نقلت وكالة الأنباء الفلسينية تفاصيل جديدة عن العدوان الصهيوني على غزة في الساعات الماضية، من استشهادات واقتحامات وإدانات، منها إدانة لجنة الكنائس في فلسطين لما يحدثل ومطالب بوقف الإبادة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة
شهداء وإصابات
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الأحد، استشهاد الشاب ليث أبو النمر، متأثرا بإصابته بشظايا قذيفة أطلقتها طائرة مسيرة صهيونية على مجموعة من الشبان في الحارة الشرقية من “جنين”، خلال اقتحام قوات الاحتلال المدينة ومخيمها الذي استمر ثلاثة أيام.
وكانت قوات الاحتلال شنت عدوانًا على مدينة “جنين” ومخيمها في الثاني عشر من الشهر الجاري، ما أسفر عن استشهاد 11 شخصا وإصابة واعتقال المئات.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، السبت، إثر قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا بحي الجنينة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن طواقم الدفاع المدني انتشلت عددا من الشهداء، ومصابين من تحت ركام المنزل.
وجددت مدفعية الاحتلال قصفها لعدة محاور شرق ووسط خان يونس. وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى استشهاد 4 من طواقمها في استهداف للاحتلال لقطاع غزة.
واستشهد طفل فلسطيني، وأصيب شابان اخران بالرصاص الحي، مساء السبت، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم “دير عمار” غرب رام الله بوسط الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن الطفل عطالله زياد بدحة (16 عاما) استشهد بعد اقتحام قوات الاحتلال للمخيم واندلاع مواجهات مع سكانه وإصابة اثنين أحدهما بإصابة حرجة للغاية.
وباستشهاد الطفل بدحة يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 291 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، من ضمنهم ثلاثة.
وبالتزامن مع اقتحام الاحتلال للمخيم الواقع غرب رام الله، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، مدينة “طولكرم” الواقعة شمال غرب الضفة الغربية.
وجابت طائرات الاستطلاع سماء المدينة ومخيماتها على ارتفاع منخفض، وهو ما يرجح عملًا عسكريا صهيونيا كبيرا الليلة في “طولكرم”.
ولجنة الكنائس في فلسطين: على العالم التحرك لوقف الإبادة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة
وأدانت لجنة شؤون الكنائس في فلسطين، استمرار الصمت على جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، واخرها الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بدهس خيام ودفن عشرات الجرحى والمرضى والنازحين وهم أحياء في ساحة مستشفى “كمال عدوان” شمال قطاع غزة بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف الفظائع المروعة.
وأكدت اللجنة – في بيان صحفي – أن هذه الإبادة ما كانت لتستمر لولا تعطيل قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، ولولا امتناع وتلكؤ المحكمة الجنائية الدولية عن القيام بدروها في محاسبة ومعاقبة الجناة من قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين والعسكريين على جرائمهم.
وأدانت اللجنة، جريمة قصف طيران الاحتلال لجمعية الشبان المسيحية، الذي أدى إلى إيقاع عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين، كما أدانت استهداف قناصة جنود الاحتلال للنازحين في كنيسة العائلة المقدسة، ما أدى إلى استشهاد سيدة وابنتها وإصابة عدد من النازحين بينهم حالات خطرة، كما استهدفت دبابات الاحتلال دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبة) الذي يأوي أكثر من 54 شخصا من ذوي الإعاقة، وهو داخل أسوار الكنيسة وتمّ تدمير خزان الوقود والمولّد الكهربائي، ولحقت أضرار بالدير، كما تم استهداف نفس الدير وجعله غير صالح للسكن، ما اضطر ذوو الإعاقة لمغادرة البيت وحال دون وصولهم إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة، كما تم تدمير الألواح الشمسية وخزانات المياة التابعة للدير.
وقالت اللجنة إن الكيلن الصهيوني يستهدف كل شيء في قطاع غزة، بما في ذلك الكنائس والمؤسسات الاجتماعية التابعة لها، مشيرة إلى أن مواصلة الاحتلال استهداف المستشفى المعمداني وهو الوحيد المتبقي في شمال غزة، الذي يتعرض لمحاولات متواصلة لاقتحامه، حيث تم تدمير أجزاء من الكنيسة في داخله، كما يحاصر الاحتلال محيط كنيستي الروم الارثوذكس واللاتين في حي الزيتون.
وأكدت اللجنة أن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي التي تمنع وتجرم استهداف أماكن اللجوء والايواء والمستشفيات، مشيرا إلى أن هذه جريمة تضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة واستهدافه للمدنيين والعزل.
