أكد الإعلامي الفلسطيني عماد أبو شاويش، اليوم الأحد، أن الاحتلال الصهيوني يتعمد استهداف الصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة بشكل “ممنهج”، في محاولة لقتل الحقيقة وطمس معالم الجريمة، خاصة بعد افتضاح أمره عند الراي العام الدولي، الذي اكتشف أكاذيبه وزيف روايته وحربه الإعلامية المضللة.
قال عماد أبو شاويش في تصريح لـ “وأج”، أنه “منذ بداية العدوان الصهيوني الغاشم على غزة في 7 أكتوبر الماضي وحتى اليوم يقود الاحتلال الصهيوني حربا ممنهجة ليس على المدنيين فقط بل حتى على الإعلاميين، الذين يوثقون جرائمه غير المسبوقة لحظة بلحظة حتى تصل الحقيقة كاملة للراي العام العالمي الذي كان في البداية يصدق الراوية الصهيونية قبل أن يكتشف الحقيقية التي دفعته للخروج في مسيرات حاشدة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني و للمطالبة بالوقف الفوري للإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة”.
وأبرز في السياق، أنه إلى جانب خطر الموت المحدق بالإعلاميين، انتقاما منهم بسبب عملهم الدؤوب في رصد مختلف انتهاكات حقوق الانسان و جرائم الحرب لتنوير الراي العام، فان ” الاحتلال يتعمد قطع التيار الكهربائي و شبكتي الاتصالات الانترنت عنهم و حرمانهم من أبسط ضروريات الحياة”.
وقال في هذا الإطار: “نحن كصحفيين لسنا منفصلين عن الواقع و ما يعانيه سكان القطاع، بالعكس نحن نتعرض لأكثر الهجمات ونعاني من ضغوطات جسدية ونفسية، خاصة في ظل البعد عن الأهل و العائلة و استهداف أسرنا انتقاما منا”، منبها إلى أن “هذا الاستهداف الممنهج للإعلاميين دفع بأسرهم إلى مطالبتهم بعدم التعرض للاحتلال، خوفا من أن يتم قصف منازل أهالي هؤلاء الصحفيين، مثلما حدث مع الصحفي بقناة الجزيرة الفضائية مؤمن الشرافي و قبله الاعلامي وائل الدحدوح وأحمد البرش وأنس الشريف و الكثير من الاعلاميين”.
وشدد عماد أبو شاويش، على أن العدوان الذي يشنه الاحتلال على الصحفيين وآخره الذي نتج عنه استشهاد المصور بقناة الجزيرة سامر أبو دقة و إصابة مراسل القناة وائل الدحدوح أمس الجمعة، هي “أكبر دليل على أن الاحتلال يحاول بشكل أو بآخر أن يقتل الحقيقة بكل معانيها”.
ويرى الإعلامي الفلسطيني ذاته، أنه “لم يعد هناك معنى للدرع والخوذة الصحفية أو ميثاق الشرف صحفي، كما لم يعد هناك معنى لنقابات الصحفيين والاتحاد الدولي
للصحفيين و لكل الهيئات والمؤسسات المهنية التي تعنى بهذا القطاع”.
وأضاف أن “الكيان الصهيوني ينتهك كل المواثيق الدولية و يعمل بشكل فاضح على قتل الحقيقة و يستهدف كل من يعمل في مجال الصحافة”.
واستطرد في هذا الإطار قائلا: “الكيان الصهيوني المحتل لم يعد يحترم المؤسسات الدولية سواء الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر الدولي أو الأونروا و كل مؤسسات حقوق الانسان وحتى محكمة العدل الدولية والقانون الدولي قانون واتفاقيات جنيف الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة التي تحمي العاملين في المجال الطبي والصحفي”.
وتابع: ” كل من يحاول أن يقول كلمة الحق هو مستهدف لأنه يفضح جرائم الاحتلال ويتم اللعب بكل الأوراق من أجل عرقلة العمل الصحفي”، مستدلا في هذا الإطار بقطع الاحتلال للأنترنت بشكل كامل في غزة منذ أكثر من أربعة أيام، وذلك للمرة السادسة منذ بدأ العدوان على القطاع.
والهدف من هذا – يوضح الإعلامي الفلسطيني – هو “حجب الحقيقة و النيل من الصحفيين و ثنيهم عن نقل الكثير من مقاطع الفيديو و الصور التي تفضح الاحتلال بشكل كامل أمام العالم “، مشيرا إلى أن “الاحتلال يعي جيدا بأن العالم يتأثر بهده الصور و بالذات الرأي العام الدولي، الذي تضامن بشكل كبير مع القضية الفلسطينية وبدأ يفهم حقيقة من هو الإرهابي و من هو الذي يعتدي على الآخر”.
ومضى يقول: “نحن لسنا إرهابيين ولا معتدين بل نحن أصحاب حق وأصحاب الأرض وأصحاب القضية وكل الدلائل التاريخية والقانونية تثبت عدالة قضيتنا”.