سنّة حميدة كرّستها وزارة الثقافة هذا العام، بتكريم الفنان سيد أحمد أقومي، من خلال إطلاق اسمه على الطبعة السادسة عشرة من مهرجان المسرح المحترف، والوقوف اعترافا لهذا النجم الكبير في حفل الافتتاح، وهو أهل لكل تكريم، فقد رافق – طوال مشواره الفني – أجيالا متعاقبة من الجزائريين، عرفته فنانا محترما، وقامة سامية في عالم النّجوم..
وإذا قلنا إن الوزارة كرّست «سنّة حميدة»، فذلك لأننا تعوّدنا – منذ وعَيْنا – على «الإنكار»، فلم يكن الفنان (ولا غير الفنان) يُذكر بكلمة خير، إلا إذا وافاه الأجل، وكأن الواجب يفرض على كل من يقدّم عصارة إبداعه وفنّه للوطن أن يعيش مغمورا، لا ينال اعترافا إلا إذا أسلم الروح إلى بارئه.. هنالك نذرف بعض الدّموع، و(ننوّه) و(نُشيد) ونعلي صروحا من الأمجاد لم نكن عنها من الغافلين، لكن «خليقة النكران» لها فروضها، حتى إنها ظلّت من الثوابت الراسخة في تعاملاتنا، ونالت من وردية حميطوش ويحيى بن مبروك وحاج عبد الرحمن ومصطفى كاتب، وامحند تازروت والربيع ميمون وأبو العيد دودو، وغير هؤلاء كثير ممّن خدموا الأمة وجعلوا مصلحتها العليا نبضا لقلوبهم.. وعلى هذا، نعتبر اعتراف وزارة الثقافة للفنان سيد أحمد أقومي، خطوة جبارة للخلاص من العقلية البائدة التي سادت حتى تحوّلت إلى مثل سائر يقول: (كان حيّ مشتاق تمرة.. مات علقولو عرجون)..
إن الفلسفة التي تتأسس عليها الجزائر الجديدة، كما وضع تصورها الرئيس تبون، تجعل الإنسان في أولوياتها، وتكرّس مكارم الأخلاق، وتستعيد للجزائريين فخرهم بالانتماء، واعتزازهم بالأصالة، وتقدم «خليقة الاعتراف» بديلا موضوعيا لـ(مصيبة النكران).. وهذه أسس صلبة لإقامة بنيان راسخ..