كشف علماء من المعهد الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابة والثلوج عن جفاف هوائي غير مسبوق منذ 400 عام في أوروبا، يرتبط أساسا بانبعاثات الغازات الدفيئة.
أبرزت دراسة نشرت في مجلة “نيتشر جيوسينس” بمشاركة فريق دولي مكون من 67 عالما، أنه منذ بداية القرن الحادي والعشرين، أصبح الهواء في مناطق واسعة من أوروبا أكثر جفافا مما كان عليه في الفترات السابقة وأن هذا الاتجاه مستمر.
وقدمت كيرستين تريديت، المؤلفة الرئيسية للدراسة، تحليلا لنقص ضغط البخار (VPD)، وهوعامل يستخدم لقياس جفاف الهواء. ويسحب الهواء الجاف المزيد من المياه من التربة والنباتات، مما يقلل من نموالغطاء النباتي ويمكن أن يؤدي حتى إلى موت الأشجار، كما يزيد خطر حرائق الغابات.
وباستخدام عمليات المحاكاة، تحقق المؤلفون من النتائج التي تم الحصول عليها من بيانات حلقات الأشجار، من حيث الارتفاع الاستثنائي لمستويات نقص ضغط البخار في القرن الحادي والعشرين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. وثبت أنه لم يكن من الممكن الوصول إلى المستويات الحالية بدون انبعاثات غازات الدفيئة، وبالتالي فإن التأثير البشري واضح.
وتكشف الدراسة أيضا عن اختلافات إقليمية. ففي شمال أوروبا، زاد جفاف الهواء بشكل أقل مقارنة بعصور ما قبل الصناعة، لأن الهواء هناك أكثر برودة ويمتص كمية أقل من الماء. وفي سهول أوروبا الوسطى
وجبال الألب والبيرينيه، تكون الزيادة في هذا الجفاف قوية بشكل خاص، حيث بلغت القيم القصوى في سنوات الجفاف 2003 و2015 و2018.