تبدأ من المدخل الأول للجناح الرئيسي بقصر المعارض الصنوبر البحري، حكاية فصولها جزائرية بامتياز، أبدعت فيها كفاءات محلية ونشطت ضمن مؤسسات وطنية قدمت لنا منتجات جزائرية متميزة بجودة تعكس ثقافة وتاريخا حافلا للإنتاج الجزائري، ويرسم صُنّاعه حاضرا شعاره “صنع في الجزائر”.
.. وأنت تتجول عبر أروقة معرض الإنتاج الجزائري في طبعته 31، تشدّ انتباهك جودة الإنتاج المحلي وتنوعه؛ فمن الصناعة العسكرية، مرورا بالصناعة الكيميائية والبيتروكيمياوية، إلى الصناعة الكهربائية والإلكترونية والكهرومنزلية، انتقالا لأجنحة أخرى تضم الصناعة الغذائية والصناعة المصنعة، بالإضافة إلى الصناعة الميكانيكية والبناء والأشغال العمومية، وكلها فروع تحمل في منتجاتها ختم “صنع في الجزائر”.
يجد الزائر وسط معرض الإنتاج الوطني مساحات مخصصة لقطاع الخدمات، كالبنوك والمصارف وشركات التأمين وخدمات البريد والاتصال، التي ترافق المؤسسات الوطنية في مختلف مراحل الإنتاج، كما تدعم مشاريع الاستثمار وتواكب التطورات الحاصلة في مجال الرقمنة والخدمات المالية.
في إحدى زوايا أروقة المعرض، لفتت انتباهنا مساحة مخصصة لصناعة النسيج، عادت بذكرياتنا للزمن الجميل وتاريخ الجزائر في صناعة النسيج مع شركات وطنية فرضت منتجاتها في السوق المحلية والدولية آنذاك، مثل الشركة الوطنية للصناعات النسيجية “سونيتكس”- سابقا- والتي صارت تحمل اليوم اسم مجمع “جيتكس” وتضم 39 وحدة إنتاج عبر الوطن، وتشغل أكثر من 8 آلاف عامل.
أوضح فاتح عمروش، رئيس قسم بمجمّع “جيتكس”، أن المجمّع يحرص على عدم تضييع أي تظاهرة اقتصادية للترويج للمنتجات التي يقدمّها مجمع “جيتكس”. كما يحرص القائمون على “جيتكس” تقديم منتج جديد في كل طبعة وتظاهرة اقتصادية.
ويقدم المجمع تشكيلة متنوعة من مختلف الأفرشة والأغطية والأقمشة الموجهة لصناعة الملابس أو التأثيث، بالإضافة إلى ملابس جاهزة موجهة لمختلف الفئات، مصنعة بنسبة إدماج تصل إلى مئة من المائة في كثير من المنتجات.
وأضاف محدثنا، أن المجمّع يقدم مواد أولية تتمثل في الجلود والتي تعتبر من أجود الجلود في المنطقة، حيث يقوم المجمّع بتصدير كمية منها لأوروبا وبالضبط إلى إيطاليا.
وأشار عمروش، أن مجمّع “جيتكس” وعبر الشركة الجزائرية للجلود ومشتقاته “آساد”، يقوم بتصدير الجلود نحو إيطاليا وهو البلد الذي يتميز بالصناعة النسيجية والجلدية فائقة الجودة، وبلوغ منتجات الشركة الجزائرية للجلود ومشتقاتها إلى هذا البلد هو دليل على جودة المنتج الجزائري وكفاءة العاملين المكونين محليا.
ويرى المسؤول بمجمّع “جيتكس”، أن الفرصة اليوم مواتية للتمركز في السوق المحليّة، من خلال استراتيجية تسويق مسطرة من طرف المجمّع، بالإضافة إلى الموزع الرسمي “جاكت كلوب” والمتواجد عبر عدة مدن جزائرية وفي مختلف جهات الوطن، مشيرا إلى أن استراتيجية المجمّع تستهدف بلوغ المناطق الحدودية في المستقبل القريب.
