توفي صديق الثورة الجزائرية، ميشال مارتيني، عن عمر ناهز الـ98 عاما، بحسب وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
تنقل الفقيد إلى الجزائر رفقة والده في أكتوبر 1946 وزار مدن عديدة منها الجزائر العاصمة وقسنطينة وبسكرة و توقرت وورقلة، ليعود إلى فرنسا لمواصلة دراسته في الطب ويتم بعدها تعيينه طبيبا متدربا.
وعاد الفقيد إلى الجزائر في ماي 1954 والتحق بمستشفى مليانة ثم بمستشفى الشلف سنة 1955 حيث كان له احتكاك بالعديد من المناضلين الجزائريين والفرنسيين المؤمنين بعدالة القضية الجزائرية ويقتنع بتلك المبادئ السامية فيلتحق بصفوف الثورة التحريرية في نفس السنة.
وكان للدكتور ميشال مارتيني نشاط كبير إلى جانب رفاقه، مما أدى إلى اكتشافه من قبل السلطات الاستعمارية واعتقاله ووضعه تحت الإقامة الجبرية في سيدي محجوب، بالقرب من المدية، قبل إدخاله السجن بوهران في الفترة ما بين 7 سبتمبر 1956 و 3 أوت 1957.
وبعد خروجه من السجن، انتقل إلى تونس وواصل نضاله، حيث كانت له اتصالات مع مسؤولي الصحة في جيش التحرير الوطني، والتقى العديد من قادة الثورة، على غرار كريم بلقاسم وعبد الحميد مهري وفرحات عباس، وكان جهده جليا في مداواة جرحى جيش التحرير الوطني وتكوين الشباب وتحضيرهم لتولي مهام الصحة في الجزائر بعد استرجاع السيادة الوطنية.
ومع مطلع الاستقلال، عاد الفقيد إلى الجزائر وكانت بصماته واضحة في كل المستشفيات التي عمل فيها، آخرها مستشفى الدويرة لطب العظام، ليتفرغ بعد تقاعده إلى كتابة مذكراته التي أثرت المكتبة التاريخية الجزائرية.
وإثر هذا المصاب الجلل، عزى وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، عائلة الفقيد رفاقه من المجاهدين وأصدقاء الثورة الجزائرية بأخلص التعازي وأصدق المواساة.