يُشكل استخدام الخوارزميات بمنصات التواصل الاجتماعي، اهتماما متزايدا من قبل باحثين ومختصين ومهنيي الإعلام في الوطن العربي، بالنظر إلى ما أخذه الموضوع من أبعاد وخلفيات واستخدامات “خبيثة”، لها علاقة بتقييد وصول المحتوى إلى المستخدمين، و”غض البصر” عن حقائق وطمسها..
ارتفعت أصوات عربية كثيرة بمنصات التواصل الاجتماعي، منذ بداية الحرب على غزة، مطالبة بحملة مقاطعة ضد شركات، مثل “ميتا” المالكة لـ “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”، اعتراضا على سياستها تجاه المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية.
وتعرضت حسابات بمنصات التواصل الاجتماعي، منها حسابات مؤسسات إعلامية، إلى تقييد للمحتوى وحجبه، وبلغ الأمر حد الغلق.
ويرى متابعون أن منصات مثل “فايسبوك” و”انستغرام” مارست تعتيما حقيقا، من خلال “خنق” وصول المحتوى إلى المستخدمين، بينما تعرض مستخدمون إلى عقوبات مثل المنع من التفاعل، النشر، التعليق والمشاركة.
فرض “حصار” على محتوى يوثق حقائق وينقل معاناة الشعب الفلسطيني، من قبل شركات مالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، لا يختلف حسب مختصين، عن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة وما يرتكبه من جرائم.
ويظهر “الكيل بمكيالين”، جليا، في سياسة هذه المنصات التي تحاول بطرق شتى التضييق على وصول المحتوى المساند للقضية الفلسطينية.
بالمقابل، تُسقط حيل و”خبث” الخوارزميات أمام “طريق” وصول المحتوى الصادر عن جهات تدعم الاحتلال الصهيوني.
وفي تعاطي الشركات المالكة لمنصات الشبكات الاجتماعية مع الحرب على غزة، يُطلق أكاديميون على ذلك تسمية الخلل الخوارزمي، بينما يفضل استخدام مفهوم “العنف الخوارزمي” أو “الاضطهاد الخوارزمي”.
وتعمل هذه المعادلات الرياضية (الخوارزميات)، على تحديد ما يظهر للمستخدمين بمنصات التواصل الاجتماعي، حسب مجالات اهتماماتهم ورغباتهم، غير أنها توظف في مهام أخرى “خبيثة”، مثلما يحدث حاليا في فلسطين..
للخوض في الموضوع بتفاصيل أكثر، نتناول ورقة بحثية من إعداد الباحثتين بداني أمينة نزيهة من جامعة غليزان، وبن عمار سعيدة خيرة من جامعة مستغانم، تناولتا فيها جوانب تخص الموضوع تحت عنوان “الاضطهاد الخوارزمي.. حرب ثانية على غزة”.
تتناول الورقة البحثية التي قدمت في ندوة علمية بعنوان ” طوفان الأقصى والمعركة الإعلامية، الاتجاهات والتأثير”، بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة غليزان، جوانب كثيرة تخص ما يعرف بـ “الاضطهادي الخوارزمي”، وفيما يلي أبرز ما ركزت عليه الباحثتان:
الخوارزمية Algorithme
استخدم مصطلح الاضطهاد الخوارزمي، من قبل صفية نوبل، وهي أستاذة في جامعة كاليفورنيا بأمريكا، مهتمة بدراسات العرق والجنس والتكنولوجيا، تحدثت في كتابها “اضطهاد الخوارزميات” عن الممارسات القمعية لمواقع التواصل الاجتماعي، ضد مستخدمين من مجتمعات معينة تكون في الغالب قد عانت الاضطهاد السياسي والاقتصادي.
وتشير نوبل إلى أن هذه الممارسات أو ما يسمى بالاضطهاد الالكتروني ليس عرَضيًّا، بل هو قمع ممنهج ومدروس، وهو ما يمكن إسقاطه على الحالة الفلسطينية.
