تعقد منظمة الأمم المتحدة” قمة المستقبل” في 22 و23 سبتمبر القادم لبناء “نظام دولي جديد” من أجل التصدي للتحديات الراهنة والمستقبلية لخدمة البشرية والأجيال القادمة.
وتعتبر هذه المناسبة التي تجمع قادة العالم، بمثابة لحظة لترميم ما تآكل من الثقة ولإثبات قدرة التعاون الدولي على إيجاد عالم ونظام دولي جديد أكثر استعدادا لإدارة تحديات الحاضر والمستقبل وتحقيق التعاون بشكل أفضل لتحقيق التطلعات والأهداف وتلبية الاحتياجات ذات الصلة بالاتفاقات والالتزامات القائمة، بدءا من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتحديات المستقبل لاسيما خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وخطة عمل أديس أبابا وإطار سنداي واتفاقية باريس بشأن تغير المناخ والتي تظل أفضل الأدوات للتغلب على العقبات وتقليل المخاطر وصياغة مستقبل أفضل يسوده السلام والإنصاف والاستدامة.
ويسعى اللقاء أيضا إلى تكثيف الجهود للوفاء بالتزاماتنا الدولية القائمة واتخاذ تدابير عملية للاستجابة لما ينشأ من تحديات واستغلال ما يتاح من فرص وذلك من خلال التوصل إلى “ميثاق من أجل المستقبل” لمسايرة التطورات السريعة التي يشهدها العالم والقضاء على التفاوت الواضح بين الدول ومواجهة المخاطر والتهديدات التي تهدد الفئات الأكثر ضعفا من بينها الفقر المدقع والجوع الذي هو في حالة من التصاعد والانبعاثات العالمية التي توجد اليوم في أعلى مستوى لها في كل التاريخ البشري ومستويات النزوح البشري وكل ما يتصل بالعدوان والنزاعات والصراعات والأمن الغذائي وأسلحة الدمار الشامل والأوبئة والأزمات الصحية والمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة.
ومن ضمن المحاور الأساسية التي من المقرر أن يتطرق إليها قادة الدول، الحوكمة المتعددة الأطراف، التي صممت في أوقات أقل تعقيدا وأبطأ سرعة ولم تعد تلائم عالم اليوم المعقد والمترابط والسريع التغير، وتحسين القدرة على مواجهة الصدمات العالمية المتشعبة وإشراك الشباب بصورة مجدية في عملية صنع القرار على الصعيد العالمي وقياس التقدم البشري بمزيد من الفعالية من خلال الاتفاق على مقاييس تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي، بحيث تراعى في القرارات المتعلقة بتخفيف عبء الدين، والتمويل الميسر والتعاون الدولي.
وسيتم تناول مسائل أخرى تتعلق بالالتزام بالنزاهة في الحقل الإعلامي بتهيئة بيئة إعلامية (لاسيما على الإنترنت) تكون شاملة ومأمونة للجميع قد يكون من خلال مدونة لقواعد السلوك، وإصلاح الهيكل المالي الدولي لضمان خدمة الجميع ولاسيما بلدان الجنوب، بشكل أكثر فعالية وإنصافا، بسبل منها تحديد أهداف تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ومراعاة القدرة على تحمل الدين وإقامة شبكة أمان مالي عالمية (…) والنهوض بالاستخدام السلمي والمستدام للفضاء الخارجي من خلال تحديث القواعد التي تحكم استخدام الفضاء والسلوك المتبع فيه، بحيث يكون الفضاء سلميا وآمنا ومستداما لصالح الجميع.
والمؤتمر سيتطرق إلى الاتفاق على خطة جديدة للسلام من خلال تحديث الفهم لجميع أشكال ومجالات التهديدات وتكييف مجموعة الأدوات لمنع وإدارة الأعمال العدائية في البر والبحر والفضاء والفضاء الإلكتروني وتحقيق تحول أساسي في كيفية النظر إلى التعليم والتعامل معه، لاسيما ما?يتعلق بالغرض من التعليم وبيئة التعلم ومهنة التدريس وتسخير التحول الرقمي والاستثمار في التعليم والدعم المتعدد الأطراف للتعليم الجيد للجميع و تكييف الممارسات الأساسية للأمم المتحدة فيما يتعلق بالبيانات والاتصالات والابتكار والرؤية الإستراتيجية والأداء والنتائج وغير ذلك، بحيث تكون في وضع أفضل لمواجهة تحديات الغد.