كثف الصهاينة من قصفهم على غزّة..
هكذا تحدثت وكالات الأنباء العالمية، أمس، ولم تغفل -كما هي عادتها- عن الإيحاء بأن القصف لم يكن سوى (دفاع عن النفس!!)، مع الحرص على «تضخيم» قوة المقاومة، وتقديمها في صورة (الوحش الكاسر) الذي يوقع الضّحايا في صفوف أعدائه بشكل أسطوري لا يختلف عن (حكايات زمان).. رصاصة واحدة أطاحت بثلاثة جنود.. مقاوم منفرد تصدّى لكتيبة ضخمة ونسفها.. عبوة صغيرة دمّرت نصف مدينة.. كمشة تراب فجّرت دبابة.. وأساطير أخرى تقصد إلى إلقاء سدول (الغبن والمسكنة والضعف) على المحتل الصهيوني، لتكون مسوغات (معقولة!!) للجرائم التي يرتكبها في حق الأبرياء العزّل..
ونعترف أننا لا نفهم كيف (يكثّف الصهاينة قصفهم)، فهو مكثّف أصلا منذ أكثر من شهرين، والصهاينة لم يكفّوا عن القتل والتدمير، تماما مثلما لم يكفّ حلفاؤهم (غربا ومشرقا) عن توصيل المساعدات المادية العاجلة إلى الكيان المدلّل، بله عن الدعم بـ(الفيتو)، والدعم بـ(التلفيق والتزويق) وصناعة الحكايات الأسطورية التي تبرّر العدوان الآثم..
ولسنا نريد الخوض في تحليل الخطاب الإعلامي الغربي، ولا إقامة البراهين على ما يصطنع من افتراءات وأكاذيب، فهذا تحصيل الحاصل، لكننا يجب أن ننبه إلى أن نيران الحرب الضروس لا تصيب الصامدين في فلسطين وحدهم، وإنما تستهدف الأمة كاملة، وفق خطة عمل تتأسس على معرفة عميقة بطبيعة الاشتغال الذهني في حاضنتنا المغبونة، فـ»الغرب» يعرف جيدا كيف يعدّ فخاخه، ويعرف كيف يضرب في عمق التفكير.. وهذا قصف مكثّف آخر..
ولا نرى سبيلا للخلاص سوى العودة إلى جادة الصواب، والرهان على المعرفة، وتنمية حاسّة النّقد الضّامرة.. أما الفلسطينيون فهم يتحملون عنّا جميعا أعباء الدّفاع، ويدفعون ضريبة الصمود تحت القصف الحقيقي..
ولا نامت أعين الجبناء..