خاض المنتخب الوطني لكرة القدم 10 مباريات كاملة خلال سنة 2023، لم يتذوق خلالها طعم الهزيمة ولو لمرة واحدة، محققا 7 انتصارات و3 تعادلات، جعلت “الخضر” يعانقون رابع سنة دون هزيمة منذ تولي جمال بلماضي، مسؤولية العارضة الفنية لـ “الخضر” قبل خمس سنوات ونصف من الآن.
تمكّن المنتخب الوطني لكرة القدم هذه السنة من العودة الى الواجهة بامتياز ، بعد التعثر خلال سنة 2022، التي عرفت مغادرة “الخضر” لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون من الدور الأول، وإقصائهم مبكرا بعد تسجيلهم تعادل أمام منتخب السيراليون، وهزيمتين أمام منتخبي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، في إحدى أسوأ مشاركات الفريق الوطني بتاريخه في “الكان”، بالإضافة إلى عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم ( قطر 2022)، في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال أمام منتخب الكاميرون، وكذا انهاء السنة بهزيمة في مالمو أمام المنتخب السويدي.
بصم رفقاء القائد رياض محرز على رابع سنة دون هزيمة، منذ تعيين جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية لـ “الخضر”، محققين سنة مثالية جديدة بتسجيل 7 انتصارات كاملة و3 تعادلات، ضمنوا خلالها تأشيرة العبور إلى نهائيات أمم أفريقيا 2024 المقرر إقامتها مطلع شهر جانفي الداخل، في صدارة المجموعة السادسة برصيد 16 نقطة من 5 انتصارات وتعادل وحيد في الجولة الأخيرة أمام منتخب تنزانيا بملعب 19 ماي 1956 بعنابة.
حقّق أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي نتائج جيدة خلال سنة 2023 التي حملت اسم سنة إعادة البناء والتجديد في صفوف “الخضر” بامتياز، بعد التحاق 11 لاعبا بصفوف الفريق الوطني، يتعلق الأمر بكل من (شعايبي، عوار، غويري، قيتون، آيت نوري، لعروسي، بوعناني، عبدلي، حجام، بلعيد، بلومي)، بهدف تعزيز بعض المراكز التي كانت تعرف نقصا على غرار منصب الظهير الأيسر، الذي شكّل صداعا للجهاز الفني خلال سنة 2022، ولإعطاء نفس جديد بتعزيز صفوف المنتخب بلاعبين شباب لا يتعدى سنهم 23 عاما.
فاز رفقاء حامي عرين الفريق الوطني الجديد أونتوني ماندريا حارس كون الفرنسي بسبعة مواجهات كاملة، أمام منتخبات النيجر في مناسبتين وأوغندا لحساب تصفيات أمم أفريقيا بكوت ديفوار، كما حقّقوا فوزا عريضا على منتخب جزر الرأس الأخضر بنتيجة (5 – 1) وديا، وأطاحوا ببطل أفريقيا منتخب السنغال في عقر داره بهدف دون رد في مواجهة ودية أخرى، فيما حقّقوا انتصارين خلال الجولتين الأولى والثانية لتصفيات كأس العالم 2026، أمام منتخبي الصومال والموزمبيق.
”الخضر” يعودون بأربعة انتصارات من خارج الدّيار
عاد صمّام أمان المنتخب الوطني عيسى ماندي ورفاقه من أدغال أفريقيا بأربعة انتصارات كاملة من خارج الديار، أهمها الإطاحة برفقاء ساديو ماني في عقر دارهم وأمام جمهورهم، بالملعب الجديد عبدو اللاي وايد بالعاصمة السنغالية داكار بهدف دون رد، وهي المباراة المعيارية لـ “الخضر” خلال سنة 2023، حيث قدموا فيها مستوى كبيرا دفاعيا وهجوميا، ووقفوا الند للند أمام المصنف في المركز العشرين بترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
واجه “الخضر” خلال سنة 2023 ثلاثة منتخبات، بترتيب خمسة أفضل منتخبات أفريقية للاتحاد الدولي للعبة، حيث استقبلت شهر جوان المنصرم المنتخب التونسي بملعب 19 ماي 1956 بعنابة، أين فرض على “الخضر” التعادل بهدف لمثله، قبل أن يطيحوا ببطل أفريقيا منتخب السنغال شهر سبتمبر بعقر داره بهدف دون رد، ليفرضوا بعدها التعادل أمام المنتخب المصري في شهر أكتوبر بهدف في كل شبكة، في مواجهة ودية تحضيرية لـ “الكان” احتضنها ملعب هزاع بن زايد بمدينة العين بالإمارات العربية المتحدة.
عرفت سنة 2023 عودة وسط الميدان المخضرم سفيان فغولي بعد غياب دام 18 شهرا كاملا، أين تيقّن مهندس التتويج القاري لسنة 2019، بأن مأمورية إيجاد خليفة للاعب السابق لفالنسيا تبقى صعبة، بعدما جرّب في منصبه 9 لاعبين كاملين لم يوفّق أحد في تثبيت نفسه بمنصب “فغولي”، الذي يوكل له بلماضي مهمة شل هجمات المنافس في الوسط، وتحويل الكرة بسرعة ناحية الهجوم والمشاركة في كل الهجمات، زائد مطالبته بأخذ مسؤولياته أمام المرمى والتسجيل، وهو الأمر الذي تفنن في القيام به في 16 مناسبة، أين سجل 9 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة منذ توليبلماضيمسؤولية الاشراف على العارضة الفنية لـ “الخضر”.