وأفاد فاتح عمروش، أن الهدف الرئيسي لـ«جيتكس” هو تحقيق الاكتفاء المحلي وتلبية طلب وذوق الزبون الجزائري، ومن بعدها دخول غمار التصدير نحو البلدان الإفريقية، خصوصا مع الإرادة التي تحذو البلد في غزو الأسواق الإفريقية. كما أن مجمّع “جيتكس” يشارك في التظاهرات الاقتصادية الإقليمية في كل مرّة، موضحا أنه وفي كل مشاركة تجد منتجات “جيتكس” استحسانا كبيرا لدى الزبائن من مختلف الجنسيات في التظاهرات الدولية والإقليمية.
وبمحاذاة مساحة العرض التي خصصت لمجمّع “جيتكس”، نجد منتجات نسيجية هي الأخرى لشركة مدمجة لمهن النسيج تدعى “تايال” والتي تندرج في إطار الشراكة وفق القاعدة 51-49 بين الشركة التركية “انترتاي” (فرع من مجمع “تايبا”) والمؤسسات الجزائرية العمومية “سي.أند.أش” و«تيكسالغ” والشركة الوطنية للتبغ والكبريت والتي توجت بإنشاء الشركة المختلطة “تايال”.
وحول المعرض ومشاركة هذا المركب، قال المختص في التسويق المحلي بهذه الشركة مجاهد محمد الأمين، الشركة المتواجدة في ولاية غليزان وتوظف أزيد من أربعة آلاف عامل، تعتمد في إنتاجها على مادة القطن كمادة إنتاج أولية، تصدر بها منتجات ذات جودة عالية كالخيط والقماش والملابس الجاهزة.
وأضاف محدثنا، أن الشركة تحمل شهادة “إيزو” التي تسمح لـ«تايال” بإنتاج العديد من المنتجات وتصديرها نحو الخارج، ناهيك عن تحقيق الطلب على المستوى المحلّي. ويرى محدثنا، أن المعرض فرصة للتسويق والاستقطاب وهو ما تحاول الشركة استغلاله من أجل إثارة اهتمام الزبائن من مختلف الشرائح والفئات، بما فيها الشركات التي كانت تستورد الألبسة الخاصة بعمّالها من الخارج، واليوم ستجد أن شركة “تايال” بإمكانها توفير طلباتها محلّيا بجودة وسعر تنافسي ومزايا عديدة.
وذكر محمد الأمين، أن الزبائن اعترفوا أن الإنتاج المحلي لا يختلف عن المنتجات المستوردة وما ينقص اليوم هو الثقة التي يجب غرسها في ذهن الزبائن من مختلف الفئات والهيئات. وأشار المختص بالتسويق الداخلي بشركة “تايال”، إلى أن عنصر الوفرة يصب في صالح المؤسسات الوطنية لاستمالة الزبون وتقديم مزايا مهمّة للراغبين في تتبّع مراحل الإنتاج.
وأفاد مجاهد محمد الأمين، أن الصناعة المحلية تتميز بالجودة والكمال، فهي تخضع للرقابة بشكل دوري، كما أن الجودة تعتبر عاملا مهمّا للتنافس على مستوى الأسواق الدولية وهو ما سمح لشركة “تايال” بتصدير منتجاتها لدول الجوار كدولة تونس ومنافسة ما تقدمه شركات النسيج بهذا البلد الشقيق.
وأشار محمد الأمين، أن التصدير سيساهم في استقطاب مستثمرين في الألبسة والماركات العالمية والتي غالبا يتم استيرادها، داعيا هؤلاء الى التقرب من شركة “تايال” ووضع الثقة في منتجاتها، خصوصا وأنها تمتلك شهادة “إيزو” لإنتاج مختلف العلامات الراغب الزبون في صنعها.