أجمع مجاهدون وباحثون، في منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، تخليدا للذكرى الثامنة لوفاة حسين آيت أحمد، اليوم الأربعاء، أن المرحوم المجاهد آيت أحمد، شخصية تاريخية لا شبيه لها في عصرنا الحالي، ناضل بإخلاص من أجل حرية بلده.
أكد المجاهد والباحث عيسى قاسمي، أن ايت أحمد، أو مثلما يلقب دّا الحسين، احد رجالات الجزائر المخلصين، الذين ضحّوا بشبابهم منذ أربعينيات القرن الماضي من اجل استرجاع السيادة الوطنية، رجل مثقف وثوري.
وأبرز قاسمي، انه عند قراءة كتابات آيت أحمد، ومساره الطويل في تاريخ الجزائر، “نستشف فلسفة الثورة الجزائرية ومنطلقاتها، لا يمكن أن تمحى من الذاكرة الجماعية للجزائريين”.
ووصفه بـ”رجل الكل يعرفه”، وقال: ” لم أجد من يشبه آيت أحمد، من الثوار الجزائريين. لعل الشخص الوحيد ومحبي الحرية في العالم الذي يشبهه هو نيلسون مانديلا”.
وأشار المحاضر إلى أن مسار المجاهد المرحوم مثال في النضال والتضحية، كان يعشق أمرين حتى النخاع: الحرية والوطنية، إلى غاية وفاته.
وقال قاسمي: إذا قرأنا معاناته في السرية من 1947 الى 1952، من اجل حرية بلده، ندرك تضحيات هذه الشخصية التاريخية من أجل الجزائر.
وأضاف: “حسين آيت أحمد، تجاوز حدود الجزائر إلى العالمية، معروف في الأوساط السياسية والجامعية من خلال محاضرات كان يلقيها في الجامعات الأمريكية. يتقن آيت أحمد لغات كثيرة. بعد الإستقلال خصّص كل وقته من اجل الحرية، مستحيل أن نوفي هذه الشخصية حقها”.
وتحدث قاسمي عن تاريخ ميلاد المرحوم آيت أحمد، ومساره التعليمي وإلتحاقه بصفوف جبهة التحرير الوطني، وأشار إلى أن ايت احمد أصيل، والده ينتمي الى الزاوية الرحمانية ووالدته تنحدر من أصول لالا فاطمة نسومر.
ولم يفوت المجاهد قاسمي الفرصة للإشادة بمجهودات جمعية مشعل الشهيد، في تخليد ذكرى الشهداء والمجاهدين للتواصل مع أجيال اليوم وصون ذاكراتنا الوطنية.
ووصف محمدي، ممثل رئيس المجلس الشعبي الوطني، الفقيد حسين آيت أحمد، بـ”رمز من رموز الحركة الوطنية ساهم في النضال، كان من قادة الحركة الوطنية، حضّر لاندلاع ثورة التحرير، وقال انه مهما تكلمنا عن ايت أحمد، فقليل لا نكفيه حقه”.
شيخي: قصرنا في التعريف بالشخصيات التاريخية
وقال عبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الوطني سابقا، إن الباحثين قصروا في التعريف بالشخصيات الوطنية ذات الباع الطويل، وأكد ان ايت أحمد، الوحيد من قادة الثورة الذي كانت له نظرة مستقبلية، يرى حقائق المجتمع الجزائري وكيفية الخلاص للجزائريين من الاحتلال الفرنسي، وقد كتب ذلك ووضحه في العديد من مؤلفاته خاصة فيما يتعلق بصرامة المناضل وإلتزامه في المنظمة الخاصة.
وأوضح شيخي أن ايت احمد، حدد كل المسؤوليات والعقوبات بالنسبة لمسار الثورة في القانون الداخلي الذي وضعه في المنظمة الخاصة.
وأكد أن الفقيد حسين آيت أحمد، هو من إقترح إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية للدفاع عن القضية الجزائرية وتدويلها في الأمم المتحدة، مثلما نصت عليه مبادئ أول نوفمبر 1954.
ودعا عبد المجيد شيخي، إلى ضرورة الإلتفاف إلى سير الرجال والتعريف بهم.
وقرأ المجاهد بإتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، محمد غفير، المدعو موح كليشي، تصريحا أدلى به أمام المحكمة الفرنسية بسان، بتاريخ 8 أكتوبر 1958، بأمر من جبهة التحرير الوطني ممثلة في حسين أيت أحمد، جاء فيه: “سيدي الرئيس، نحن جزائريون، وبحكم هذا الإنتماء لم نقم إلا بواجبنا تجاه ثورة شعبنا، وإننا لنعتبر أنفسنا بمثابة جنود يكافحون ويعرفون كيف يضحون من أجل مثلهم العليا، كما نكون جزءا مكملا لجيش التحرير الوطني، ولنا رؤساء تجب علينا طاعتهم، والحكومة الجزائرية المؤقتة للجمهورية الجزائرية، التي وحدها قادرة على ان تمنح لنا عدالتها.
وبالتالي فنحن نرفض كفاءة المحاكم الفرنسية، ونعلن كيفما كان حكمكم علينا، أننا سنظل مقتنعين بان قضيتنا ستكلل بالنجاح لأنها عادلة وتستجيب لحتمية التاريخ، أمام هذه المحكمة وإحياء لذكرى الشهداء الجزائريين، الذين ماتوا في سبيل تحرير وطنهم دقيقة صمت وتأمل”.
وأضاف: ” استعدوا، تحيا الجزائر حرة مستقلة، تحيا جبهة التحرير الوطنية وجيشها للتحرير الوطني، تحيا الجمهورية الجزائرية، تحيا الثورة الجزائرية”.