خطف الجناح المركزي الذي يضم وزارة الدفاع الوطني بمعرض الإنتاج الجزائري في طبعته 31 الأضواء منذ افتتاحه، نهاية الأسبوع الماضي. ووقف الوافدون على ما يعرضه الفضاء المخصص للجيش الوطني الشعبي، من منتجات متنوعة عالية الجودة، والمستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، ومساهمتها في ديناميكية تجديد الاقتصاد الوطني وترقية المنتوج الوطني.
برزت الصناعة العسكرية والمنتجات التابعة لوزارة الدفاع الوطني، بشكل لافت خلال الطبعة 31 لمعرض الإنتاج الجزائري. وعرضت مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت، 9 منتجات جديدة أمام المواطنين والفاعلين الاقتصاديين، وكانت العربات والشاحنات والسيارات المعروضة جديدة ومطوّرة من قبل مسؤولي المؤسسة.
في هذا الخصوص، أكد ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت، المقدم عبد الهادي لطفي، أن المؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، تختص في التصميم والتطوير والإنتاج، إلى جانب التسويق وضمان خدمات ما بعد البيع لكل من الشاحنات، العربات المقطورة ونصف المقطورة، المركبات النفعية، المركبات متعددة الخدمات وكذا العربات الخاصة بنقل الأفراد، حيث تسوّق منتجاتها تحت علامتين الأولى “مرسيدس بنز” والثانية SNVI.
فيما يخص المنتجات الجديدة، كشف المقدم عبد الهادي أنها تتنوع بين علامتي “مرسيدس بنز” والشركة الوطنية للسيارات الصناعية، مبرزا أن الهدف من مشاركة مؤسسة تطوير صناعة السيارات في المعرض الإنتاج الجزائري، تعريف الجمهور بالمنتجات الجديدة.
إلى ذلك، تم عرض حامل الآليات الثقيلة بالنسبة لعلامة SNVI، مُخفّض على ارتفاع 96 سنتيمترا، وطولها 10 أمتار، تحمل شحنة تصل إلى 40 طنا.
عربات مخصصة لمناطق الظل
أما بالنسبة لعلامة مرسيدس، فهناك منتجات جديدة، منها سيارة “4×4 كلاس جي”، وسيارة إسعاف تضم عيادة طبيب أسنان متنقلة، وهو نموذج موجه خصوصا للساكنة بمناطق الظل والمناطق البعيدة عن المناطق الحضرية، تعفيهم من صعوبة التنقل.
في السياق، أوضح المقدم عبد الهادي أن من بين المنتجات الجديدة، عربة تخييم لشخصين، تحتوي على سرير، وشاشة تلفاز، ومبرد مطبخ صغير، وثلاجة وحمام، فضلا عن عرض سيارة لنقل الشخصيات المهمة VIP، مكونة من 6 مقاعد مريحة، ومجهزة بكل وسائل الراحة، من شاشة، تلفاز، مبرد، مآخذ كهربائية، حيث تم تجهيزها بكل ما يحتاج المسافر.
ومن بين المنتجات الجديدة ــ يضيف محدثنا ــ تم عرض عربة لبيع الأكل السريع مجهزة بكل ما يحتاجه الطاهي لبيع مأكولاته، تحتوي على مطبخ ومبرد وغيرها من الوسائل الضرورة، إلى جانب مختلف المنتجات على غرار الشاحنات “اتيقو-ATEGO”، وهي شاحنة لنقل البضائع، إضافة إلى سيارة إسعاف جديدة، تحتوي على تهيئة الخلفية، مهيأة هنا في الجزائر، كما تم عرضت لأول مرة شاحنات “سبرينتر 516”.
وبهذا الخصوص أبرز المقدم عبد الهادي، أن وزارة الدفاع الوطني تسعى إلى تطوير صناعة السيارات، من أجل تلبية حاجيات السوق الوطنية، سواء بالنسبة للمواطن أو للشركات الجزائرية، بما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد والمساهمة في تنويع النسيج الاقتصادي.
