أرسى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال فترة رئاسته للجزائر، إستراتيجية اتصالية منفتحة على الرأي الوطني والدولي، سمتها التفاعل بشكل مستمر مع مختلف متغيرات الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي القائم، سواء عن طريق الخطابات المباشرة أو اللقاءات الدورية مع وسائل الإعلام التي جعلها سنة حميدة.
لعل تأسيسه لخطاب سنوي موجه للأمة أمام غرفتي البرلمان مجتمعتين، المقرر في غضون أيام 2023، ما هو إلا امتدادا لسياسة الانفتاح وتعزيز التواصل الدائم بين الرئيس وشعبه، عن طريق قنوات رسمية مباشرة وواضحة، لمشاركتهم كل جديد يتعلق بالدولة والشعب، في مظهر اتصالي واستراتيجي سياسي غير مسبوق في الجزائر، يمكن المواطن من حقه في الحصول على المعلومة ووضع حد لشائعات حاولت بعض الأطراف المعادية نشرها، مستغلة الوسائط الرقمية، لإضعاف مسعى بناء الجزائر الجديدة وتهديد الاستقرار المجتمعي والوطني.
ومنذ تولي الرئيس تبون مهامه الدستورية، حرص على تعزيز التواصل بين السلطة والرأي العام باستخدام مختلف وسائل الاتصال، بما فيها المنصات الرقمية، لمواكبة تحولات المرحلة ومسعى البناء والتشييد الذي أصر أن يكون الرئيس “بذهنيات ومنهجية جديدة ليس فيها إقصاء أو تهميش أو أي نزعة انتقامية” تمحي سلوكيات العهد السابق.
وأسس رئيس الجمهورية في بداية عهدته، لقاءات دورية سواء مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، أو مع شخصيات وطنية، وأحزاب سياسية وجمعيات وطنية، مكرسا التشاور والديمقراطية في القضايا الوطنية والدولية التي تشغل بال المواطن، وكل ما يتعلق بالشأن الداخلي، في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي، وحتى القرارات المصيرية التي كان يتخذها بين الفينة والأخرى تجسيدا لالتزاماته.
وفي كل تلك اللقاءات والاجتماعات، كان الرئيس تبون، يبعث تارة برسائل أمل وطمأنينة عندما يتعلق الأمر بمستقبل البلاد، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والصحية التي مرت بها جميع دول العالم، وبلغة المكاشفة والمصارحة كان يكشف النقاب ـ في كل مرة ـ عن قرارات هامة، سواء تلك التي تدعم الجبهة الاجتماعية أو تلك التي تحافظ على استقرار الوطن، وتارة أخرى يبعث برسائل تعزز الشعور بالهوية والانتماء الوطني في المناسبات الوطنية أو الأحداث الرياضية التي حققت فيها الرياضة الجزائرية انتصارات هامة بفضل جهد أبنائها.
واختار الرئيس تبون في كل ذلك، مخاطبة المواطن بلغة العصر، من أجل مشاركة المواطن تفاصيل الحياة العامة إلى جانب اطلاعه بتوجهات السلطة تجاه الأحداث والقضايا الوطنية والدولية المستجدة، ويعد أول رئيس جزائري استعمل مختلف الوسائل الاتصالية مع شعبه لطرح أفكاره وتوجهاته في ساحة النقاش المفتوح الذي يعطي حرية التعبير لأهم أطراف العملية الاتصالية المرسل والمستقبل.
وليس بغريب عنه، اليوم، التأسيس لخطاب الأمة من الهيئة التشريعية، لتقديم تقييم حصيلة إنجازاته خلال عهدته الانتخابية أمام ممثلي الشعب وللتواصل الدائم مع شعبه ومسايرة تطلعاته وقضاياه ذات الصلة بالشأن الاجتماعي والسياسي والثقافي والتربوي والرياضي، وغيرها من القضايا دون إغفال تحديد الآفاق المستقبلة.