عرفت سنة 2023 انتعاش مشروع ازدواجية وتجديد وعصرنة وكهربة خط سكة الحديد المنجمية المخصصة لنقل الفوسفات بولاية تبسة ويشمل 4 ولايات شرقية وهي تبسة وسوق أهراس وسكيكدة وعنابة على مسافة 388 كلم.
في ولاية تبسة، تم تجديد نسبة تفوق 80 بالمائة من خط السكة الحديدية الرابط بين جبل العنق بتبسة ووادي الكبريت بحدود ولاية سوق أهراس.
أوضح والي تبسة، السعيد خليل، أن مشروع ازدواجية وتجديد وعصرنة وكهربة هذا الخط السككي المنجمي على مسافة 177 كلم يسير بوتيرة “حسنة” حيث وصلت نسبة تقدم الإشغال 83،6 بالمائة.
ويتم حاليا تدعيم الورشات الثلاثة لهذا المشروع المهيكل لاستكمال الأشغال المتبقية للسماح باستلام المشروع في غضون الثلاثي الأول من السنة المقبلة.
ويهدف هذا المشروع -فور دخوله حيز الاستغلال خلال سنة 2024- إلى فتح آفاق اقتصادية واعدة للتنمية بولاية تبسة، بحسب ما أشار إليه ذات المسؤول، مفيدا بأنه سيمكن من نقل نحو 10 ملايين طن سنويا من الفوسفات من منجمي جبل العنق وبلاد الحدبة (أقصى جنوب ولاية تبسة) لمعالجته بمختلف المركبات والمصانع بكل من ولايات تبسة وسوق أهراس وسكيكدة قبل تصديره إلى الأسواق الدولية عبر ميناء عنابة.
وأضاف السعيد خليل أنه تم تدعيم هذا الخط السككي بتشييد 12 محطة لنقل المسافرين وأخرى لنقل البضائع والمواد المنجمية.
وفي هذا السياق، تعرف ورشات المشروع عصرنة وازدواجية وتصحيح الخط المنجمي الشرقي في شطره الرابط بين بوشقوف (قالمة) وميناء عنابة على مسافة 54 كلم متابعة “حثيثة” من قبل السلطات المحلية قصد استلامه في أجاله المحددة بـ 30 شهرا بداء من أوت الماضي، تاريخ انطلاق هذا المشروع.
ويعد هذا المقطع السككي واحدا من بين الأربعة المكونة لمشروع عصرنة وازدواجية وتصحيح الخط المنجمي الشرقي الذي يمتد على مسافة إجمالية تقدر بـ388 كلم، حسب البطاقة التقنية للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، الجهة المشرفة على المشروع.
وبحسب البطاقة التقنية للمشروع، فإن المقطع الشمالي عنابة-بوشقوف الذي يتكفل بإنجازه تجمع شركات برئاسة المجمع العمومي كوسيدار للأشغال العمومية، يتضمن عدة منشآت فنية تتمثل في 3 جسور كبيرة بطول 320 مترا ونفقين بطول إجمالي يصل إلى 1850 مترا إضافة إلى 30 جسر.
ويسجل المشروع عمليات تتمثل في فتح المسار و نقاط الربط و العبور وتحويل مختلف الشبكات وفتح الرواق المخصص لمرور السكة الحديدية من حدود بلدية بوشقوف بقالمة إلى غاية حدود بلدية شيحاني ولاية الطارف وما يصاحبها من تقدم في عملية نزع الملكية من أجل المنفعة العامة و تعويض الملاك من المواطنين وأصحاب المستثمرات الفلاحية الواقعة بالمسار.
من جهتهم، ذكر ممثلو الشركات المكلفة بالإنجاز لوالي الولاية خلال زيارة ميدانية لهذه الأخيرة، بأنه سيتم قريبا الانتقال من العمل بنظام التناوب 10 على 2 إلى نظام ثلاثة فرق 3 على 8 وذلك من أجل رفع وتيرة الأشغال على مستوى المنشآت القاعدية للمشروع من أنفاق وجسور.
ويرتقب أن يتم قريبا انطلاق شطر المشروع المذكور بولايات سوق أهراس، عنابة وسكيكدة.
آفاق اجتماعية واقتصادية واعدة للمشروع
وسيمكن هذا المشروع بعد استلامه، فضلا عن نقل ما يزيد عن 10 ملايين طن سنويا من الفوسفات المستخرج من بلاد الحدبة وتحويله وتصديره، من فتح آفاق اقتصادية واعدة في المجال التنموي بولاية تبسة الحدودية، كما سيسمح بتدعيم خطوط نقل المسافرين والبضائع عبر القطار بعديد ولايات الشرق الجزائري.
وسيوفر المشروع بعد استلامه عائدات تصل إلى ملياري دولار سنويا ناجمة عن استخراج الفوسفات الخام من منجم بلاد الحدبة وتحويله ومعالجته وتصديره نحو الأسواق العالمية بشراكة جزائرية-صينية.
وسيسمح هذا الخط بتنمية المناطق الحدودية من خلال خلق أزيد من 14 ألف منصب عمل لفائدة سكان الولايات التي يعبرها ويمكن من توسيع وتنويع النشاطات الاقتصادية والتجارية على المستويين المحلي والوطني.