فخر واعتزاز بالجيش الوطني
في سياق الحديث عن المعرض، أكد ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات، وجود إقبال كبير من قبل الزوار على جناح المؤسسة، مثلما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية في مثل هذه التظاهرات الاقتصادية، وهم يبدون فخرهم واعتزازهم بالمنجز الجزائري.
وأوضح المقدم عبد الهادي لطفي، أن مؤسسة صناعة السيارات تعمل كل عام على تطوير طاقتها وقدراتها الإنتاجية، وتلبية كل متطلبات حاجيات السوق الوطنية، للتقليل من فاتورة الاستيراد، حيث تحاول توطين صناعة السيارات بالجزائر، بالاعتماد أكثر على مناولين جزائريين، وهو هدف استراتيجي بالنسبة لنا، للوصول الى التصنيع الوطني في الجزائر.
منتجات المؤسسة العسكرية.. في خدمة المواطن
وحرص محدثنا على التوضيح بأن منتجات المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع الوطني، ليست موجهة لتلبية احتياجات الجيش فقط، بل بإمكان أي مواطن الاستفادة منها. علما أن أغلب المنتجات تُسوق إلى الإدارات المركزية للدولة، على غرار الولايات، الوزارات، مثل وزارتي النقل والداخلية التي تقتني – عادة – عربات نقل أشخاص ونقل البضائع”.
وفيما يخص أسعار العربات والمركبات، أبرز ممثل المؤسسة، أن هناك عرضا ترويجيا بالنسبة لشاحنة “مرسيدس بنز ارتروكس”، مقارنة بالأسعار السابقة، سعرها ابتداء 18 مليون دينار جزائري، مبرزا أنه سعر تنافسي مقارنة بنفس المنتوج المصنع في الشركة الأم مرسيدس.
وإضافة إلى ذلك، فإن الأسعار ــ يقول محدثنا ــ “تنافسية مقارنة مع علامات عالمية أخرى. علما أن المنتج الجزائري ذو نوعية وجودة، حيث حصلنا على ترخيص من الشركة الأم مرسيدس لتركيب منتوجاتنا وفق معاييرها. وبعد المرافقة، استطعنا إنتاج عربات بنفس معايير الجودة، ولما نقارن بين منتوج مرسيدس والمنتوج الجزائري المركب محليا فسعرنا أحسن وتنافسي”.
صناعة وطنية 100٪
تنقلت “الشعب” خلال جولتها بالمعرض التي قادتها إلى جناح وزارة الدفاع الوطني، نحو مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، التابعة للناحية العسكرية الخامسة، ولاحظنا توافدا للجمهور على الرواق المخصص لها، في محاولة لاكتشاف الأسلحة المعروضة هناك.
في الموضوع، قال المقدم بحري عبد الوهاب، ممثل مؤسسة البناءات الميكانكية بخنشلة، إنها مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني، تختصّ في صناعة الأسلحة الخفيفة لفائدة الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية.
وأبرز أن المؤسسة تشارك في هذه الطبعة لمعرض الإنتاج الجزائري بعرض نماذج مختلف المنتجات التي تنتجها على مستوى المؤسسة، سواء ما تعلق بالنشاط الرئيسي للمؤسسة المتمثل في صناعة الأسلحة أو مختلف الخدمات التقنية التي تقدمها، خاصة في مجال صناعة أدوات الإنتاج وقطع الغيار الميكانيكية.
بندقية صيد.. جزائرية خالصة
من بين المنتجات الجديدة المعروضة، بندقية الصيد بنسختين والتي ستكون بديلا محلي الصنع للبنادق المستوردة من الخارج، وتضاهيها في الجودة، وهذا بفضل الخصائص التي تميزها، منها – على سبيل المثال – خفة الوزن وخاصية التأمين الأوتوماتيكي بعد التزويد الذي يوفّر للرامي ومن حوله أمانا أكثر.