وقمعت منصات، ولأول مرة، “بشكل جماعي” أصوات فئة مضطهدة، وهي الفلسطينيين، وبينما تقتل القنابل الإسرائيلية الأطفال، فإن إنستغرام متواطئ في استخدام تقنيات الرقابة التي تمنع الناس من إدانة الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتواطأ “فيسبوك” في إسكات أصوات الفلسطينيين وجعلهم غير مرئيين، والسبب في ذلك هو أن العنف الجسدي والرمزي يسيران جنبًا إلى جنب، وينتج عن الاثنين نوع جديد مرعب من العنف.
ويُعرف عن الخوارزميات في الإعلام الآلي، أن لديها حالات استخدام حصري لها. وتقدم الورقة البحثية مثالا عن ذلك: ” في مجال التكنولوجيا والحوسبة، عندما يقوم المطور بإنشاء برنامج، فهو في الواقع يقوم بإنشاء مجموعة من الخوارزميات. في الواقع، برنامج الكمبيوتر عبارة عن مجموعة من الأوامر المعطاة للآلة، مكتوبة بلغة معينة، من أجل تنفيذ سلسلة من العمليات المحددة للحصول على نتيجة.
ويستخدم المبرمج ما يعرف بلغة برمجة تعمل كجسر بين اللّغة البشرية واللّغة التي يمكن للآلة فهمها، بهدف إنشاء سلسلة من التعليمات التي يمكن للكمبيوتر فهمها.
الخوارزميات هي برمجيات صُمِّمت لتحقيق مهام معينة، والبرنامج (الخوارزمية) كما هو معروف تتم كتابته بإحدى لغات الحاسب كمجموعة من التعليمات أو الخطوات المتتابعة، والتي تتضمن مجموعة من الاحتمالات بغرض الوصول لهدف محدد، أي “الوظيفة” التي من أجلها تم تصميم هذه الخوارزمية/البرنامج.
وتشمل الخوارزميات تنفيذ كافة المهام الحسابية والمنطقية البسيطة والمعقدة، التي يمكن للحاسب القيام بها من توفير آلية الجمع والطرح إلى “فلترة” الكلمات التي يُدْخلُها المستخدمون في محركات البحث وربطها بنوعيات محددة من المحتوى.
وكأي برنامج يقوم بوظيفة محددة، تخضع الخوارزميات لعمليات تحديث مستمرة من جانب المطوِّرين لتحسين آلية عملها في تحقيق الأهداف المطلوبة.
ومثال عن عمل الخوارزميات، ما تفعله نتفليكس NETFLIX من استخدامها لخوارزمية الفوضى البراغماتية Pragmatic Chaos، ومهمتها تحليل ما يدور في عقل المشاهد من خلال رسم خارطة لاختياراته لمعرفة احتمالات المحتوى الذي قد يودُ مشاهدته في المستقبل.
وتحدِّد هذه الخوارزمية ما يقرب من 60% من سوق الأفلام التي يتم استئجارها.
وتذهب بعض المؤسسات مثل: ايباجوجس Epagogix لما هو أبعد من ذلك، حيث تقوم بإدخال نصوص الأفلام قبل تحديد ميزانيات إنتاجها إلى خوارزميات يمكنها التكهن بنسب النجاح الممكنة لهذه الأفلام ومن ثم اتخاذ القرار الخاص بتحديد قيمة الميزانية الإنتاجية.
ولا يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي العمل دون خوارزميات، اذ تستخدمها كأدوات لتنظيم المحتوى المتداول عبر هذه المنصات.
ولتبسيط الصورة أكثر، قدمت الباحثتان، أنواع خوارزميات في الرياضيات والإعلام الآلي، وهي خوارزميات تتضمن سلسلة من التعليمات التي يمكن تجميعها أو ربطها معًا بطرق مختلفة: نذكر منها:
حلقة Boucle:
في بعض الأحيان يكون من الضروري تنفيذ نفس الأوامر لعدد متغير من المرات، اعتمادًا على مدخلات الخوارزمية.
بالنسبة لهذه الفئة، يتم تنفيذ العملية بشكل متكرر مع احترام شروط محددة، إنه يترجم إلى مشاكل في شكل “نعم” و”لا”.
