قطعت شركات جزائرية خاصة تنشط في مجالات متنوعة، أشواطا هامة في رفع جودة تنافسية منتجاتها، محليا وخارجيا، تماشيا مع “حزمة” تدابير وإصلاحات تشريعية وهيكلية لتحسين مناخ الاستثمار، وتوسيع قدرات البلاد في بناء اقتصاد متنوع ومتوازن.
يُتيح معرض الإنتاج الوطني، الجاري بين 14 إلى 23 ديسمبر المقبل بقصر المعارض (الصنوبر البحري-الجزائر العاصمة)، فرصة للمهنيين، المتعاملين والزوار، التعرف على النسيج الصناعي للمؤسسات الجزائرية، العمومية والخاصة، واكتشاف ما تطرحه من منتجات وأسعار.
ويشارك في هذا الحدث الاقتصادي الهام في طبعته الـ 31 من المعرض، المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أزيد من 580 مؤسسة، في مساحة عرض تفوق 25000 م2.
وحسب تصريحات لزوار تحدثوا إلى “الشعب أونلاين”، في أروقة المعرض، يمثل هذا الحدث فرصة أيضا للتعرف على شركات جزائرية رائدة في مجالات مختلفة، وما توفره من منتجات ومواد، وأيضا لتكوين صورة عن نسيج المؤسسات الجزائرية وقدرات إنتاجها.
ووفق تصريحات ممثلي مؤسسات مشاركة، يظهر جليا التقدم المحرز في دفع آلة الانتاج الوطني نحو توسيع الانتاج ورفع مستوى تنافسية منتجاتها.
من المادة الأولية الى المنتوج النهائي
يقول رزايقية شكيب، ممثل IMGSA، وهي مؤسسة مختصة في صناعة المواد الصيدلانية، منها المضادات الحيوية، القفازات الجراحية والطبية وذات الاستعمال المهني، وأدوية العلاج الكيميائي، وفق معدات علمية عالية الجودة.. إن سوق مؤسسة “أي أم جي أس أ”، يرتكز بالأساس مع المركزية الصيدلية للمستشفيات، وأسواق في الخارج.
في فترة جائحة كورونا، صدّرت الشركات شحنات من القفازات إلى إيطاليا، اسبانيا وألمانيا، ودول افريقية منها موريتانيا ومالي.
ويوضح المصدر أن IMGSA أول متعامل في الصناعة الصيدلانية بالجزائر، يُنتج من المادة الأولية إلى غاية المنتوج النهائي، مثل المادة الأولية للمضادات الحيوية.
وفي هذا الخصوص، أشار المتحدث إلى أن التدابير والتسهيلات التي قدمتها السلطات العليا في البلاد، في السنوات الأخيرة، ساهمت في انفتاح المؤسسة أكثر على إنتاج مواد أخرى.
وفتحت المؤسسة وحدة إنتاج جديدة، السنة الماضية، لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان بنمط إنتاج كامل.
التصدير أولوية..
من المؤسسات المشاركة في هذا الصالون BMS ELECTRIC المختصة في تصنيع المعدات الكهربائية وملحقاتها، وتقديم حلول كهربائية من خلال مجموعة واسعة من المكابس وقواطع الكهربائية ومصابيح LED، وإكسسوارات عالية الجودة.
يؤكد كريم مخزوم، مسؤول التسويق بشركة BMS، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، تركيز المؤسسة على رفع نسبة الإدماج المحلي في تصنيع منتجاتها، والتي تبلغ 70 بالمائة، وتلبية حاجة السوق الجزائري بمواد تستوفي معايير الجودة والسلامة.
” بي أم أس”، شركة أنشأت سنة 2002، تغطي السوق الوطني في 58 ولاية، وتوجهت في السنوات الأخيرة، إلى أسواق أجنبية، اذ تصدر منتجاتها، بحسب المتحدث، نحو 9 دول افريقية، منها تونس، النيجر، بنين، مالي، سنيغال بوركينافاسو وموريتانيا.
ويُؤكد مخزوم أن تواجد المؤسسة في معرض الإنتاج الوطني، في طبعته الـ 31، كمتعامل اقتصادي يساهم في مساعي رفع قدرات الإنتاج المحلي وتجويده، في إطار المقاربة الاقتصادية التي تنتهجها السلطات العليا في البلاد.
وتلعب المؤسسة دورا هاما في مجابهة منتجات مقلدة لا تستوفي معايير وشروط التصنيع، تمس بصحة وسلامة المستهلك، وفق المصدر.
ويضيف: ” نعمل على مجابهة منتجات مقلدة تتداول في السوق، بالتعاون مع وزارة التجارة ومصالح حماية المستهلك بالتركيز تنظيم فعاليات وتوعية وتحسيس المستهلك..”
ويبرز مسؤول التسويق بـ “بي أم أس”، أن الشركة تسعى دوما نحو توسيع تواجدها في السوق المحلي والأجنبي بتوفير منتجات عالية الجودة”
ويضيف: ” بعد ما فرضته أزمة كورونا من ركود، رفعنا سقف الإنتاج لتلبية الطلب المحلي وطلبيات الأسواق الأجنبية والانخراط أكثر في مساعي تنويع صادرات البلاد خارج المحروقات.”
580 مؤسسة مشاركة
ويدوم هذا المعرض الذي يسجل توافدا معتبرا من قبل الزوار، إلى غاية 23 ديسمبر ، وخصصت أروقة “الأهقار”، “القصبة”، “قورارة”، “الحضنة” والرواق المركزي لعرض منتجات وخدمات الشركات الجزائرية، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الشركات الناشئة والحرفيين المشاركين في هذا المعرض.
وتضم هذه الأروقة معروضات قطاعات كثيرة، منها الصناعات الغذائية، الصناعات المصنعة، الصناعة الالكترونية والكهرومنزلية، الصناعة الكيميائية والبتروكيماوية والطاقة، الصناعة الميكانيكية والحديد والصلب، الصناعة النسيجية، البناء ومواد البناء، وكذا قطاع الخدمات والصناعات العسكرية.
وخُصص رواقي “جرجرة” و”الرمال” في المعرض للبيع الترويجي، إذ تطرح مؤسسات جزائرية منتجات ومواد في النسيج، الأجهزة الكهرومنزلية، معدات ولوازم مهنية، مواد غذائية بأسعار خاصة بهذا الحدث الاقتصادي الهام.
وافتتح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الخميس المنقضي، فعاليات الطبعة الـ 31 لمعرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض. واستمع الرئيس تبون، إلى عرض قدمه وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني. حول القطاعات والمؤسسات المشاركة في الطبعة الـ 31 لمعرض الإنتاج الجزائري.
صور من المعرض والمعروضات