وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في ملف أولي قدمه إلى مقررين خاصين للأمم المتحدة، ومدعى عام المحكمة الجنائية الدولية، عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، داعيا إلى التحقيق الفوري فيها لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف الضحايا.
وذكر المرصد، في بيان، أنه قدم الملف الأولي إلى كل من موريس تيدبال بنز مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو تعسفا، وفرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ونافانيثيم بيلاي رئيسة لجنة التحقيق المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، وكريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية.
وحث المرصد الأورومتوسطي الجهات المذكورة على إعلان موقف من مجمل عمليات القتل الواسعة التي تنفذها قوات الاحتلال وتستهدف المدنيين الفلسطينيين، وبشكل خاص عمليات الإعدام والتصفية الجسدية في قطاع غزة.
وطالب بالإعلان عن تشكيل فريق قانوني دولي، والضغط لضمان وصوله إلى قطاع غزة وفتح تحقيق في هذه الوقائع وغيرها من عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين وتصفيتهم جسديا، كما حث على التحرك الجاد لدى المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصولا إلى فتح تحقيق جنائي بكل ما حدث من انتهاكات مروعة لتحقيق المساءلة والعدالة.
وشدد على أن الإعدامات والتصفيات التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني تنتهك المعايير الدولية، وتنتهك الحق في الحياة المنصوص عليه في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتنتهك أيضا المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص بأن الحق في الحياة هو حق ملازم لكل إنسان، وأن “على القانون أن يحمي” هذا الحق وأنه “لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعسفا”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في ختام بيانه، المقررين في الأمم المتحدة ومدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، إلى التحقيق في هذه الانتهاكات الموثقة وغيرها من جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة، وتقديم كل من أصدر الأوامر ونفذها إلى العدالة.
منظمة الصحة العالمية: شهادات “مروعة” عن قصف مخيم المغازي
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن فريقا من المنظمة زار مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة، بعد قصف للاحتلال الصهيوني استهدف مخيم المغازي، حيث استمع إلى شهادات “مروعة” عن القصف الذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وأضاف غيبريسوس، في منشور على منصة إكس: “زارت منظمة الصحة العالمية مستشفى الأقصى، حيث تم نقل عشرات الجرحى طوال الليل في أعقاب الغارات التي وقعت في وسط غزة، بما في ذلك المنطقة القريبة من مخيم المغازي”.
وأوضح: “استمع فريق منظمة الصحة العالمية إلى روايات مروعة نقلها العاملون في مجال الصحة وضحايا المعاناة الناجمة عن الانفجارات. وكان أحد الأطفال قد فقد عائلته بأكملها في الغارة على المخيم. وعانى ممرض في المستشفى من نفس الخسارة، حيث قتلت عائلته بأكملها”.
وتابع: “حاول الطاقم الصحي يائسا إنقاذ طفل (9 سنوات)، أصيب بجروح خطيرة في الرأس بعد إصابته بشظايا وحطام نتيجة انفجار أثناء عبوره الطريق”، مضيفا: “أخبرنا الأطباء أن إصاباته كانت خطيرة لدرجة أنه لن ينجو”.
وأشار إلى أن المستشفى يستقبل عددا أكبر بكثير من المرضى مقارنة بسعة الأسرة والطواقم الطبية، موضحا: “كثيرون لن ينجو بسبب الانتظار. نقوم حاليا بتشغيل خمس غرف عمليات في المستشفى ويتم دعم اثنتين أخريين، ولكن ذلك غير كاف”.
وأعرب عن شعور المنظمة بقلق بالغ إزاء الضغط الذي لا يطاق والذي يفرضه تصاعد عدوان الاحتلال الصهيوني على المستشفيات القليلة التي لا تزال مفتوحة في جميع أنحاء غزة، في ظل التدمير الذي طال معظم النظام الصحي في القطاع.
ونبه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن هذا القصف “يظهر بوضوح لماذا يجب وقف إطلاق النار على الفور”.
