جاءت البشرى من «أفضل منشور علمي بالجزائر»، وهي مسابقة نظمها عملاق الطاقة سوناطراك، واستحوذت على اهتمام قرابة ستمائة باحث، وصلوا الليل بالنهار من أجل تقديم أعمال محكّمة، تكون إضافات لها أهميتها بالصرح العلمي الوطني..
ولا شكّ أن الواجب يقتضي تهنئة الفائزين الذين قدموا عصارات خبراتهم في مجالات الأمن الطاقوي والغذائي والصّحي، تماما مثلما يقتضي تهنئة «سوناطراك» بستينية تأسيسها، وحرصها على تجسيد رسالتها السامية بصفتها مؤسسة مواطنة، لم تتخل أبدا عن مسؤوليتها الاجتماعية، وإسهامها الفاعل في دعم الجهد التنموي بمناطق الظل، ومنجزات أخرى لها أثرها الطيب على الواقع المعيش. غير أن «البشرى» التي جاءت بها المسابقة، تتجاوز كل الفتوح الكبرى التي ذكرنا، وتمتد إلى عمق الوعي بأهمية «المعرفة» في البناء الاقتصادي، وهذا واحد من الأسس المتينة في بنية الجزائر الجديدة.
ولا نغالي إذا قلنا إن أهمّ ما حققته «مسابقة سوناطراك»، هو تكريس «التحالف» بين الجهد النظري والواقع التطبيقي، ما يعني أنّها فسحت للجامعة كي تستعيد ديناميتها في الحياة العامة، لتكون «إطارا للتعليم والتنمية والإبداع»، تماما مثلما تصوّرها الرئيس تبون قبل أربع سنوات، ضمن الالتزام الواحد والأربعين، وهو ما أينعت ثمراته عبر جامعات الوطن، فلم تعد الأطروحات تناقش كي تُركن على الرّفوف في المكتبات، وتبقى نهبا للغبار، وعنوانا عن ضياع الجهود المنيرة، وإنما تُناقش من أجل أن تكون في خدمة البناء الاقتصادي والمسار التنموي، وتضيف الجديد المبتكر إلى المشاريع على اختلاف حقولها..
وما زالت سوناطراك تسبق إلى كلّ فضل، ورهانها على الصرح العلمي الوطني، يعضد رسالتها الوطنية، ويبقيها مفخرة جزائرية بامتياز..