تطرق متدخلون في منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الأربعاء، إلى مساهمة الإذاعة السرية في الثورة في ذكراها الـ67 لتأسيس ودور الإعلامي عيسى مسعودي.
وصف إعلاميون ومجاهدون عيسى مسعودي، بالصوت الجوهري الذي لا مثيل له في عصرنا الحالي. مبرزين دوره في بث الحماس لدى جنود جيش التحرير الوطني.
وفي هذا الصدد، قال المجاهد والإعلامي بالقناة الثانية الإذاعية، بوعلام شريفي، أن عيسى مسعودي شخصية متميزة في تاريخ الجزائر صنعت إعلام الثورة، صوته المدوي كان يستمع له المجاهد والفدائي والمواطن العادي والعدو.
وأضاف: “عيسى مسعودي كان يعيش في الثورة والثورة تعيش فيه وكان يعيش في فكر وقلب ووجدان كل مجاهد، شخصية متواضعة يحترم الناس. لكن له مواقف وطنية”.
وأكد شريفي، أن المرحوم عيسى مسعودي، من مؤسسي الإذاعة الوطنية. وأشار إلى ضرورة تصحيح بعض المغالطات التاريخية، وذكر في ذلك أن الشخص الوحيد الذي أنزل العلم الفرنسي من على مبنى الإذاعة والتلفزيون ووضع مكانه العلم الجزائري أمام مرأى الجيش الفرنسي في 18 أكتوبر 1962. هو عبد العزيز شيكيري، وليس أحد غيره.
وتحدث الكاتب والإعلامي محمد بوعزارة، عن ظروف تأسيس الإذاعة السرية في الذكرى ومساهمتها في مواجهة الدعاية الفرنسية وذلك في الذكرى الـ67 لتأسيسها، حيث التقى العربي بن مهيدي، ببوصوف وأبدى له فكرة إنشاء إذاعة لمواجهة الدعاية الفرنسية، وكان معه محمد بوخروبة، المدعو هواري بومدين، والرائد أحمد الثابتي. والسايح المكلف بالمخابرات في الغرب الجزائري، وأوصاهم بوصوف بضرورة العمل على إطلاق الإذاعة.
وأضاف أن بوصوف جمع مجموعة من التقنيين وكلف مسعود زوقار، بتوفير جهاز الإرسال من عند الأمريكيين. وكان ذلك بالفعل وأطلقت أول إذاعة في 19 ديسمبر 1956، على الحدود الغربية، وبدأ الشعب يتلقى صداها ويستمع للصوت الجوهري لعيسى مسعودي، وأثر صداها سلبا على العدو الاستعماري. الذي تمكن من تحديد مكانها وقصفها ليتوقف البث في أوت 1957، لكنها أعادت البث في جويلية 1959، بعد فصل عملية عن جهاز الإرسال.
وأشار بوعزارة، إلى أن بيان أول نوفمبر 1954، هو أول عمل إعلامي للثورة لأنه حمل كل الأبعاد كفلسفة ورؤية لاستعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة الوطنية، وأضاف أن معظم قادة الثورة لم تكن لهم خلفية عن الثورة لكن لديهم فكر وطني، مستشهدا بالشهيد العربي بن مهيدي، الذي كتب افتتاحية في العدد الأول من جريدة المجاهد، تبرز عبقريته وأفكاره. إضافة إلى إطلاق جريدة المقاومة التي ضمت مشتلة من الرجال والنساء منهم المرحوم محمد الميلي، فرانس فانون، وغيرهم.