وطالبت اللجنة كنائس العالم بضرورة التحرك والضغط على حكومات دولها لوقف اطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة الاحتلال، مضيفة أن الجرائم والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية والقدس المحتلة تفرض على العالم أجمع بدوله ومؤسساته خاصة الأمم المتحدة أن تكون حازمة في قرارتها واجراءاتها تجاه ما يقوم به الكيان الصهيوني من انتهاك للقوانين الدولية ومحاسبة مجرمي الحرب من الصهاينة.
مرصد حقوقي: فظاعات إنسانية ارتكبها الاحتلال الصهيوني بمستشفى شمال غزة
طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام قوات الاحتلال الصهيوني بدفن مصابين ومواطنين فلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي انسحبت منه بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة.
وذكر المرصد الأورومتوسطي، في بيان، أن تلقي شهادات وشكاوى من طواقم طبية وإعلامية تؤكد أن جرافات الاحتلال دفنت فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها منها صباح السبت.
وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى، مشددا على ضرورة فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والطواقم الطبية على مدار الأيام الماضية، ضمن عملية استهداف شاملة للمستشفيات والخدمات الصحية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأبرز البيان، أنه بعد عدة أيام من الاعتداءات المتكررة والحصار نفذت جرافات الاحتلال الصهيوني عمليات تجريف داخل المستشفى ودمرت بالكامل الجزء الجنوبي منه، قبل أن تنسحب منه مخلفة دمارا هائلا.
وأوضح المرصد أن الفظائع التي تم اقترافها في مستشفى كمال عدوان تعتبر امتدادا لهجمات قوات الاحتلال الصهيوني المتكررة على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر الماضي، هدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.
المالكي يدعو للضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه على غزة
ودعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي،السبت،المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بوقف مسلسل القتل والتدمير الممنهج وواسع النطاق والذي يسعى من خلاله الاحتلال الصهيوني إلى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، والعمل بصورة عاجلة على تأمين وصول المساعدات الطبية وإغاثة الجرحى والمرضى، بما في ذلك من خلال إنشاء مستشفيات ميدانية، وإخلاء الجرحى للعلاج بالخارج، ووقف إطلاق النار كخطوة أساسية لإنهاء جرائم الاحتلال.
جاء ذلك خلال لقاء المالكي مع نظيرته البلجيكية حجة لحبيب، في العاصمة النرويجية أوسلو.
وأطلع المالكي، خلال اللقاء، الوزيرة البلجيكية، على الوضع الحالي الكارثي في غزة وجرائم الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، من استهداف وقتل وتهجير قسري وتدمير للمنظومة الصحية، بالإضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وطالب وزير الخارجية الفلسطيني، المجتمع الدولي بالقيام بما يلزم من تدخلات وعدم السماح للاحتلال باستخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا في الوقت نفسه إلى الوضع المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، حيث تقوم قوات الاحتلال بشكل يومي باقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقتل واعتقال المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، بشكل ممنهج ضمن حملات اعتقالات واسعة وتعسفية.
وتطرق إلى مشروع الاحتلال الاستيطاني الذي يستمر بالتوسع دون رادع، وإرهاب المستعمرين ضد الفلسطينيين وأهمية اتخاذ إجراءات لوقف هذه الجرائم، والعمل على توفير حماية الشعب الفلسطيني وخلق أفق سياسي جدي غير خاضع لإملاءات الاحتلال ما يهدف إلى إنهاء الاحتلال ويحقق العدالة للشعب الفلسطيني.
ومنظمتان أمميتان تؤكدان ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على القطاع
وشدد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على أهمية الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، والسعي للتوصل إلى حل سياسي للخروج من هذه المأساة.
وأفاد غيبريسوس في بيان اليوم بأن الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة وتأثيرها خاصة على الأطفال والنساء، الذين يمثلون 70 بالمئة من القتلى وبالنظر إلى أن التدابير العسكرية لا يمكن أن تؤدي إلى الحل الدائم، يتضح أن وقف إطلاق النار والسعي للحل السياسي يوفران سبيلا للخروج من هذه الفوضى والمأساة.
من جانبها، جددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التأكيد على أن غزة تعد أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال.
وذكرت المنظمة في بيان لها أن “أحياء بأكملها، اعتاد الأطفال فيها اللعب والذهاب إلى المدرسة، قد تحولت إلى أكوام من الركام”، مشددة على أن الأطفال بحاجة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن.
وكان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد وصف في وقت سابق قطاع غزة بأنه أصبح مقبرة للأطفال.
وتفيد التقارير بأن مئات الأطفال سقطوا بين شهداء وجرحى ومفقودين في العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.