بلماضي يمنح الفرصة لـ 35 لاعبا
أقحم نجم مرسيليا الأسبق 35 لاعبا كاملا بحثا منه عن استراتيجية التشبيب في بعض المناصب، وإعطاء أكثر قوة للمنتخب الوطني لإعادة بناء فريق تنافسي، قادر على إعادة هيبة الفريق الوطني خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024، المقرر انطلاقها بتاريخ 13 جانفي الداخل، وكذا لخلافة بعض العناصر التي تقدمت في السن على غرار (أوكيجدة، قديورة، بن العمري، ديلور)، ولخلق التنافس في بعض المناصب التي تعرف غياب لاعبين يمكنهم التميّز ضمن المنتخب الوطني.
استدعى المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني أربعة لاعبين لم يعتمد عليهم ولو لدقيقة واحدة، يتعلق الأمر بكل من بحارس ميتز الفرنسي أليكسندر أوكيجدة الذي اعتزل اللعب دوليا، وحارس اتحاد العاصمة أسامة بن بوط، وكذا الجناح الأيمن لفريق فارانسي البرتغالي محمد البشير بلومي، ومتوسط ميدان فريق أم صلال القطري فيكتور لكحل.
فضّل بلماضي الدفع بحارس كون الفرنسي أونتون ماندريا أساسيا، ليكسب وقت لعب ويتعود على المباريات في المنافسات القارية، بعدما قدم مباريات كبيرة سنة 2023، خصوصا أمام منتخبي السنغال ومصر، فيما أخرج لكحل من مخططاته، بينما بشير بلومي استدعاه لصفوف “الخضر” في شكل مكافأته، بعدما برز في موسمه الأول بالدرجة الأولى البرتغالية، وتمكن من فرض نفسه لاعبا أساسيا، وذلك من أجل حثه على بذل المزيد وتحضير نفسه للاندماج مع المجموعة، مباشرة بعد نهائيات “كان” كوت ديفوار المقبلة.
ثاني أكثر مدرّب يشرف على “الخضر”
حطّم المدرب الوطني جمال بلماضي رقما جديدا خلال سنة 2023، حين تمكّن من معادلة رقم أسطورة كرة القدم الجزائرية، الناخب الوطني الأسبق ولاعب فريق جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي، الذي يحتل وصافة ترتيب أكثر المدربين قيادة للعارضة الفنية في تاريخ المنتخب الوطني، بإشرافه على تدريب “الخضر” بـ 59 مواجهة كاملة، وهو الرقم الذي عادله بلماضي سنة 2023 بعد إضافة 10 مباريات.
تفصل بلماضي عن تحطيم الرقم القياسي لأكثر مدرب قيادة للعارضة الفنية للمنتخب الوطني 14 مواجهة، حيث ينفرد بالصدارة المدرب رابح سعدان، الذي أشرف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلال خمسة مناسبات، الأولى كانت سنة 1982 والأخيرة كانت سنة 2010.
عزّز بلماضي صدارته لجدول ترتيب أكثر المدربين الذين قادوا “الخضر” لتحقيق الفوز، حيث يتواجد وحيدا في الصدارة برصيد 39 انتصارا، مقابل 30 فوزا لكل من رشيد مخلوفي في 59 مواجهة قادها، و30 فوزا لرابح سعدان خلال 72 مواجهة أشرف عليها، وهو الرقم الذي تمكن بلماضي من معادلته خلال المباراة الودية أمام منتخب إيران بتاريخ 12 جوان 2022، بالدوحة (قطر)، حين فاز الفريق الوطني بنتيجة هدفين لواحد وقعهما محمد الأمين عمورة ومهاجم الترجي الرياضي التونسي رياض بن عياد.
عام شاق ينتظر “الخضر”
سيكون المنتخب الوطني خلال سنة 2024 أمام تحدي العودة إلى الواجهة بامتياز، ببلوغ على الأقل الدور نصف النهائي من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024 بكوت ديفوار، حيث سيكون “الخضر” مطالبين بتجاوز تعثر “كان” الكاميرون، التي غادروها مبكرا من الدور الأول، وفقدوا خلالها فرصة الحفاظ على لقبهم.
مأمورية “الخضر” لن تكون سهلة خلال 2024، حيث سيخوض زملاء أفضل هدّاف في تاريخ المنتخب الوطني إسلام سليماني، مواجهتين عن الجولة الثالثة والرابعة لتصفيات كأس العالم 2026 أمام منتخبي غينيا وأوغندا خلال تاريخ الاتحاد الدولي لشهر جوان المقبل، كما سيكون أمامهم تحدي ضمان التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، خلال تواريخ “الفيفا” لأشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
سيخوض الأنيق رامي بن سبعيني وزملاؤه دورة ودية دولية رباعية بالجزائر، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 26 مارس 2024 بمرافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، سيتم خلالها مواجهة منتخبات (جنوب أفريقيا، بوليفيا، ألبانيا)، وستحتضن ملاعب نيلسون مانديلا ببراقي وميلود هدفي بوهران وكذا 19 ماي 1956 بعنابة مباريات هذه الدورة،
يذكر أنّ الفريق الوطني سيخوض مطلع سنة 2024، نهائيات “الكان” للمرة العشرين بتاريخ مشاركاته في العرس القاري، والسادسة على التوالي بداية من كأس أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا 2013.