خصصت السلطات العمومية بتيبازة قرابة ثلاثة مليار دج لتجسيد مشاريع في قطاع الري والتطهير جراء الخسائر التي خلفتها الفيضانات التي اجتاحت في 25 ماي الماضي البلديات الشرقية للولاية وأودت بحياة طفل، بحسب المصالح نفسها.
أوضحت خلية الإعلام لولاية تيبازة أن العمليات التي استفاد منها قطاع الموارد المائية لمواجهة الفيضانات ونقص المياه بالبلديات الشرقية شملت 22 مشروعا، أشرف الاثنين الماضي الوالي ابوبكر الصديق بوستة على انطلاقها، وهي موزعة على شقين، الأول خاص بمخلفات الفيضانات والثاني يتعلق بتعزيز قدرات توزيع المياه.
وأكد الوالي في هذا السياق على ضرورة احترام دفتر الشروط لاسيما في الجزء المتعلق بالعمل وفق نظام 3 / 8 أي ثلاثة فرق على مدار اليوم من أجل تسليم المشاريع في آجالها.
وتشمل المشاريع انجاز عمليات بخمس بلديات تابعة لدوائر القليعة وفوكة وبواسماعيل “الأكثر تضررا” من الفيضانات، وتتعلق بإعادة الاعتبار للقنوات الصالحة للشرب بطول 24 كم، وإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي بطول 20 كم، وإعادة تأهيل مجمعات التطهير وتنقية الأودية وحماية محطات ضخ المياه الصالحة للشرب وتدعيم تزويد أحياء الجغلالي وبن نصاح بالحطاطبة بمياه الشرب.
وتأتي هذه المشاريع تجسيدا لقرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي اتخذها عقب ترأسه لمجلس وزاري بتاريخ 28 مايوالماضي أي مباشرة بعد تسجيل تلك الفيضانات، تتعلق بتخصيص غلاف مالي يقدر بـ10 مليار دينار كتدابير استعجالية للتكفل بضحايا الكارثة التي تسببت في خسائر معتبرة في الهياكل القاعدية لعدد من القطاعات، وتعويض الخسائر بما فيها الأثاث والتجهيزات ومنحة للبحارة تقدر بـ30 ألف دينار.
وقد شدد رئيس الجمهورية على إعادة إسكان العائلات المنكوبة خلال الـ24 ساعة التي تلت صدور تلك القرارات حيث شمل القرار إعادة إسكان 121 عائلة.
وخلال زيارة العمل التي قادت والي تيبازة للمشاريع المذكورة بغرض تفقدها، اكد مسؤول الهيئة التنفيذية في تعليمات موجهة لرؤساء الدوائر والبلديات ومدير قطاع الري، على ضرورة إعداد مخطط عمل خاص بكل مشروع بهدف متابعته، ومراقبة مدى تقدم الأشغال، واحترام آجال انجاز العمليات التي استفاد منها القطاع لمواجهة مخلفات الفيضانات بغلاف مالي يقدر ب2،3 مليار دينار و150 مليون دج لمواجهة نقص المياه وتعزيز قدرات التوزيع.
ومن المشاريع التي شدد الوالي على منحها الأولوية نظرا لأهميتها، مشروع إعادة تأهيل شبكات التطهير وتركيب تجهيزات تقنية بدوائر القليعة وفوكة وبواسماعيل على مسافة قرابة 21 كلم بتكلفة تقدر 1.4 مليار دج مقسمة على سبعة حصص.
وتشمل الأشغال تنقية وتنظيف وتهيئة وإعادة تأهيل وتصليح منشآت جانبية لعدد من الأودية ببلديات القليعة وفوكة وبوإسماعيل وخميستي، بالإضافة إلى مشاريع تحديد وإعادة تأهيل مجمعات التطهير ورفع المياه المستعملة بتلك البلديات.
وشكل مشروع إعادة تأهيل مجمعات التطهير لفوكة المدينة نحو فوكة البحرية عبر وادي بربوشة بما فيها تحويل قناة المياه الصالحة للشرب على مسافة 5 كلم بغلاف مالي يقدر ب600 مليون دج، “أولوية قصوى” للسلطات العمومية بتيبازة.
أما مشاريع إعادة تأهيل شبكات التزويد بالمياه الصالحة للشرب وتركيب التجهيزات التقنية بدوائر القليعة وفوكة وبواسماعيل التي تضررت من الفيضانات، فتشمل مد قنوات على مسافة 24 كلم بتكلفة 300 مليون دج مقسمة على أربعة حصص.
ويتعلق الأمر بعمليات إعادة تأهيل شبكات التوزيع بتسعة أحياء عبر بلديات الحطاطبة والقليعة وخميستي وفوكة وبواسماعيل وبوهارون والشعيبة، ومشروع إعادة تأهيل خزان مياه ببلدية عين تاقورايت.
وكان والي تيبازة أبوبكر الصديق بوستة قد أكد في تصريحات صحفية سابقة على أن السلطات العمومية خصصت 500 مليون دج من أجل مشروع إعادة تأهيل ميناء الصيد البحري بخميستي وكذا ملجأ الصيد البحري بفوكة، في إطار 16 عملية برمجت في قطاع الأشغال العمومية تخص أيضا إعادة تأهيل الطرقات الوطنية والولائية المتضررة من الفيضانات.
وإلى جانب قطاع الصيد البحري والأشغال العمومية، التزمت الدولة أيضا بإعادة إسكان العائلات المنكوبة التي تضررت مساكنها عن آخرها.
وقد تم ترحيل 121 عائلة لسكنات لائقة تتوفر على كل ضروريات الحياة خلال 48 ساعة، فضلا عن تزويد العائلات التي تعرض أثاث منازلها للإتلاف، بتجهيزات كهرومنزلية وأثاث جديد.
ولقد خصصت أيضا إعانات مالية لـ140 عائلة تضررت مساكنها جزئيا، للشروع في أشغال ترميمها، وذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية الذي قضى بالتكفل التام بجميع حاجيات المتضررين.