ومع ذلك، يجب عليك التأكد من نجاح العملية بعد تنفيذ عدد الحلقات المطلوبة بحسب الشرط، يُسمى هذا النوع من الخوارزمية أيضًا “نوع التكرار”.
نظام “PageRank” الخاص بغوغل
هي مجموعة من الخوارزميات التي تستخدمها Google لتحديد أهمية المستندات المفهرسة بواسطة محرك بحث الويب الخاص بها، عندما يقوم مستخدم الإنترنت بإجراء بحث على جوجل، فهو أحد العناصر التي تحدد الترتيب الذي يتم به عرض النتائج. PageRank هي بلا شك الخوارزمية الأكثر استخدامًا في العالم.
الجدول الزمني للفيسبوك Timeline de Facebook
يتم اختيار المحتوى الذي يعرضه فيسبوك على موجز أخبار Fil d’actualité المستخدمين من خلال مجموعة من الخوارزميات.
تحدد هذه الخوارزميات المحتوى الذي سيتم عرضه بناءً على معلمات مختلفة. على سبيل المثال، أذواق المستخدم الشخصية وردود أفعاله على المحتوى المنشور مسبقًا وغير ذلك الكثير.
خوارزميات التداول عالية التردد algorithmes de négociation à haute fréquence
يتم استخدامها من قبل أكبر المؤسسات المالية في العالم لتمكينها من وضع أوامر السوق.
يعتمدون في ذلك على الربح الذي يأملون تحقيقه وظروف السوق في أي وقت.
تتمتع هذه الخوارزميات الآن بتأثير أكبر على الاقتصاد العالمي من المتداولين، إضافة إلى ذلك، فهم مسؤولون عن حركة مليارات الدولارات يوميًا.
خوارزمية Round Robin
تستخدم هذه الخوارزمية على نطاق واسع في مجال الحوسبة، وتسمح لأجهزة الكمبيوتر بتحديد المهام التي يجب عليها تنفيذها أولاً.
بشكل عام، تحدد هذه الخوارزمية الوقت الذي سيخصصه المعالج لكل مهمة حالية.
وتتعلق الوظائف الأساسية للخوارزميات بترتيب البيانات وفق نسق معين، وتشمل: الترتيب بالإدراج، الترتيب النوعي، الترتيب بالفرز، الترتيب بالدمج، الترتيب السريع، البحث الثنائي، البحث الأولي الموسع، البحث الأولي المعمق، وخوارزمية لي أو أقصر الطرق للخروج من المتاهة، وخوارزمية ملء الفيضان .
وخوارزمية الاجتياز الشجري المباشر والسابق واللاّحق والترتيب بالتكويم، إلى جانب خوارزميات أخرى متعلقة بهيكلة البيانات مثل: تنفيذ قائمة مرتبطة، والإدراج في شجرة البحث الثنائية، والإلغاء من شجرة البحث الثنائية، وتنفيذ الشكل البياني وتقليل الكومة وتعظيمها.
ويمكن تفصيل المعاني المرتبطة ببعض أهم وظائف الخوارزميات في المحور الآتي:
وظيفة ترتيب نتائج البحث وفقًا لكلمات دالَّة معينة: تسمح هذه الخوارزمية بالتعامل مع كميات وفيرة من البيانات التي تتيحها محركات البحث وقواعد البيانات (Meta Data) بشكل انتقائي بحيث تستبقي فقط النتائج المرتبطة مباشرة بالكلمة التي يبحث عنها المستخدم.
نمذجة شخصيات المستخدمين: تعني النمذجة ببساطة تصنيف شخصيات المستخدمين وفقًا لنماذج نفسية معينة، وتسترشد الخوارزميات بسلوك المستخدمين التفاعلي عبر شبكات التواصل الاجتماعي للقيام بعملية التصنيف.
ويشمل هذا السلوك نقرات الإعجاب والمشاركة والتعليق، والتدوين إلى جانب أنماط التسوق الإلكتروني والمدة الزمنية التي تُستَغرق يوميا في عمليات التصفح والتفاعل الشبكي.