وتمّ عرض بعض المنتجات حديثة الصنع، على غرار البندقية الرشاشة عيار 12.7 ملمتر بنسختين، والبندقية الرشاشة عيار 7.62 بنسختين، وبعض المنتجات التي هي في طور الإدماج. الى ذلك، تم عرض البندقية المضخية نصف الآلية والمسدس الرشاش معيار 9 ملمتر المعروضين أيضا.
ويتمثل الهدف من المشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية، في عرض المنتجات العسكرية المنتجة محليا أمام المواطنين، وإبراز المنتجات المصنعة على مستوى المؤسسة المصنعة 100٪ مع مناولين جزائريين، لذلك فهي صناعة وطنية خالصة.
وأشار محدثنا، إلى أن المؤسسات الخاصة والعمومية تعتبر من الزبائن المفترضين، خاصة وأن المؤسسة تقدم لها خدمات تقنية في مجال الصناعة الميكانيكية، لأن مؤسساتنا – يقول المتحدث – تملك إمكانات كبيرة في مجال الصناعة الميكانيكية، زيادة إلى الاحتكاك بمختلف المؤسسات العارضة، على حد قوله.
وعن سؤال متعلق بتسويق المنتجات، أبرز ممثل المؤسسة في الجناح، أن الأسلحة المصنعة توجه للمؤسسة العسكرية ومختلف الأسلاك الأمنية، وأيضا للمواطنين، على غرار بندقية الصيد الموجهة للجزائريين.
ومنذ افتتاح المعرض ــ يقول محدثنا ــ لاحظنا إقبالا كبيرا ولمسنا اعتزازا حقيقيا لدى المواطنين بالتطور الذي وصلت إليه المؤسسة العسكرية، في ظل جودة إنتاجها، وهو ما يدفعنا للعمل والاجتهاد أكثر للمشاركة في التنمية وفي الإدماج الصناعي الوطني، خاصة في ظل السياسة التي تنتهجها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، فيما يخص اقتناء التجهيزات الحديثة وكذلك التكوين المستمر للموارد البشرية.
وأنهى ممثل المؤسسة في الجناح حديثه بالتأكيد على وجود إقبال كبير من قبل الزائرين على جناح المؤسسة التي يمثلها، حيث يؤشر ذلك على إقبال قياسي، بالرغم من أن المعرض في أيامه الأولى.
فرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات
من بين المؤسسات المشاركة في معرض الإنتاج الجزائري، نجد مؤسسة الألبسة ولوازم النوم، وهي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة لوزارة الدفاع الوطني، مهامها الأساسية هي تلبية احتياجات الجيش الوطني الشعبي وشبه العسكرية (شرطة جمارك..) من حيث الملابس، الأحذية، اللوازم الباليستيكية، شبكات التمويه، التخييم، لوازم النوم والتأثيث، وفق ما أكد المقدم بوضفة كريم، ممثل هذه المؤسسة في تصريح لـ “الشعب”.
وأكد محدثنا، أن المؤسسة تهدف من خلال مشاركتها في الطبعة الواحدة والثلاثين من معرض الإنتاج الجزائري، إلى عرض مختلف منتجاتها التي تعكس التطور الذي اكتسبته المؤسسة في مجال نشاطها، وهي فرصة للاحتكاك بجميع المؤسسات المشاركة للاستفادة وتبادل الخبرات.
في السياق ذاته، قال ممثل مؤسسة الألبسة ولوازم النوم، إن الهدف من المشاركة، توسيع الموردين وضمان وصول المادة الأولية محليا، مبرزا أن الطبعة الحالية للمعرض عرفت اهتماما كبيرا من قبل زوار المعرض، كمواطنين أو كفاعلين اقتصاديين، مقارنة مع الطبعة الماضية، وهذا بغية الإطلاع على منتجات المؤسسة العسكرية، حيث أن الرواق المخصص لمؤسسة الألبسة ولوازم النوم شهد توافدا كبيرا من قبل المواطنين.
للإشارة، سجلت “الشعب” توافد الأطفال مع أوليائهم للاطلاع على منتجات المؤسسة العسكرية التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل كل شرائح المجتمع الجزائري.