شهداء وجرحى ومفقودون في قصف لمدن خان يونس ورفح ودير البلح
واستشهد عدد من الفلسطينيين، فجر اليوم الثلاثاء، جراء قصف الاحتلال الصهيوني لمنازل في مدن خان يونس ورفح ودير البلح جنوب ووسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، باستشهاد عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين، إضافة لعدد من المفقودين جراء قصف الطيران الحربي الصهيوني منزلا جنوب مدينة خان يونس، كما استهدف طيران الاحتلال منزلا في الحي الهولندي غربي المدينة ومحيط مستشفى ناصر بخان يونس، وتواصل القصف المدفعي مستهدفا وسط المدينة.
كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا في مدينة رفح جنوب القطاع، واستهدف طيران الاحتلال منزلا في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح.
جاء ذلك بعد ساعات من استشهاد 5 مواطنين، وإصابة آخرين بجروح خطيرة جراء غارة صهيونية استهدفت منزلا في حي الأمل بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما استهدفت غارات أخرى مخيم البريج ومنطقة جحر الديك ومخيم النصيرات، وسط القطاع، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة عدد من المواطنين.
حملة اقتحامات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية
ونفذت قوات الاحتلال الصهيوني حملة واسعة من الاقتحامات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، اندلعت على إثرها مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح، فضلا عن اعتقال آخرين.
وأفادت مصادر محلية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، بأن شابين فلسطينيين أصيبا برصاص الاحتلال، الليلة، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة عتيل شمالي طولكرم، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير الغصون شمالي طولكرم كذلك، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه المواطنين.
واقتحمت قوات الاحتلال، مدينة طولكرم وحاصرت مخيم نور شمس شرقي المدينة، حيث قال شهود عيان إن قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة من محورها الغربي، ترافقها جرافات، بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء طولكرم ومخيماتها على ارتفاع منخفض.
وأضافوا أن قوات الاحتلال حاصرت مخيم نور شمس من كافة الجهات، فيما انتشر عشرات الجنود في ضاحية ذنابة شرقي المدينة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة، وسط إطلاق قوات الاحتلال الأعيرة النارية بكثافة، فيما سمعت أصوات انفجارات.
في السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قريتي كفيرت وطورة بمحافظة جنين وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ونشرت قناصتها في محيطهما، كما شنت حملة تفتيش واسعة، دون الإشارة إلى وقوع إصابات أو الإبلاغ عن اعتقالات.
وفي نابلس، أصيب شاب فلسطيني بجروح جراء اعتداء عدد من المستوطنين على مركبات المواطنين بالقرب من مفترق الطنيب، حيث تم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة زيتا وضاحية شويكة شمالي طولكرم ونشرت دورياتها الراجلة في البلدة، وسط إطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع باتجاه المواطنين، فيما اندلعت مواجهات بين عدد من الشباب الفلسطينيين وقوات الاحتلال في ضاحية شويكة، وسط إطلاق للأعيرة النارية.
من ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال 17 عاملا وتاجرا أثناء مرورهم على حاجز عسكري جنوب محافظة جنين، حيث قامت باستجوابهم وتحويلهم إلى معسكر حوارة جنوبي نابلس.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني في بلدة بيرزيت شمالي رام الله، حيث لاحق جنود الاحتلال مركبة فلسطينية من حاجز عطارة العسكري إلى البلدة، ما أدى إلى اندلاع المواجهات، دون الإشارة إلى وقوع إصابات أو اعتقالات.
وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين، وزادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الصهيوني غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
حكومة ليبيا تؤكد موقف بلاده الثابت لدعم القضية الفلسطينية
وجدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة تأكيده على موقف بلاده الثابت لدعم القضية الفلسطينية، والرافض لعدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم نبيل أبو ردينة وزير الإعلام الفلسطيني الذي يزور ليبيا حاليا.
وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية في فلسطين، وآلية تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.