خوارزميات الإرهاب: إن الهدف الأساسي لهذه الخوارزميات هو تتبع أنشطة الشخصيات أو المجموعات ذات الميول الإرهابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الصفحات المشبوهة والمنشورات التي تستهدف حشد الأنصار أو تجنيد المقاتلين ورصد وتحليل العلاقات بين الخلايا النشطة والخاملة ومن ثم التنبؤ بأية عمليات إرهابية محتملة.
وظيفة السيطرة والتوجيه: واجهت مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات قوية باستخدام خوارزميات تؤدي لفرض وصاية توجيهية على المستخدمين بغرض التأثير على قراراتهم وبخاصة تلك المتعلقة بالشأن السياسي.
وظيفة المراقبة: تعني أن خوارزميات الإنترنت المنتشرة في منصات التواصل الاجتماعي وعدد كبير من محركات البحث تراقب سلوكنا وتعرف عنَّا ربما أكثر مما نعرفه عن أنفسنا، وهي بذلك تؤسس بنية تحتية لمجتمع استبدادي يخضع جميع أفراده للتتبع والمراقبة.
وظيفة التنبؤ والتوقع: تعني هذه الوظيفة أن الخوارزميات تستهدف تكوين إستراتيجية سلوكية لكل مستخدم يمكن من خلالها التنبؤ بالمحتوى الذي له القدرة على جذب الانتباه.
واستدلت الدراسة بمقال نشر بمجلة Nature حول تأثير “فيسبوك” على تغيير سلوك المستخدمين، وهو تأثير أسهم بالفعل في إضافة 340 ألف ناخب إلى قائمة المصوتين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2010 من خلال نشر ومشاركة وسم ” أنا انتخبتI Voted “.
وفي سياق التعرف على مدى تأثير خوارزميات “فيسبوك” على بيانات المستخدمين الشخصية، أجرى مركز بيو للأبحاث مسحاً، نُشر في جانفي 2019، توصل من خلاله لعدد من النتائج كان من أهمها:
يستخدم “فيسبوك” خوارزميات تصنف المستخدمين طبقًا لما يسمى “الانتماء متعدد الثقافات”، ووضعهم في قوائم تبعا لميولهم العرقية والقومية المحتملة بدلاً من انتماءاتهم الفعلية.
الإشكاليات الأخلاقية للخوارزميات
وفي دراسة موسعة قام بها فريق من الباحثين لتوضيح معالم الجدل الدائر حول الإشكاليات الأخلاقية للخوارزميات، تم تحديد ستة محاور تمثل جبهات الاختراق الأخلاقي في عملها، وتشمل:
- إمكانية التتبع (Traceability)
- التأثيرات التحويلية (Transformational Affects)
- والمخرجات غير العادلة Unfair Outcomes
- والأدلة المضللة Misguided Evidence
- الأدلة المبهمة Inscrutable évidence
- الأدلة غير المقنعة
مواقع التواصل الاجتماعي
تطرقت الباحثتان إلى الآثار الأخلاقية لخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بعيدة المدى ومعقدة، نظرًا للتطور المتزايد للخوارزميات، واستعمالها في تشكيل تجارب المستخدمين عبر الإنترنت بطرق يمكن أن يكون لها آثار عميقة على حياتنا.
ويمكن استخدام الخوارزميات لتحديد المحتوى الذي يراه المستخدم، حيث يمكن أن يكون لها تأثيرا كبيرا على قدرة المستخدم في الوصول إلى المعلومات وتكوين الآراء.
على سبيل المثال، يمكن استخدام الخوارزميات لتصفية أنواع معينة من المحتوى، مثل القصص الإخبارية أو الآراء السياسية، والتي يمكن أن تحُّدَ من قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة.
ويمكن أيضًا استخدام الخوارزميات لاستهداف المستخدمين بأنواع معينة من المحتوى.
ويؤدي هذا إلى موقف يتعرض فيه المستخدمون لمجموعة ضيقة من الأفكار والآراء، ما قد يحد من قدرتهم على التفكير النقدي وتكوين آرائهم الخاصة.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام الخوارزميات للتلاعب بسلوك المستخدم.
