخ وتكريس وبناء ثقافة تستند إلى مؤازرة كل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي حرصت طوال الوقت على تبنيها والدفاع عنها وإعلاء مبادئها التحررية إلى العالم فكانت بذلك سندا للشعب الفلسطيني وثورته في شتى مراحلها ودرعا قويا متصديا للرواية الصهيونية وفاضحة لجرائم الاحتلال الغاشم بحق الشعب الفلسطيني، وهي في ذلك كله تصدر عن إيمان لا يلين بقيم الحق والعدل والحرية ولذا فإنها مازالت حتى اليوم تخصص عناوينها الرئيسية لفضح هذا الاحتلال وجرائمه البشعة في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكل فلسطين فلا تكاد تخلو صفحة من التأكيد على الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وبسالته وصموده منقطع النظير على أرضه.
“الشعب” تخصص عناوينها الرئيسية لفضح الاحتلال الصهيوني وجرائمه البشعة في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعـب الفلسطيني
وهذه فرصة اليوم بينما يتعرض شعبنا لأبشع مجزرة في التاريخ، مجزرة تفوق تلك التي ارتكبتها النازية في أوروبا وصراعات القرون الوسطى وجرائم المغول والتتار بحق البشرية، حيث يكاد قطاع غزة أن يكون قد دمر عن بكرة أبيه، مباني وشجر وحجر، قتل بلا حساب ودمار بلا عقاب، ما يزيد على العشرين ألف شهيد فلسطيني وجرحوا 42 ألف ودمروا بشكل كلي آلاف المنازل، واستهداف لكل مقومات الحياة وكل رموز الهوية.. مستشفيات ومدارس ومراكز الإسعاف والجامعات .. مساجد وكنائس.. وبلا تمييز.. أطفال.. شيوخ.. نساء.. رضع.. مرضى.
حرب همجية وحشية لم يألفها تاريخ الجريمة وتهدف إلى إبادة وتبديد الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الذي لم يعرفوه كما ينبغي أن يعرفوه والذي رغم كل أوجاعه وآلامه مازال وسيظل يواصل صموده وكفاحه حتى تحقيق أهدافه وتطلعاته بالتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فايز أبو عيطة
سفير دولة فلسطين لدى الجزائر