مثال: تشجيع المستخدمين على قضاء المزيد من الوقت على نظام أساسي معين أو شراء منتجات معينة (يمكن أن يؤدي هذا إلى موقف يتم فيه التلاعب بالمستخدمين لاتخاذ قرارات ليست في مصلحتهم الفضلى.)
ومن بين الاستخدامات الشهيرة للخوارزميات جمع بيانات المستخدم وتحليلها، وتوظيف هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف مفصلة للمستخدمين، في مجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك الإعلان المستهدف والتلاعب السياسي.
بشكل عام، أصبح استخدام خوارزميات الوسائط الاجتماعية منتشرًا بشكل متزايد في مجتمعنا، وله آثار إيجابية وسلبية.
من ناحية أخرى، يمكن استخدام الخوارزميات لتخصيص المحتوى وتخصيصه للمستخدم الفردي، ما يسهل عليهم العثور على ما يبحثون عنه. (يمكن أن يكون هذا مفيدًا للشركات، لأنه يسمح لهم بتوجيه جهودهم التسويقية بشكل أكثر فعالية.)
إضافة إلى ذلك، قد تساعد الخوارزميات في تقليل كمية المحتوى غير المرغوب فيه والمحتوى غير ذي الصلة الذي يتعرض له المستخدمون، ما يجعل تجربتهم أكثر إمتاعًا.
- غرف الصدى..
من جانب آخر، للخوارزميات تأثيرات سلبية على المجتمع، منها:
– انتشار معلومات مضللة وخاطئة.
– إنشاء غرف صدى، حيث يتعرض المستخدمون فقط لمحتوى يعزز معتقداتهم وآرائهم الحالية. (عدم التعرض لوجهات نظر وأفكار مختلفة)
بشكل عام، يمكن أن يكون لاستخدام خوارزميات الوسائط الاجتماعية آثار إيجابية وسلبية على المجتمع.
في حين يمكن أن تكون مفيدة من حيث تخصيص المحتوى وتقليل البريد العشوائي، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى انتشار المعلومات الخاطئة وإنشاء غرف صدى.
من المهم للمستخدمين، حسب الوثيقة، أن يكونوا على دراية بالآثار المحتملة للخوارزميات، وأن يتخذوا خطوات لضمان عدم تعرضهم لمعلومات غير دقيقة أو متحيزة..
وصممت خوارزميات منصات الوسائط الاجتماعية لزيادة مشاركة المستخدم، عن طريق تنظيم المحتوى المصمم، وفقًا لاهتمامات وتفضيلات كل مستخدم على حدى.
هذا يعني أنه يتم تقديم محتوى من المرجح أن يثير اهتمام المستخدمين، ويزيد احتمال تفاعلهم معه.
وتفسر الورقة البحثية ذلك، على أنه يتم تقديم نطاق ضيق من المحتوى للمستخدمين، ما قد يؤدي إلى رؤية مشوهة للعالم. تكوين آراء المستخدمين واتخاذ قرارات بناءً على معلومات محدودة، مما قد يكون خطيرًا.
مثال: إذا تعرض المستخدم إلى جانب واحد فقط من الحجة، فيمكنه تكوين رأي دون مراعاة الجانب الآخر.”
علاوة على ذلك، يمكن استخدام الخوارزميات للتلاعب بالمستخدمين لاتخاذ إجراءات معينة.
مثال: يمكن استخدام الخوارزميات لاستهداف المستخدمين بإعلانات مصممة للتأثير في قراراتهم، بهدف دفع المستخدمين إلى اتخاذ قرارات ليست في مصلحتهم الفضلى، أو تستند إلى معلومات خاطئة.
بعدما تعرفنا، في هذا الجزاء، على جوانب تخص مفاهيم حول الخوارزميات، أنوعها واستخداماتها ومخاطر توظيفها، نواصل في الجزء الثاني للحديث عن:
- مظاهر الاضطهاد الخوارزمي -فلسطين نموذجا-على مواقع الشبكات الاجتماعية
- المقاومة الرقمية / الاضطهاد الخوارزمي: